لجنة كسر الحصار عن غزة.. أسطول بحري جديد يبحر بتاريخ 24 سبتمبر من ايطاليا    مناقشة مقترح النظام الاساسي للصحة    مصطفى عبد الكبير: "معلومات شبه مؤكدة بوجود المفقودين في مركب هجرة غير نظامية غادر سواحل صفاقس الاثنين الماضي، في التراب الليبي"    بوعرقوب: انطلاق موسم الهندي الأملس    انخفاض في جرحى حوادث المرور    مصر تعلن تَأَثّرها بالهجوم السيبراني على مطارات أوروبا    رابطة الأبطال ...الترجي بخبرة الكِبار والمنستير لاسعاد الأنصار    كاس الكنفدرالية: الملعب التونسي يفوز على الجمعية الثقافية نواذيبو الموريتانية 2-صفر    تونس تشارك في بطولة العالم لألعاب القوى لحاملي الاعاقة بالهند من 26 سبتمبر الى 5 اكتوبر ب11 متسابقا    منوبة : انتشال جثتى شقيقين حاولا انقاذ كلبة من الغرق    أولا وأخيرا... سعادتنا على ظهور الأمّهات    تونس ضيف شرف مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي: درة زروق تهدي تكريمها إلى فلسطين    في تظاهرة غذائية بسوسة ...«الكسكسي» الطبق الذي وحّد دول المغرب العربي    عاجل: إيقاف اكثر من 20 ''هبّاط'' في تونس    وزير خارجية ألماني أسبق: أوروبا مجبرة على التفاوض مع تونس بشأن ملف الهجرة    عاجل: إنهيار سقف اسطبل يتسبب في وفاة شاب وإصابة آخر    عاجل: الأمطار تعمّ أغلب مناطق تونس خلال الفترة القادمة    الكاف.. معرض لمنتوجات المجامع الفلاحية    شبهات فساد تُطيح بموظّفين في بنك الدم بالقصرين: تفاصيل    العائلة والمجتمع: ضغوط تجعل الشباب التونسي يرفض الزواج    عاجل: شيرين عبد الوهاب أمام القضاء    جمال المدّاني: لا أعيش في القصور ونطلع في النقل الجماعي    كل نصف ساعة يُصاب تونسي بجلطة دماغية...نصائح لإنقاذ حياتك!    التيار الشعبي يدعو الى المشاركة في اضراب عالمي عن الطعام دعما لغزة    التنس: تأهل معز الشرقي الى نهائي بطولة سان تروبيه للتحدي    كرة اليد: منتخب الصغريات يتأهل إلى نهائي بطولة افريقيا    بنزرت: تنفيذ اكثر من 80 عملية رقابية بجميع مداخل ومفترقات مدينة بنزرت وتوجيه وإعادة ضخ 22,6 طنا من الخضر والغلال    مسرحية "على وجه الخطأ تحرز ثلاث جوائز في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي    "أمامكم 24 ساعة فقط".. كبرى الشركات الأمريكية توجه تحذيرا لموظفيها الأجانب    تحذير هام: تناول الباراسيتامول باستمرار يعرّضك لهذه الأمراض القاتلة    هذا ما تقرّر ضد فتاة أوهمت شبّانا بتأشيرات سفر إلى الخارج.. #خبر_عاجل    عاجل: وفاة عامل بمحطة تحلية المياه تابعة للصوناد في حادث مرور أليم    عاجل/ بينما كان في عمله: إستشهاد عائلة مدير مستشفى الشفاء في غزّة    معاناة صامتة : نصف معيني مرضى الزهايمر في تونس يعانون من هذه الامراض    زغوان: غلق مصنع المنسوجات التقنية "سيون" بالجهة وإحالة 250 عاملا وعاملة على البطالة    سليانة: وضع 8 ألاف و400 قنطار من البذور منذ بداية شهر سبتمبر    رابطة الأبطال الافريقية: الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري من أجل قطع خطوة هامة نحو الدور الثاني    كتائب القسام تنشر "صورة وداعية" للأسرى الإسرائيليين إبان بدء العملية في غزة    غدا الأحد: هذه المناطق من العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس    عاجل/ بشائر الأمطار بداية من هذا الموعد..    