*أشعر بالحزن كلما عدت إلى لبنان... *لم يعجبني التكرار في "ما نموتش"... يعدّ محمّد رضا من رواد النقد السينمائي العربي بكتاباته في مختلف المجلات والصحف (فرايتي العربية، القبس، الخليج، الشرق الأوسط...) ، ولد في بيروت سنة 1952 وعاش بها حتى إندلعت الحرب الأهلية، فهاجر إلى لندن سنة 1976 ، وفي سنة 1999 قرر السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية . أصدر وسلسلة "كتاب السينما"، وشارك في عضوية كثير من لجان تحكيم المهرجانات السينمائية ...التونسية حاورته بمناسبة إصداره لدليل السينما العربية والعالمية 2013 ... *أعترف لك بأن السبب الذي دفعني إلى محاورتك هو أن النوري بوزيد شهد بأنك أول من حاوره بعد أن غادر السجن وأنجز أول افلامه الطويلة "ريح السد" وكان ذلك في "مهرجان كان" سنة 1986؟ المقابلة التي أشار إليها النوري بوزيد كانت بفضله هو فلو لم يكن فيلمه "ريح السد" يستحق الإنتباه والتواصل مع المخرج لما تمت المقابلة، فالشكر يعود للنوري بوزيد الذي صنع فيلما يستحق أكثر مما لقي في تلك الفترة وأنا أنصح السينمائيين الشبان بالعودة إلى ريح السد وأفلام تلك المرحلة لأني لاحظت ان كثيرا من الشبان ينجزون افلامهم وكأنهم ينطلقون من الصفر أي وكأنهم يصنعون أول فيلم في التاريخ، وينسون أنه يجب أن تسبر غور الماضي فالنوري بوزيد تعرفه من خلال أفلامه السابقة وليس فقط من آخر فيلم له *هل مازال للنوري بوزيد وأبناء جيله ما يقولونه؟ يعتمد ذلك على ما قالوه سابقا، لكن هل يمكنهم قول ما يفكرون فيه بالظروف الإنتاجية الحالية؟ لست متأكدا من الإجابة، في السبعينات كانت هناك طفرة سينمائية عربية سببها وجود منتجين مستعدين لمساعدة المخرجين في تجاربهم، لكن الظروف تغيرت الآن والدليل أن بعض الأفلام تتطلب خمس سنوات وأحيانا أكثر لمخرجين مثل محمد خان وخيري بشارة وداود عبد السيد ...هؤلاء موهوبون ومازال لديهم ما يقولون ولكن الظروف الإنتاجية تغيرت وهنا مربط الفرس *أنت موجود على الساحة النقدية منذ ثلاثين عاما فهل مازال لأبناء جيلك من النقاد ما يقولون؟ صراحة، معظمهم لا، لسببين أولهما أنهم يكتبون عن السينما أكثر من كتابتهم في اللغة السينمائية ، جل نقادنا يكتبون عن السينما لا فيها، معطياتك كناقد فعلي تداول اللغة السينمائية في الفيلم للأسف معظم نقادنا أقرب إلى النقد الأدبي والإنشائي أي ما يريد الفيلم قوله، أنا شبعت من هذه القراءة لأن كل فيلم يريد قول شيء ما ولو كان الفيلم عبارة عن مشهد ذبابة على حائط، ليست مشكلتي ما ذا يريد ان يقول، السؤال هو هل نجح الفيلم في الوصول إلى ما يريد قوله وكيف قاله، السبب الثاني أن معظم النقاد أفلس فممارسة النقد لجمهور اليوم تختلف عن جمهور الماضي جمهور اليوم يريد معلومات ولا يهمه كثيرا رأيك كناقد، لا بد أن تمتلك القدرة على القراءة والتحليل فأسلوب السبعينات لا يصلح لليوم *كيف تقدم "دليل السينما العربية والعالمية" الذي أصدرته في دبي؟ هذا طموح يعود إلى سنة 1983 من كنت في لندن بإصدار سبعة أعداد من" كتاب السينما "ثم توقفت التجربة حتى إلتقيت بالصديق الناشر الإماراتي عبد الله الشاعر الذي تحمس للمشروع وكانت البداية بهذا الإصدار الأول وأعتقد أن المجهود الذي قمت به طيلة السنوات الماضية سد فراغا في المكتبة السينمائية العربية وما أنجزناه اليوم خطوة رئيسية في مشروعنا *يحتفي مهرجان دبي السينمائي في دورته التاسعة بهيفاء المنصور المخرجة السعودية التي تعاملت معها في فيلم"كيف الحال" الذي وصف حين عرضه بأنه أول فيلم سعودي وكانت هيفاء شريكة في إخراجه، هل صحيح أنك تبرأت من ذلك الفيلم بعد عرضه؟ أنا تبرأت منه حتى قبل عرضه، لأن السيناريو الذي كتبته ألغي وعوض بسيناريو مصري بمناخ مصري وألغي البعد الذكي في السيناريو، فطلبت من المنتج بروتانا أن يحذف إسمي فرفض ووضع في الجينيريك قصة محمد رضا *هل تستحق هيفاء المنصور بفيلمها "وجدة" كل هذه الضجة وهذه الجوائز(أفضل فيلم روائي وأفضل ممثلة في مهرجان دبي)؟ أنا شاهدت الفيلم بفينيسيا وهيفاء إستفادت إعلاميا من كون الفيلم أول فيلم سعودي تخرجه إمرأة وليس صحيحا أنه أول فيلم صور بالكامل في السعودية فقبل ثلاث سنوات شاهدنا فيلم "إنتقام" صور بأكمله في المملكة، وفي نظري لا يستحق الفيلم فنيا كل هذا المديح ، نعم ،يستحق الإشادة بالمحاولة ومباركة أن إمرأة سعودية قامت بهذه الخطوات ولكن سينمائيا فيه هفوات وأخطاء ملحوظة *هل تحن إلى لبنان؟ الحفيقة أني أحن لكل بلد عشت فيه، تركت الولاياتالمتحدة وأحن إليها فما بالك بلبنان؟ أحن إليه ولكن من الصعب أن أدخل سعيدا وأغادره سعيدا، أشعر بالحزن كلما زرت بلدي *ماذا يحدث في لبنان هذه الفترة (تأزم الوضع في طرابلس وتوتر سياسي)؟ بألم شديد أقول إن كل ما يقع حاليا هو تفتت وليس تشييدا، الصراع في لبنان وفي كثير من البلدان العربية كان ولا يزال صراع سلطة *هل ما يحدث في سوريا ثورة؟ لا *هل سيصمد نظام بشار الأسد؟ المعطيات تقول لا، ولكن من يعلم *هل أنت مع قرار مهرجان دبي استبعاد ثلاثة أفلام سورية من البرنامج؟ لا *هل كان قرارا سياسيا في تقديرك؟ لم أبحث معهم في الموضوع، ربما كانت التوجهات عائدة إلى الرغبة في اتخاذ موقف تجاه السلطة السورية التي لا شك في أنها ملامة على ما تقوم به ، لكن هذا مهرجان سينمائي ويجب أن يبقى بعيدا عن السياسة *ما حدود إطلاعك على السينما التونسية اليوم؟ أشاهد الأفلام التونسية التي تعرض في المهرجانات، وعموما أنا أعتزم مشاهدة كل فيلم أصل إليه منذ الثلاثينات والأربعينات وبرنامجي اليومي يتضمن مشاهدة فيلمين على الأقل *ما هو آخر فيلم تونسي شاهدته؟ "ما نموتش" للنوري بوزيد و"يلعن بو الفسفاط" لسامي التليلي *هل أعجبك ما نموتش؟ لم أحب التكرار الذي فيه ، هناك إعادة لمشاهد بالرسالة نفسها وخاصة في المضامين الحوارية "أوكي لقد فهمنا ذلك، نريد مشهدا جديدا" • الإعادة لمزيد التأكيد؟ الزيادة تعني النقصان ...