هي التسعون دقيقة الأخيرة في المرحلة الأولى من البطولة وهي أهم تسعون دقيقة إلى حد الآن في البطولة بالنسبة لفريق باب سويقة ... كيف لا وهي التي سيتحدد على ضوئها نجاح الفريق في تحقيق أولى أهدافه المحلية المتمثل في التأهل إلى البلاي أوف... في هذا الإطار يندرج تحول الترجي الرياضي عشية يوم الأحد القادم إلى الضاحية الشمالية للعاصمة وبالتحديد إلى ملعب عبد العزيز الشتيوي بالمرسى لمواجهة مستقبل المكان في لقاء مصيري من طرف واحد من جانب أبناء ماهر الكنزاري الذين تعنيهم النتيجة وتسلط عليهم بالتالي ضغوطات كبيرة باعتبار أن العثرة أصبحت ممنوعة لكونها يمكن أن تقضي على آمال وحظوظ الفريق في شأن التنافس على اللقب في المرحلة الثانية. المعادلة الصعبة مباراة الأحد في الشتيوي يحتاج فيها الترجي الرياضي إلى كل لاعبيه وخاصة الأساسيين منهم الذين يمثلون ركائز التشكيلة ومن هذا المنطلق فإن المدرب ماهر الكنزاري كان يمني النفس في التعويل بعد غد عن نفس العناصر التي تألقت وفازت في دربي العاصمة ثم غلبت الفريق الأنغولي وتأهلت إلى الدور الثاني في كأس رابطة الأبطال الإفريقية... هذا ما كان يأمله الكنزاري قبل لقاء الحسم في المرسى حتى يضمن النتيجة التي تأهل فريقه إلى مرحلة التتويج لكن الرياح تجري بما لا يشتهي الترجيون لأن التشكيلة ستشهد العديد من الغيابات وبالتالي التغييرات الإضطراية والأهم من ذلك أن التشكيلة الأساسية ستسجل أول ظهور لبعض اللاعبين من البداية ... بين مصيرية اللقاء وأهمية نتيجته وبين التغييرات الإضطرارية وظهور بعض الأسماء لأول مرة في التركيبة الأساسية يجد المدرب ماهر الكنزاري نفسه أمام هذه المعادلة الصعبة التي تفرض عليه التوفيق بين الناحيتين من خلال اختيارات جديدة ناجعة ونتيجة إيجابية. قيمة الزاد البشري في الميزان الغيابات الأربعة التي تسجلها التشكيلة الترجية في جولة الحسم وفي المباراة الختامية للمرحلة الأولى ستكشف لنا القيمة الحقيقية للزاد البشري لفريق باب سويقة ، فعلى مستوى العدد فإن اللاعبين متوفرون في الفريق لكن على مستوى الكيف والقيمة فإن الإختلافات موجودة على مستوى التقييم والتحليل وستكون مباراة الشتيوي واحدة من الفرص التي ستوضح لنا حقيقة الزاد البشري للترجي الرياضي ومستوى المجموعة المتوفرة لدى المدرب ماهر الكنزاري... أسماء مثل الأمجد الشهودي وأحمد العكايشي وأمين النفزي وشاكر الزواغي لم تنجح بعد في فرض لونها في التشكيلة الترجية وسيكون البعض منها أمام فرصة سانحة يوم الأحد لقلب المعطيات لفائدتها والإنطلاق في مشوار جديد مغاير لما سبقه. تغييرات في التشكيلة المشكل الثاني الذي يعترض ماهر الكنزاري في مباراة هامة ومصيرية كالتي يخوضها فريقه يوم الأحد في المرسى هو أن التغييرات الإضطرارية التي سيدخلها عن التشكيلة الأساسية والمثالية ستجبره على تعديل خطته التكتيكية المعهودة أو بالأصح الطريقة التي تمكن بفضلها من الإنتصار في المقابلتين الأخيرتين ضد كل من الإفريقي وغرة أوت الأنغولي... الكنزاري لن يتسنى له اللعب بنفس الثلاثي في وسط الميدان بحكم غياب خالد المولهي وعلى هذا الأساس فهو سيقتصر على ثنائي دفاعي في هذا الخط مع – وهذا الأهم – تأخير تموقع مجدي تراوي مقارنة مع لقائي الأجوار وكأس رابطة الأبطال ... المشكل الآخر هو أن الفريق لا يملك صانع ألعاب حقيقي غير إيهاب المساكني المصاب وتأخير موقع تراوي يفرض التعويل على يوسف البلايلي في هذا الدور وتبديل مهمته من لاعب رواق إلى صانع ألعاب خلف رأس الحربة دون نسيان ضرورة تعويضه بلاعب آخر على الرواق الأيسر... إذن يمكن القول إن عدة أشياء ستتغير في الوقت الغير المناسب إذ علاوة على أن أهمية المباراة تفرض الإستمراية على مستوى الإختيارات فإن الترجي الرياضي بدأ يجد ثوابته ويتحسس الطريقة الناجعة التي تتماشى ومؤهلات لاعبيه وهو بالتالي ليس في حاجة إلى أي تعديلات مهما كان نوعها. أي وجه للهجوم؟ سنشاهد يوم الأحد في المرسى لأول مرة هيثم الجويني وأحمد العكايشي جنبا إلى جنب في التشكيلة الأساسية ونتساءل عن الوجه الذي يمكن أن يقدمه هذا الثنائي للخط الأمامي لفريق باب سويقة... من المفروض أن يعرف الآداء عمقا هجوميا أكبر بحكم تواجد رأسي حربة مع بعض ... من المفروض كذلك أن يكون الضغط على دفاع المنافس وخاصة محوره أكبر ... لكن كل هذه الإيجابيات المنتظرة سيحددها عنصر واحد هو التفاهم بين اللاعبين وخاصة عدم اختلاط الأدوار بالتمركز الصحيح ... الجويني والعكايشي يجب أن يتكاملا حتى يصبح التعويل عليهما جنبا إلى جنب مفيد للفريق ويعطيا الإضافة على المستوى الهجومي آداء ونجاعة لا العكس لأن تخوف الترجيين كبير من أن تشابه اللعب لهذا الثنائي يجعلهما غير متكاملين ولا يسمح لهما بالتفاهم ... على كل فإن المدرب ماهر الكنزاري سيسعى إلى تغيير خطة أحدهما وعلى غالب الظن فإن أحمد العكايشي سيتولى مهمة لاعب رواق على الجهة اليسرى مقابل محافظة الجويني على مركزه كرأس حربة وسيكون بالتالي الإنضباط التكتيكي في تطبيق التعليمات والتوصيات عنصرا بارزا في اتسام هذا الثنائي بالتكامل والتفاهم.