بنزرت: حجز أطنان من اللحوم والمواد الغذائية المخزّنة في ظروف غير صحية    تكريم درة زروق في مهرجان بورسعيد السينمائي    صرف الدفعة الأولى من المساعدات المالية بمناسبة العودة المدرسية في هذا الموعد    لكلّ من فهم بالغالط: المغرب فرضت ''الفيزا'' على هؤلاء التوانسة فقط    الكاف: قافلة صحية تحت شعار "صحتك في قلبك"    أكثر من 100 ألف تونسي مصاب بالزهايمر ومئات الآلاف من العائلات تعاني    لماذا يضعف الدينار رغم نموّ 3.2 بالمائة؟ قراءة معمّقة في تحليل العربي بن بوهالي    "يوتيوب" يحظر حساب مادورو    عاجل/ عقوبة سجنية ضد الشاب الذي صوّب سلاحا مزيّفا تجاه أعوان أمن    بعد موجة من الانتقادات.. إيناس الدغيدي تلغي حفل زفافها وتكتفي بالاحتفال العائلي    اليوم: استقرار حراري وأمطار محدودة بهذه المناطق    القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    استراحة «الويكاند»    عاجل/ البنك التونسي للتضامن: إجراءات جديدة لفائدة هؤلاء..    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    الرابطة المحترفة الاولى : حكام مباريات الجولة السابعة    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مراد الزغيدي ل «التونسية»:" السبسي" والغنوشي" تلقفا ثورة مجهولة النسب..وأخشى ان يكون هناك "شكري بلعيد" جديد
نشر في التونسية يوم 22 - 04 - 2013


نبيل معلول «مهفّ» وسينجح مع المنتخب
النادي البنزرتي أفضل فريق في تونس... وبن غربية «فقد البصيرة»
ليس منّا من يبشّر بثقافة الموت
من الطبيعي محاكمة سامي الفهري لكن ليس بهذه الطريقة
المشكل في تونس أننا لا نملك رجال سياسة
الخوف كل الخوف أن تصبح تونس دولة تكفير بعدما كانت دولة تفكير
نجاح صابر خليفة دليل على أن الكرة لا تعترف بالعلوم الصحيحة
هو من أبرز الوجوه الإعلامية الرياضية في تونس بدأ مسيرته في رحاب «قناة أفق» رفقة عديد الوجوه التونسية الأخرى في ما عرف بعد بجيل «قناة أفق» ومن ثمّ شدّ الرحال إلى فرنسا للعمل في أسرة «كنال بلوس» حيث امتهن التعليق الرياضي على أقوى البطولات الأوروبية... عرفه الجمهور الرياضي في تونس عن قرب خلال إطلالته المتميّزة في برنامج «ستاد7»... مراد الزغيدي موهبة تونسية بنسمات فرنسية خالصة التقيناه بمطار تونس قرطاج حين كان يستعدّ للسفر إلى فرنسا للتعليق على لقاء «السيّدة العجوز» فريقه المفضل (جوفنتوس)... عن بداياته وعلاقته بالمشهد الرياضي التونسي والتطورات الاخيرة التي تعيشها الساحة السياسية التونسية حدّثنا مراد الزغيدي فكان هذا الحوار التالي:
مراد الزغيدي في تونس, هل هي زيارة لالتزامات عائلية أم لارتباطات مهنية؟
هي في الحقيقة زيارة عمل للمساهمة في تحضير لحدث مهمّ خلال الأشهر القادمة وهو كأس السوبر الفرنسية لكرة اليد وستحظى تونس بشرف تنظيمها لثلاث سنوات متتالية وستكون في شكل دورة يشارك فيها بطل فرنسا والوصيف وصاحب كأس الرابطة وصاحب الكأس الفرنسية... وحقيقة، الأشخاص الذين كانوا لهم الفضل في جلب التظاهرة إلى تونس قاموا بعمل جبّار وخدموا تونس خدمة كبيرة وقد طلبوا منّي مساعدتهم ولبيّت الطلب خاصة في ظلّ الوضع الخاص الذي نعيشه في تونس... حدث مثل هذا القبيل لا يمكن إلاّ أن يساهم في تلميع صورة تونس...
