بعد تجربة ثرية ضمن الأطر الفنية لاكابر المنتخب الوطني امتدت على مدى عامين ونصف عرف فيها نجاحات عديدة دخلت ارشيف الذاكرة الوطنية الرياضية من اوسع الابواب ( لقب «الشان» والتأهل لنهائيات كأس امم افريقيا في مناسبتين ) وعثرات بالجملة خلفت أسوأ الانطباعات لدى الشارع الرياضي المحلي لعل ابرزها الانسحاب المرير منذ الدور الاول في نهائيات كأس امم افريقيا على ارض بلد «نيلسون مانديلا» سحبت الجامعة التونسية لكرة القدم كما هو معلوم الثقة من كامل الجهاز الفني السابق للمنتخب بقيادة سامي الطرابلسي ومساعده فريد بن بلقاسم الذي بات مرشحا فوق العادة لتولي المقاليد الفنية للمنتخب الأولمبي انطلاقا من شهر جوان القادم . و لمزيد التطرق لتفاصيل التجربة الجديدة على راس الاطار الفني للمنتخب الاولمبي وعن علاقته بسامي الطرابلسي ورأيه عن نعته من قبل الشارع الرياضي المحلي ب«الفاشل» في مغامرته مع « نسور قرطاج » في نهائيات «كان» جنوب افريقيا كان لنا اتصال هاتفي بفريد بن بلقاسم مساعد المدرب السابق لاكابر المنتخب الوطني فكان ما يلي . « الجريء منحني ثقة تدريب المنتخب الاولمبي» استهل فريد بن بلقاسم هذه المصافحة الحوارية مؤكدا على ان وديع الجريء رئيس المكتب الجامعي الحالي منحه ثقة تدريب المنتخب الاولمبي انطلاقا من جوان القادم مبديا تحمسه الكبير لخوض هذه المغامرة بدافع «الغيرة» على راية الوطن في المحافل الاقليمية والقارية والدولية القادمة لعل أولها وأهمها على الاطلاق الالعاب الاولمبية التي ستدور عام 2016 في البرازيل . و في هذا الاطار , قال محدثنا : « تعلمون ان عقدي مع اكابر المنتخب الوطني انتهى رسميا في شهر افريل الفارط ونظرا لتجربتي الثرية ضمن الاطر الفنية للمنتخبات الوطنية لكل الاصناف على امتداد 12سنة منحني وديع الجريء ثقة تدريب المنتخب الاولمبي انطلاقا من شهر جوان القادم وبهذه المناسبة اؤكد لكم انني متحمس جدا لخوض هذه المغامرة التي لا يمكن التفويت فيها مهما كانت الاعذار سيما وانها ستمكنني من المشاركة في الالعاب الاولمبية عام 2016 بالبرازيل وهو موعد عالمي على غاية من الاهمية من المستحيل ان يرفضه اي مدرب في العالم ». «الدفاع عن راية الوطن أغلى من فلوس الدنيا» و بخصوص المشاكل المالية الكبيرة التي تتخبط فيها الجامعة التونسية لكرة القدم في الوقت الحاضر وتأثيرها المحتمل على تجربته المرتقبة على رأس الاطار الفني للمنتخب الاولمبي , اشار بن بلقاسم الى انه لا فرق عنده بين تدريب المنتخب الوطني الاول او المنتخب الاولمبي مؤكدا على «غيرته» وتحمسه الكبير للدفاع عن راية الوطن في مختلف اصناف المنتخبات الوطنية نافيا بالمناسبة ان يكون للازمة المالية التي تضرب اسوار جامعة كرة القدم في الوقت الحاضر تأثيرات جوهرية في قراره بتولي المقاليد الفنية للمنتخب الاولمبي خلال شهر جوان القادم . وفي هذا الاتجاه , اضاف المدرب السابق لقوافل قفصة : «اولا دعنا نتفق على انه لا فرق في نظري بين تدريب المنتخب الوطني الاول او المنتخب الاولمبي بل بالعكس انا اتشرف كثيرا بالعمل في جميع اصناف المنتخبات الوطنية ومن واجب « الغيرة» على راية البلاد من العيب ان تتم المفاضلة بين هذا وذاك لان جميع الاصناف «تابعة لتونس»وليست قادمة من دول اخرى ثم لتعلم « سيدي الكريم »ان فريد بن بلقاسم قد فاتحه وديع الجريء بموضوع المشاكل المالية التي تتخبط فيها جامعة كرة القدم في الوقت الحاضر ولهذا السبب بالذات قرر ان تنطلق المغامرة الرسمية على رأس المنتخب الوطني في جوان القادم وهذا «كلام معقول» وفريد بن بلقاسم يتفهم جيدا الظرفية الصعبة التي تمر بها بلادنا حاليا وهذا لا شك فيه لانه ليس من طبعي « اللهث وراء المال» مثلما يفعل البعض على حساب مصلحة البلاد ولهذا تأكدوا ان مسؤولية الدفاع عن راية الوطن عندي اغلى بكثير من « فلوس الدنيا» وهذه ليست عملية « نفخ مصطنعة» لصورتي بل حقيقة راسخة إسألوا عنها اقرب اصدقائي وعندها ستتبينوا الخيط الابيض من الاسود» . «الطرابلسي خويا .. ومعلول