دبي موفدنا الخاص تشارك تونس في الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي الذي ينعقد بإمارة دبي من 11 إلى 17 أفريل بفيلم «بوبي» لمهدي البرصاوي في المسابقة الرسمية للأفلام الدولية القصيرة، ويدور الفيلم حول «فارس» طفل لم يتجاوز الثامنة من عمره يعترضه كلب متشرد في يوم عودته إلى المدرسة، كانت المرة الأولى التي يذهب فيها بمفرده، تنشأ صداقة بين فارس والكلب الذي اصبح إسمه «بوبي» ويقرر «فارس» ان يأخذه معه إلى البيت . يقوم ببطولة الفيلم علاء الدين حمزة وجمال ساسي وشاكرة رماح ، اما مهدي البرصاوي فهو مخرج شاب تخصص في المونتاج وعمل مساعدا لرشيد مشهراوي في «عيد ميلاد ليلى» إنتاج الحبيب عطية وللمخرج الإيطالي غويدو كييزا في «دعه يكن» وفيلم «بوبي» من إنتاج الحبيب عطية أيضا الذي نجح في حجز مكان للسينما التونسية في مختلف المهرجانات السينمائية التي تنتظم بالخليج العربي (أبو ظبي، الدوحة، دبي). فيلم سعودي في الإفتتاح: هل تنفتح السعودية بقيادة طفلة لدراجة؟ إفتتح مهرجان الخليج الذي يعرض 169 فيلما من 43 دولة مساء اول امس بفيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور «وجدة» وهو اول فيلم من إخراج إمرأة سعودية يصور بالكامل في الداخل(الرياض) وإن حكم على المخرجة ان تختبئ أغلب الوقت في حافلة التصوير من عيون ذكورية لا ترحب بالكاميرا عموما فما بالك إن كان من يقف وراءها إمرأة ، وقد لقي الفيلم ترحيبا واسعا منذ عرضه العام الماضي في مهرجان البندقية ووزع تجاريا في الولاياتالمتحدة وإيطاليا وغيرها من الدول، كما فاز الفيلم بجائزة افضل فيلم عربي في مهرجان دبي السينمائي(ديسمبر 2012) وجائزة افضل ممثلة وعد محمد التي جسدت شخصية الطفلة «وجدة» تدور احداث الفيلم حول «وجدة» الطفلة الشقية الذكية التي تطمح لامتلاك دراجة حتى تسابق صديقها وإبن حيها «عبد الله» الذي يتطوع لتعليمها قيادة الدراجة في غفلة من الجميع على سطح بيت وجدة. تسعى وجدة إلى تدبر امرها لتوفير المال لشراء دراجتها التي تحلم بها، دراجة خضراء كحلمها ونساء كثيرات في السعودية بمستقبل اخضر. تشارك في مسابقة مدرسية لتجويد القرآن جائزتها ألف ريال بهدف شراء الدراجة، تفوز وجدة بالمسابقة ولكن مديرة المدرسة التي صدمت حين عرفت ان الصغيرة تخطط لشراء دراجة قررت نيابة عنها التبرع بالجائزة المالية لفائدة فلسطين(مسكينة فلسطين هذه التي تعلق عليها كل أوزارنا). تعود وجدة مكسورة الخاطر إلى بيتها الذي يلفه الصمت في غياب امها، إنها ليلة زواج الأب بثانية طمعا في إنجاب الذكور، وعلى الرغم من حزنها فقد بادرت الأم التي كانت تنهى إبنتها عن قيادة الدراجة لأنها تفقد البنت شرفها وقد تحول دون إنجابها كما هو متداول في الثقافة الشعبية (وربما عند فئة متنفذة دون غيرها في المجتمع السعودي) بإقتناء الدراجة ل«وجدتها» التي لم يعد لها سواها بعد ان تنكر الزوج لقصة الحب التي جمعتهما، تسابقت «وجدة» مع عبد الله وتفوقت عليه ، وصلت إلى الشارع الرئيسي ووقفت تنظر للسيارات التي تمر مسرعة وهي تحدق في مدى الصحراء اللامتناهي... قصة طريفة مع بعض القفشات الضاحكة، هل هي كافية لتفسير هذا النجاح الساحق للفيلم حيثما عرض؟ أو هل لأنه فيلم سعودي مخرجته إمرأة يستقبل بكل هذا الترحاب؟ لا شك في أن ما أنجزته هيفاء المنصور -المتزوجة بأمريكي والتي ترتدي الجينز الشبابي على الرغم من أثر السنين عليها- يستحق التنويه، ولكن لمصلحة من تحميل «وجدة» الفيلم ما لا يحتمل؟ هل يشكل الفيلم ثورة بصرية مثلا؟ أو هل يحمل في مضمونه ثورة ثقافية وفكرية أو يؤشر لتحولات سياسية ما في المملكة العربية السعودية؟ صورت هيفاء المنصور فيلمها في العاصمة السعودية الرياض وحظيت بدعم «روتانا سينما» لصاحبها الوليد بن طلال وهو حفيد الملك عبد العزيز مؤسس السعودية، وقد صرح مؤخرا في حوار «قصف به» الجمهور العربي من خلال أكثر من عشرين محطة فضائية من بينها «نسمة» قناة المغرب الكبير بأن الربيع العربي ليس سوى دمار عربي وهو بذلك يسوّغ لنمط من الإستقرار تعيشه دول بعينها في مقدمتها المملكة العربية السعودية. وعلى منوال الأمير «المتحرر» ، لم تبخل هيفاء ببعض الرسائل لمن يهمه الأمر، فالكاميرا تتوقف دون أي داع جمالي عند صورة عملاقة للملك وولي العهد السابق- الذي غيبته الموت- وأمير منطقة الرياض –ولي العهد الحالي- كتب عليها شعار المملكة «لا إلاه إلا الله محمد رسول الله». أما عجيبة الفيلم فهي الحديث عن إنتخابات في السعودية ويتعلق الأمر بإنتخابات بلدية وكأننا في السويد والحال أننا نعرف بعضنا البعض في بلداننا العربية جميعا. لا معرفة لي بدواخل المجتمع السعودي ولا أريد الوقوع في فخ ما يحكى ويشاع عن عوالم قد لا تصدق تختفي وراء تلك العباءات السوداء، كما لا أريد الوقوع في صورة مسطحة قدمتها هيفاء المنصور عن نساء سعوديات في كامل زينتهن بلا حجاب في مقرات العمل ونساء يدخن في بيوتهن مرتديات ملابس فيها ما فيها لمن كان بصره متلهفا لإستكشاف المكنون... ولكن «وجدة» يظل في النهاية فيلما دعائيا وإن أضفت عليه الدعاية الإعلامية طابع الطلائعية والريادة... فيلم يكشف ما تريد أو ما يسمح لمخرجته أن تكشفه، فيلم لا يمس بثوابت الدولة ، لأن قيادة طفلة صغيرة لدراجة لا يمثل في النهاية فتحا مبينا وإن كنت أشك في تفهم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للمسألة من الأصل... وحتى لا يظل حديثنا عن السعودية دون غيرها نذكّر بالحكم على صحافية سودانية بالجلد بسبب إرتدائها لسروال»الجينز»، وكم أخشى أن تصيبنا العدوى لأننا سنكون مضطرين وقتها لإستيراد خبرات في الجلد لأن قطاعا واسعا من بناتنا وسيداتنا لا يرتدين سوى «الجينز» جلاّب المشاكل و«صانع الفتنة»... شاءت الصدف أن أتابع المخرجة هيفاء المنصور في تلفزيون العربية –المنشغل بقصفه للإخوان المسلمين في مصر وحركات الإسلام السياسي في العالم العربي عدا تلك التي تقاتل بشار الأسد في سوريا- في برنامج «إستوديو بيروت»، سئلت هيفاء عن الربيع العربي فأفتت بأن الحريات في تونس تراجعت وبأن حقوق المرأة عندنا في إنحسار؟ سوق سينمائية للمرة الأولى... وإلى جانب العروض والفعاليات المجانية للعموم، يعقد «مهرجان الخليج السينمائي» جلسات «منتدى الخليج السينمائي»، الذي يشمل نشاطات التفاعل والتواصل، ويقدم دورات مميزة، تحت مظلة «سوق الخليج السينمائي»، في دورته الأولى هذا العام، وقد بدأت الجلسات أمس مع «ليالي الخليج»، وهو برنامج يشمل حوارات مسائية مع رواد السينما الخليجية تعقد يومياً عند منتصف الليل، و يتوج سوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة المشاركين، في جلسة الثلاثاء 16 أفريل، حيث سيتم منح المشاركين الفرصة لعرض نصوصهم السينمائية أمام خبراء الصناعة لتأسيس شراكات جديدة من الممكن أن تؤدي إلى انتاج نصوصهم.