الجمهور التونسي يعرف مراد الزغيدي من خلال كرة القدم, فما الذي أتى بك الى عالم كرة اليد...؟
في الحقيقة ليست لي أّية علاقة قريبة بالموضوع ولن أكون في الواجهة وكلّ ما في الأمر انّي ساهمت من خلال علاقاتي بالوسط الإعلامي الرياضي في فرنسا في إكساء الحدث صبغة وإشعاعا إعلاميين كبيرين سواء في الندوة الصحفية التي ستسبق التظاهرة أو خلال التظاهرة نفسها لأنّ أهمّ القنوات الفرنسية ستغطّي الحدث... كما أنّي وللتوضيح لست غريبا عن عالم كرة اليد فقد سبق ومارست هذه الرياضة.
مارست كرة اليد بشكل هاو أو في إحدى الجمعيات الرياضية في تونس...؟
نشطت سابقا في صفوف الملعب التونسي
يعني أنّك من أحباء «البقلاوة»...؟
هذا السؤال لا أودّ الإجابة عنه...أنا أحبّ جميع الأندية التونسية...حقيقة الجماهير التونسية حساسة ازاء هذا الموضوع لذلك أتحاشى دائما الردّ على مثل هذه الأسئلة, بإمكاني أنّ أحدّثك عن جمعيتي المفضلة في فرنسا وهي باري سان جرمان كما أنيّ من عشّاق السيّدة العجوز في إيطاليا رغم أنّ الجماهير الايطالية هي الأخرى حساسة ازاء مثل هذه الجزئيات البسيطة.
سبق واحتضنت تونس مباراة السوبر الفرنسية بين أولمبيك مرسيليا وباري سان جرمان, هل كنت من جنود الخفاء الذين ساهموا في تنظيم المباراة في تونس...؟
نعم هذا صحيح, كنت رفقة خليل الشايبي أوّل من ربط خيوط المحادثات مع الرابطة الفرنسية لكرة القدم وسعدنا كثيرا بأنّ النجاح الذي حقّقته هذه التظاهرة نال جزاءه بعض الراكبين على الحدث...
مراد الزغيدي من بين أفضل الوجوه الإعلامية الرياضية التونسية لكن هذا لن ينفي أنكّ مغيبّ نوعا ما عن الساحة الرياضية بالنسبة للمتابع والمشاهد التونسي...
سؤال وجيه...كنت أتمنى ان تكون لي إطلالات وتواجد على الساحة الإعلامية في تونس في الآونة الأخيرة لكن الأمور لم تسر وفق ما أشتهي...كانت هناك برامج ومشاريع وأفكار لكن للأسف لم تطبّق على أرض الواقع. لديّ اتصالات متواصلة مع عديد القنوات التونسية لكن كوني محسوبا على عالم الكرة ونظرا للظرف الذي تعيشه تونس لا أعتقد انّ الكرة صارت من الأوليات حاليا بالنسبة للمواطن التونسي والبرامج الحوارية السياسية هي التي أصبحت طاغية الآن...