صاحبي» أما بشأن علاقته بسامي الطرابلسي المدرب السابق للمنتخب الوطني ونبيل معلول المشرف الفني الاول في الوقت الحاضر على كتيبة «نسور قرطاج» , افادنا فريد بن بلقاسم بأنه عاش مغامرة رائعة بجميع المقاييس مع سامي الطرابلسي خلال التجربة السابقة على رأس اكابر المنتخب الوطني على امتداد عامين ونصف مؤكد على انه كان يتعامل معه بنفس الامتيازات نافيا ان يكون بينه وبين الطرابلسي فوارق معينة في السلم الوظيفي من قبيل « مدرب اول ومدرب مساعد» كما اشار الى ان نبيل معلول المدرب الحالي للمنتخب الوطني يعد من خيرة الكفاءات الفنية محليا واقليميا وقاريا متمنيا له تألقا اكبر ومشوارا مظفرا في هذه المسؤولية الجسيمة . و في هذا الموضوع , تابع بن بلقاسم حديثه قائلا : « احتفظ بذكريات جميلة مع «خويا» سامي الطرابلسي في التجربة السابقة على راس اكابر المنتخب الوطني وكنا نتعامل على اساس خدمة الوطن لا اكثر دون املاءات مسبقة او شيء من هذا القبيل بل الاكثر من ذلك انه لا توجد امتيازات بيننا في عملنا على امتداد عامين ونصف حيث كنا نشتغل بمنطق المدرب الواحد وليس بفوارق المدرب الاول والمدرب المساعد اما نبيل معلول المشرف الفني الحالي على المنتخب الوطني فهو « صاحبي في الدنيا وزميلي في ميدان التدريب الرياضي» وهو يعد من خيرة الاطر الفنية محليا واقليميا وقاريا واتمنى ان يلقى نجاحا كبيرا خلال بقية مشواره على رأس المنتخب وهنا اؤكد على ان يتحلى الشارع الرياضي المحلي بالصبرعليه حتى يؤدي هذه المهمة بنجاح إن شاء الله» . «بالمقاييس التونسية أنا فاشل .. وبالمعايير العالمية ناجح بإمتياز» و بخصوص نعته من قبل الشارع الرياضي ب«الفاشل» في مغامرته ضمن الاطار الفني للمنتخب خصوصا في نهائيات كاس امم افريقيا على ارض بلد نيلسون مانديلا , اعتبر محدثنا ان الجميع حر في آراءه مهما كانت حدة الانتقادات معربا عن فشله في تجربته على راس «نسور قرطاج » عملا بالمقاييس التونسية ونجاحه فيها وفق المقاييس العالمية مؤكدا على ان حكم المنطق والعقل لا يقبل بتاتا تقييم تجربة ما في ظرف 10 ايام ( في اشارة لنهائيات «كان» جنوب افريقيا الاخيرة ) بل يجب ان تتم محاسبته على عمله على امتداد عامين ونصف . و في هذا الاطار , قال فريد بن بلقاسم : « احترم جميع الاراء حتى وان كانت الانتقدات جارحة نسبيا لكن اذا اجمع 11 مليون تونسي ان تجربتي ضمن الاطار الفني السابق للمنتخب فاشلة بكل المقاييس فانا شخصيا اعتبرها ناجحة بامتياز عملا بالمعايير العالمية لعدة اعتبارات اولها ان ذاكرة «التوانسة» قصيرة جدا وحكموا علينا بقسوة لا مثيل لها وعلى اساس 10 ايام لا غير تعلقت بنهائيات « كان» جنوب افريقيا التي وصفونا خلالها بالفاشلين وهو وصف صناعة تونسية خالصة رغم اعترافي باقترافنا لبعض الاخطاء فيها وتجاهلوا ان فريد بن بلقاسم وسامي الطرابلسي وبقية الاطار الفني والطبي العامل معنا ضحوا بالغالي والنفيس على راس المنتخب طيلة عامين ونصف رغم ان هذا المعطى ايضا « موش مزية منا» بل يندرج في اطار خدمة الوطن. ليكن في علم كل من انتقدنا من قريب او بعيد لخدمة اغراض شخصية اننا كنا الوحيدين من الاطر الفنية التونسية التي تمكنت من الوصول الى الدور ربع النهائي في نهائيات كاس امم افريقيا منذ انجاز عبد المجيد الشتالي ثم لا تنسوا اننا فزنا بلقب كاس «الشان » في السودان و« نزيدك زيادة » مسيرتنا في تصفيات مونديال البرازيل 2014 جمعنا فيها 6 نقاط وتصدرنا ترتيب مجوعتنا عن جدارة رغم ان البعض شكك في قيمة بعض المنافسين مثل الراس الاخضر التي شبهها خبراء الكرة في نهائيات «الكان» الاخيرة ببرازيل افريقيا فكيف اذا لحكم المنطق والعقل ان يتقبل مثل هذه الانتقادات والنعوت الجارحة. وهنا اود ان اؤكد على ضرورة التحلي بالصبر والاستعانة بحكم العقل عند القيام بأية محاسبة مهما اختلفت المجالات حتى لا نجد انفسنا نسير في تيار «موش نظيف» تحكمه عقلية الانتماءات الضيقة وتصفية الحسابات بين هذا وذاك والتي لا تغني ولا تسمن من جوع في نهاية المطاف» .