نظم امس حزب العدالة والتنمية ندوة صحفية تحت شعار «برنامجنا التنموي لانقاذ تونس» بنزل «ابن خلدون» بالعاصمة , واتت الندوة على عديد المواضيع الاجتماعية وخرجت بمقترحات اهمها تجريم الاضرابات العامة وتحريم دماء التونسيين . وأكد «عبد الرزاق بن العربي» رئيس حزب العدالة والتنمية في كلمته ان تونس ليست ككل الدول مشبها اياها بالآلة التي تتطلب قائدا متمرسا ومحنكا لإدراتها على الوجه الأمثل وللإبحار بها الى برّ الأمان, كما تغزل ب«الترويكا» الحاكمة التي تتولى زمام الامور قائلا: «نحن نساند الترويكا لانه يهمنا التداول السلمي على السلطة ...» قطرة الدم في تونس محرمة و شدد بن العربي على ضرورة التعايش السلمي بين جميع ابناء هذا الوطن حتى يتسع للجميع مع احترام التوجهات الفكرية والسياسية لكل التونسيين, قائلا : «تونس لكل التونسيين فكلنا عرب ومسلمون...», منتقدا المنعرج الخطير الذي انزلقت فيه بلادنا بعد اغتيال المرحوم «شكري بلعيد» وما رافقه من احداث واعمال عنف وصولا الى الألغام الإرهابية المزروعة في المسالك الوعرة بجبل الشعانبي في القصرين التي اسفرت عن وقوع اصابات في صفوف الأمنينن والعسكريين , مطالبا الحركات الاسلامية في تونس بالتحرك لإنقاذ الموقف باعتبارها تتبنى مجموعة من القيم النبيلة على غرار التسامح ... قائلا: «قطرة الدم في تونس محرمة, وعلى الحركات الاسلامية مسؤولية كبيرة في هذا الامر ... لا للعنف ولا للإرهاب ولا للتفخيخ ... لا بد من فتح قنوات الحوار ومخاطبة العقول, لتقريب وجهات النظر وصون امن واستقرار الوطن ... فالاختلافات زادت الوضع تأزيما...». بعضهم اتهمنا بالتقرب من «النهضة» و«حزب التحرير» و كشف بن العربي ان بعض الاطراف السياسية وغيرها تتهم حزبهم بالتقرب الى حركة «النهضة» و«حزب التحرير», موضحا وجود نقاط ومسائل تلتقي عندها كافة الاحزاب الاسلامية التي تحاول الاتفاق على نقاط ايجابية اخرى , مبديا رحابة صدره للنقد البناء . و من بين نقاط الاختلاف بين «حزب العدالة والتنمية» و«حزب التحرير» حسب تعبير بن العربي ان الاخير يسعى الى انشاء دولة الخلافة في حين ان حزبه يضع الأمة فوق كل اعتبار ويسبّقها على جميع الاهداف ليأتي في المرحلة الثانية نظام الحكم : خلافة , جمهورية ... , قائلا: «رسولنا الكريم اوصى بالأمة, يأتي اختيار نظام الحكم في ما بعد ...». و اشار رئيس «حزب العدالة والتنمية» في بحر كلامه الى ضرورة رفع المظالم التاريخية عن الجهات الداخلية المهمّشة, معتبرا ان حزبه يمتلك بعض الحلول للنهوض بالمناطق المحرومة, كما تحدث عن المقدرة الشرائية للتونسيين مؤكدا ان الاوضاع الاقتصادية قوضت الطبقة الوسطى في المجتمع , قائلا: «انتفت الطبقة الوسطى , لدينا 75 % من التونسيين فقراء استنادا الى دراسات واحصائيات اكاديمية ... نريد تجديد القيم والاخلاق في اطار المرجعية الاسلامية...» تجريم الإضراب العام و شجب بن العربي جميع الدعوات المنادية بالتنصيص على حق الاضراب في الدستور المرتقب, معتبرا اياه هلاكا للبلاد برمتها نظرا لتبعاته السلبية على اقتصادنا الوطني في اشارة الى المقترح الذي تقدم به الاتحاد العام التونسي للشغل الذي دعا الى دسترة الحق في الاضراب, مضيفا: «اذا كان لحزبنا القوة الكافية سنعدل الدستور الجديد وسنجرم الاضراب العام لانه يعطي صورة سيئة عن بلادنا وينفر المستثمرين ...» واستطرد: «لا يمكن ان نقبل بوجود شخص نكرة يدعو الى الاضراب العام ... يجب على الجميع احترام انفسهم...». و اوضح رئيس الحزب انه من بين دعاة عقد مؤتمر وطني بين جميع الاطراف النقابية والسياسية لتقريب وجهات النظر وخلق توازن ايجابي على الساحة الوطنية , قائلا: «لا نهدم بلدنا ... لماذا نخلق اعداء وهميين ...». الباكالوريا التونسية غير معترف بها و تحدث بن العربي بمرارة عن وضعية التعليم في تونس وعن تراجع ترتيب جامعاتنا افريقيا , مطالبا بإيلاء عناية خاصة بالتعليم باعتباره مهما في تحقيق تقدم ورقي الامم, ونادى بضرورة تحسين وضعيات رجال التعليم, قائلا: «الباكالوريا التونسية غير معترف بها دوليا ... وجل من يتحول للدراسة بفرنسا يطلب منه اعادة الاستاذية ... فالتعليم يستخدم لتبييض واجهة النظام...».