قلت «أنّك محسوب على الكرة»...هل نفهم من كلامك أنّك رغبت في تقمّص جلباب آخر بعيدا عن عالم الرياضة لكن الفرصة لم تتح لك ؟
ممكن, جماهير الكرة في تونس تعرف ان مراد الزغيدي متخصّص في الرياضة لكن أنا صحفي بدرجة أولى قبل ان أكون صحفيا رياضيا وفي تونس شقّ كبير يعرف جيّدا أن مراد الزغيدي له مواقف بعيدة عن ميدان الرياضة بدليل بعض المواقف التي بدرت عنيّ في برنامج «ستاد 7» والتي لمس من خلالها الجمهور الرياضي خروجا عمّا هو مألوف و ماهو متعارف عليه في البلاتوهات الرياضية... في الحقيقة أنا متابع بكثرة للشأن السياسي في تونس كما أن شغفي واهتمامي بما يدور من حولي يجعل لي بعض المواقف الخاصة التي لم يفسح لي المجال لتمرير معظمها... كانت هناك فكرة لظهوري في أحد البلاتوهات السياسية لكن الأمر ظلّ مجرّد أمور نظرية لا غير لم تبلغ بعد مرحلة التطبيق...
لم تمارس عليك بعض الضغوطات خلال إطلالتك في برنامج «ستاد 7»؟
لا.. الضغوطات تمارس فقط على من يعيش داخل تونس, كنت على علم دائم بأن جماعة «ستاد 7» يتعرضّون لضغوطات ومضايقات متكرّرة لكن بالنسبة لي لم أتعرّض لذلك مطلقا وكما سبق وأشرت تواجدي الدائم خارج تونس حصّنني من الملاحقة على عكس زملائي...لقد كنت محظوظا لذلك لا يمكن وصفي بالشجاع بما أنّي كنت مرتاح البال. في تونس كل من يتجاوز الخطوط الحمراء يدفع ذلك باهظا.
اهتمامك بالشأن السياسي في تونس ورغبتك في تأثيث برامج حوارية سياسية على اعتبار وان الصحفي يجب ان يكون متكاملا وقادرا على ارتداء العديد من القبّعات...هل تعتقد أن رفيقك معزّ بن غربيّة نجح في ذلك باقتدار...؟
معزّ بن غربية منشطّ جامع لأنّه قادر على تقمّص عديد الأدوار, معزّ يملك حدسا صحفيا كبيرا وهو «يشم» المعلومة ويعرف ما يريده الجمهور تحديدا, معزّ بن غربية هو قدوة ونموذج يحتذى به وهذا ليس متاحا لأيّ كان...شاهدناه في البرامج الرياضية ومن ثم الاجتماعية والآن في البرامج السياسية وخلال كلّ تجاربه كان متميّزا ومتألقّا رغم قلة الإمكانيات المتوفرّة في تونس.
مهنيا هل عودتك الى تونس مطروحة في الوقت الراهن وهل بإمكان مراد الزغيدي أن يلعب نفس الدور ويتقنه على غرار معزّ بن غربية...؟
من السابق لأوانه الحديث عن عودتي إلى تونس لأنّ الإشكال حقيقة يتعلّق بالجانب المادي, قضيت 11 سنة مع «كنال بلوس» وعليّ التفكير ألف مرّة قبل ان أفكرّ في المغادرة لأنّه يجب أن تكون هناك مشاريع قائمة الذات أو عروض تستجيب لطموحاتي فالأمر لا يقبل المجازفة... حقيقة تراودني أحيانا رغبة جامحة في العودة من خلال مشاريع تتبادر إلى ذهني لكنني أؤجّل الحسم لأنّي أرفض التعلقّ بأوهام أو انتهاج خطوات غير مدروسة ... فكرّت حتى في بعث قناة تلفزية لكن الأمر ليس في المتناول حاليا ثمّ المشهد التونسي مضغوط والكعكة صغيرة وانت مطالب بأن تكون لك صلابة مادية كبيرة لمواجهة الصعوبات التي تنتظرك لاحقا...
الكفاءات التونسية تتألق في الخارج وخاصة في بلدان الخليج العربي مع ذلك يزداد المشهد الإعلامي التونسي محليا رداءة و قتامة يوما بعد يوم, هل وراء ذلك غياب منظومة عمل واضحة أم أنّ العوائق المادية هي السبب في ذلك؟
من الصعب الحديث عن تقييم للزملاء الإعلاميين وللمشهد الإعلامي في تونس ككل... المسألة معقّدة بعض الشيء, نزيف هجرة الخبرات في تونس سببه الإمكانيات المادية التي هي غير قادرة على استمالة الأسماء المتألقة... بعض القنوات في تونس ترى أن الكفاءات غير محتاجة إلى مكافأة وهذا خطأ كبير...
التلفزة هي «بيزنس», للفوز بالإشهار يجب أن يكون لديك وجه تلفزي يجلب اهتمام المستشهرين, والوجه التلفزي الذي يفوز بكعكة الإشهار يجب أن يكون أفضل وجه على الساحة وأفضل وجه يجب أن يتحصّل على أفضل أجر وأفضل مكافأة...هذا هو منطق اللعبة وهذا لا يطبق في تونس لأننا لم نبلغ بعد مرحلة النضج الصناعي... المشهد الإعلامي في تونس شبيه بالكرة مازال في مرحلة شبه الاحتراف...
غالبية الوجوه الإعلامية التونسية المتألقة في الميدان الرياضي هي خرّيجة «قناة أفق»...هل أضافت هذه التجربة الكثير لمراد الزغيدي وخاصة لتكوينه في المجال الإعلامي...؟
تجربة قناة أفق تجربة فريدة من نوعها... تعاملنا مع خبرات فرنسية من كنال بولس التي ساعدتنا دون أن تفرض علينا الهوية الفرنسية, اشتغلنا دون ضغوطات ودون صنصرة, وكانت كلّ الطاقات شابة تقريبا معزّ بن غربية, نجيب القاضي، كريم بن عمر وإلياس الغربي وهذا ما لم يكن يحصل في تونس, أنا حظيت بشرف التقديم وسنّي لم يتجاوز بعد 21. كانت تجربة ممتازة ويمكن القول إنّ قناة أفق خلقت جيلا فريدا ومميّزا...
بعيدا عن التعليق الرياضي, تابعك الجمهور الرياضي التونسي في بلاتوه «ستاد 7» وقد نجحت في شدّ الانتباه, ألا تعتقد أن الوقت قد حان للمرور إلى تجربة التقديم التلفزي...؟
هذا صحيح, الحياة التلفزية هي عبارة عن مسيرة لاعب كرة قدم, أنا بدأت مهنيا كمقدّم تلفزي ثم في «كنال بلوس» تغيّرت الأمور لانّ المنافسة بصراحة كانت أٌقوى وكان هناك مقدّمون اعتبرت إدارة «كنال بلوس» أنهم أفضل منيّ... تخصّصت برغبة منّي في التعليق على البطولة الإيطالية وأصبحت فيما بعد مسؤولا على القسم الايطالي وهذه تجربة مفيدة جدّا بما أنّي كنت ساهرا على كلّ الجزئيات وكنت متواجدا على الميدان من خلال استجوابات مع أبرز رموز ونجوم الدوري الايطالي وهذا نفعني كثيرا... مهنة الصحافي تتطلّب أن تكون متكاملا وتفهم الحلقة بكاملها وأنا حاليا أعتبر نفسي أملك خيوط اللعبة بكاملها من ألفها إلى يائها...مع ذلك يبقى الحضور على البلاتوه ذو ميزة خاصة وأنا بالفعل يشدّني الحنين الآن الى الظهور مرّة أخرى في البلاتوه وأمام الكاميرا...أعتقد أّنّي أملك القدرة على ذلك...لا توجد مشاريع واضحة حاليا لكن الأمر وارد بشدّة وهناك عديد الأفكار أنا بصدد دراستها...
معزّ بن غربية تحدّث في وقت سابق عن إحياء تجربة «ستاد7» ولكن بتسمية جديدة بنفس الوجوه تقريبا لكن الفكرة توقفت في خطواتها الاولى...
نعم كان هناك اتجاه إلى إعادة «ستاد 7» لكن الوضعية الخاصة التي تعيشها كرة القدم التونسية وكذلك الضغوطات التي تمارس على قناة «التونسية» جعلتنا نصرف النظر عن الموضوع حاليا...للاسف استحال الأمر رغم أننا قطعنا أشواطا كبيرة في هذا الموضوع...
لديك حنين خاص لقناة التونسية...؟
حنين لقناة «التونسية» لا... لدي علاقة خاصة ببرنامج ستاد 7 وخاصة بمعزّ بن غربية رغم أنّي لا أتواصل معه بانتظام...أنا ومعزّ «نكملو بعضنا» أنا أتعلمّ منه في بعض الجزئيات والعكس صحيح...
وماذا عن سامي الفهري...؟
قلتها وأكرّرها قبل وبعد الثورة, سامي الفهري أبرز مهني تلفزي في تونس, هو المحترف التلفزي الوحيد في تونس, هو خلق لأجل التلفزة... «روحو تلفزة»... أكنّ له كلّ الاحترام والتقدير وأتضامن معه في محنته والمظلمة اللا إنسانية التي يتعرّض لها...القانون فوق الجميع وسامي الفهري ليس أعلى من القانون ومن الطبيعي محاسبته لكن أن يعامل بتلك الطريقة فهذا ظلم واضح...سامي الفهري ضحيّة تجنّ من بعض المسؤولين وهذا غير مقبول وهو يتعرّض لمظلمة إنسانية...
الأكيد أنك تابعت الأحداث الأخيرة وما عرفته مدينة بنزرت من احتجاجات على خلفية إقصاء النادي البنزرتي من مرحلة التتويج...؟
بغض النظر عن المخطئ والمصيب وأحقية النادي البنزرتي في الترشح من عدمها وطبيعة القوانين البالية التي تسيّر كرة القدم التونسية ما حدث غير مقبول ومرفوض بالمرّة...مهما حدث ردّة الفعل كانت مرفوضة وأكبر الفرق الأوروبية نزلت إلى الدرجة الثانية ولم يحدث مثل ما حصل في بنزرت... بالنسبة لي النادي البنزرتي هو أفضل فريق تونسي حاليا رغم إمكانياته المالية المتواضعة لكن بعض جماهيره أساءت إلى فريقها... كما أحملّ مهدي بن غربية المسؤولية في ما حدث... أنا اعتبره مسؤولا رياضيا بامتياز وهو أفضل مسيٍّر رياضي نجح في الارتقاء بفريقه واعتبره الاستثناء الوحيد إضافة إلى صلاح الدين الزحاف في وقت سابق ولكن يبدو أنّه فقد البصيرة لأنيّ أستغرب ما بدر عنه... هو الآن بدأ في تدارك هفواته وربمّا عاد إلى صوابه...
وماذا عن سليم الرياحي...؟
لا تجمعني به علاقة شخصية هو نموذج «المليارديرات» الذين يريدون أن يكون لهم نفوذ إعلامي وسياسي في بلدهم... معروف أن كرة القدم وسيلة للوصول إلى قلوب الناس, وصل إلى رئاسة ناد له خصوصية خاصة في تونس, هو النادي الإفريقي حقق معه نتائج محترمة لم ترتق بعد إلى مستوى الإنتظارات وهو يلعب على السياسة والرياضة...
يعتبره البعض «برلسكوني» تونس...
لا أكنّ لسيلفيو برلسكوني الاحترام لأنه استنفد كلّ الجنح في ايطاليا ومع ذلك نجح مع ميلان لأنّه نصّب هيئة مديرة قويّة نجحت في قيادة الميلان...
الإعلام الفرنسي تحدّث كثيرا عن الثورة التونسية وتدخّل فيها بشكل غير مباشر وصل في بعض الأحيان إلى درجة التجنّي من خلال عديد البلاتوهات التي شوّهت إن جاز القول المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي التونسي.
ليس هناك تجنّ على تونس بل على السلفيين وهناك فرق كبير.... هناك مخاوف في فرنسا من الطريق الذي تسير فيه تونس بين بناء ديمقراطية فريدة من نوعها أو العودة إلى المجتمع الظلامي...
مخاوف فرنسا التي تتحدّث عنها يعتبرها بعض التونسيين وصاية غير مقبولة ولم يعد لها سبيل في تونس بعد الثورة...ومخاوف الفرنسيين تكمن أساسا في خشيتها من خروجنا عن طوعها...
لا توجد وصاية والنموذج التونسي لم يكن يوما بيد فرنسا... تونس ليست مدينة لبن علي ولا لفرنسا ولا لغيرهما بل مدينة لثقافة ووعي شعبها...نسبتا النمو والتعليم كان وراءهما مطلب شعبي وليس سياسات بن علي...الجالية التونسية في فرنسا هي أكثر الجاليات العربية رغم قلّتها تألقا وتميّزا في الجامعات الفرنسية الكبيرة... تونس مدينة لدرجة وعيها ولثقافتها ولنسيجها الاجتماعي المميّز وهي عصيّة عن الرجعية وعلى المغالين...رغم عيوبنا لأننا انحنينا في وقت من الأوقات لأننا لم نكن «رجال» ولم نتمرّد على بن علي... ما يجب أن يفهمه البعض هو أن الذي يحدث في تونس والذي يحدث في مصر هو ملك العالم بأسره لأنّ العالم ينتظر ما سيؤول إليه النموذج التونسي خاصة في ظلّ الهواجس والمخاوف التي تنتاب البعض في ظلّ تهديد بعض القيم الإنسانية التي ليست ملك فرنسا و أنا أدافع عنها بشراسة على غرار حرّية المعتقد والحرية الفردية...المساواة بين المرأة والرجل قيمة إنسانية صنعها العالم بأسره ومن يريد أن يحيد بنا عن هذا الطريق فهو يجرّنا حتما إلى الخلف وهذا ما يخشاه الجميع...
هل تعتقد أن بعض المكاسب أًصبحت مهدّدة فعلا في تونس بعد الثورة...؟
هذا ممّا لا شكّ فيه...هناك أقليّة تأتي هذه الممارسات لكنها للأسف أقليّة فاعلة وتشتغل بطريقة الترهيب والتخويف...الخوف كلّ الخوف أن تصبح تونس دولة التكفير بعد أن كنّا دولة التفكير... نحن في تونس ليس لدينا لا نفط ولا بترول ولا ثروات طبيعية وكلّ ما نملكه هو وعي المواطن التونسي وثقافة التفكير التي تميّزنا، هي التي جعلتنا نحتل موقعا رياديا...هذه ثروتنا ولن نسمح لأحد أن يسلبها منّا...
ألا تتعقد ان بعض السلوكات التي تدعمّت بعد الثورة هي نتاج طبيعي لحرية مغلوطة ولديمقراطية هي في الأصل غريبة عن تقاليدنا...؟
لا يمكن أن نكون قاسين على الثورة التونسية التي هي في الأصل مازالت في خطواتها الأولى ولا يمكن الحديث عن فشل أو ما شابه ذلك والحال انه لم يكد يمضي عليها سوى سنتين... الثورة الفرنسية بقيت 90 سنة لتبني نموذج دولة ديمقراطية على أسس صحيحة...الثورة البلشفية ولدّت نظاما دكتاتوريا...
في تونس المشكل هو أننا لا نملك رجال سياسة, نحن ندفع فاتورة 50 سنة مع نظامين دكتاتوريين مع بورقيبة وبن علي نضب خلالها الفكر السياسي وتوقفّ عن التطوّر...الأحزاب الدستورية والاشتراكية كانت أحزاب مليونية لكنها عقيمة ولم تولّد لنا رجال سياسة...عقم رحم الثورة التونسية من رجال السياسة لا يداوى في سنة أو اثنين أو ثلاثة وما يحصل اليوم هو بداية العلاج من هذا العقم...
اللعبة السياسية يقودها حاليا كلّ من راشد الغنوّشي و الباجي قائد السبسي بالنظر إلى موازين ثقلهما الشعبي... ألا يمكن تصنيفهما على أنهما رجال سياسة...؟
هذان الشخصان لم يشاركا في الثورة لا من قريب ولا من بعيد أولهما لم يترحّم على روح البوعزيزي والثاني لم يمض على أية عريضة ضدّ بن علي...مع انهما يمسكان خيوط اللعبة ودواليب الدولة... الانتفاضة التونسية وأقول انتفاضة لان ما حصل في تونس لم يكن ثورة فالثورة تسبقها تحركات ومخاض فكري تولّد تيارات سياسية وعندما انهار نظام بن علي لم يكن هناك بديل...الثورة التونسية ولدت مجهولة النسب وتلقفها السبسي والغنوشي وآخرون...للأسف الإنتظارات من هذه الثورة كانت أكثر من الواقع إضافة إلى الإنقسام الحاصل بين تيارين أولها محافظ والثاني تقدّمي وكلّ ما أتمناه هو حصول توافق وقنوات اتصال بين هذين القطبين وعلينا تقبل فكرة الحوار وتنسيب الحقيقة لأنه لا توجد حقيقة واحدة...أنا انتمي إلى التيار التقدمي وأرفض هذا التعسّف والمغالاة وهذا الصدام الحاصل بين الأقطاب السياسية الحالية... تونس لها دين ولها لغة ولها هويتها ولها نسيجها الخاص وأبناؤنا لا يبشرّون بثقافة الموت...أنا متفائل لأننا بصدد التعلم وأنا على يقين أن هذا البلد له من الحصانة ما يكفي من التغلب على الصعوبات رغم الخوف الذي ينتابني أحيانا من ترك التيارات السلفية تصول وتجول وما حدث لشكري بلعيد أعتبره بداية النهاية والخوف كلّ الخوف ان يكون هناك شكري بلعيد جديد أمام هذا الصمت المريب...ليس منّا من يتحدّث عن وأد البنات وقطع الأياد وأعتقد أن الرسالة وصلت...
قبل أن ننهي نعود إلى كرة القدم, رأيك في المنتخب الوطني وفي تنصيب نبيل معلول كمدرّب للمنتخب...
نبيل معلول «مهفّ» ويجيد التواصل مع محيطه وأعتقد انه قادر على النجاح مع المنتخب بالرغم من أنّ الجيل الحالي لا يضمّ مهارات خاصة وأسماء لامعة...فقط علينا التفكير في برامج طموحة لرسكلة المدربين التونسيين لان مهنة التدريب تغيّرت تماما...لأنه مع احترامي عندما أشاهد فوزي البنزرتي يخلف نبيل الكوكي أتأكدّ بأننا لم نطورّ مشهدنا الرياضي...نبيل معلول طوّر نفسه وهو في الطريق الصحيحة...
ما رأيك في المردود الذي يقدّمه صابر خليفة في البطولة الفرنسية...
نجاح صابر خليفة في البطولة الفرنسية دليل على ان كرة القدم لا تعترف بالعلوم الصحيحة, لم أكن أتوقع نجاح صابر وحقيقة فوجئت بمردوده الممتاز وأكتشفت أنا وعديد الصحفيين اننا كنّا على خطإ... خليفة لاعب موهوب ويحظى بمحبة خاصة في «ايفيان» ومكانه الموسم القادم في فريق أكثر شأنا وتميّزا...من صابر خليفة أودّ أن أعود بك الى نقطة مهمّة نجاح الثورة التونسية ليس بالامر العسير ودليل وحدتنا ما حصل في راس جدير عندما فتحنا مخيماتنا للاجئين وضربنا أحسن مثالا للعالم بأسره الذي وقف إجلالا أمام عظمة الشعب التونسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.