ضمن فعاليات مهرجان نوادي الحكاية بصفاقس الذي ينتظم من 3 الى 10 ماي 2013 ببادرة من جمعية دنيا الحكاية وبدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس ودار فرنسابصفاقس ومركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس وجمعية احباء المكتبة والكتاب والمكتبة الجهوية والمندوبيتين الجهويتين للتربية بصفاقس 1 و2 كان الموعد مساء السبت 4 ماي 2013 بمركز الفنون الركحية والدرامية بصفاقس مع عرض للقراءة بصوت مرتفع واكبه حوالي 90 فردا من عشاق الحكاية والكتاب اغلبهم من اعضاء نوادي الحكاية المنتشرة في عدد من المؤسسات التربوية بالجهة مرفوقين باساتذتهم واوليائهم العرض انطلق بدخول الحكواتي الفرنسي فرانسوا قرانج يحمل قفة في يده لم تكن مملوءة بالخضر او الغلال او الفواكه او غيرها من اساسيات غذاء الجسد بل فاضت جنباتها بغذاء الروح اي الكتاب. الحكواتي تكلم الى جمهوره مُرحبا وموضحا انه لن يقدم عرضا باتم معنى الكلمة بقدر ما انه سيقرا له ولهم وفي اسلوب مازح اردف قائلا : " لا داعي للقلق... لن اقرأها كلها..." وبدأ مباشرة بعدها جولة اخذته بين الكتب يروي في اسلوب سلس ومشوق حكايات متنوعة حضرت فيها بقوة بعض المفاهيم السياسية على غرار الثورة الفرنسية التي ارجع قيامها الى العلاقة المتينة التي جمعت الشباب حينها بالكتاب كما تطرق الى اليسار واليمين من خلال حكاية تُقارن بين اليدين اليسرى واليُمنى من منظور علمي احيانا وشعبي وعقائدي احيانا اخرى .. ولكن اكثر حكاية شدت اليها الانتباه من خلال ما عايناه بعد العرض حكاية طفل نجيب في احدى المدارس الابتدائية الفقيرة والذي نمى فيه معلمه رغبة تحدي ظروفه العائلية والاجتماعية من اجل مواصلة دراسته بالمعهد لفتح آفاق اخرى واسعة بعد الباكالوريا ومن حين لاخر فسح الحكواتي الفرنسي المجال واسعا امام من وصفها ب "الشابة " و" الموهوبة " اشراق مطر التي قدمت للجمهور بعض الحكايات راوحت فيها بين القراءة من الكتاب وبين القراءة عن ظهر قلب نذكر منها "le petit voleur de mots" و"Danfoussa demoiselle Scarabée veut se marier" وقد تفاعل الجمهور كثيرا مع هاته الاخيرة خاصة مع نجاح مقدمتها في تقمص ادوار الشخصيات الحيوانية التي تقدمت لخطبة البطلة محاولة اغراءها وهو ما دفعنا لان نلتقيها مباشرة بعد نهاية العرض لتكون هذه الدردشة القصيرة : اشراق مرحبا بك ثم كيف تقدمين نفسك وعلاقتك بالحكاية للقراء ؟ مرحبا بك ايضا ومشكور على متابعة العرض محدثتك اشراق مطر تلميذة مستوى سنة ثانية من التعليم الثانوي شعبة علوم ولكن تكويني العلمي لم يمنعني من ان اهوى اللغات والفنون من مطالعة وغناء وتمثيل منذ الصغر علاقتي بالحكاية انطلقت مع جدي المرحوم عبد الرزاق نزار والذي لم اكن اقتصر على الاستماع لما يرويه لنا من حكايات بل كنت اسعى الى كتابتها وبعد ذلك اعادة روايتها باسلوبي الخاص وتوفرت لي فرصة المشاركة في عديد البرامج الاذاعية الموجهة للاطفال باذاعة صفاقس على غرار " دنيا الاطفال " و" دنيا الحكاية " و" حكاية وغاية " لزهرة النفاتي وشريفة الشريف والمنصف الوكيل وغيرهم... كما كان لوحيد الهنتاتي مؤسس نادي الحكاية الفضل الكبير في صقل موهبتي من خلال عديد الدورات التكوينية في ميدان الحكاية التي اهلتني للمشاركة في عديد العروض بالمسرح البلدي ومركب الجموسي وغيرها كما لا انسى كذلك دور استاذة المسرح منى الجموسي في رسم ملامح شخصيتي... طيب ما الذي يميز عرض اليوم وكيف وجدت تفاعل الجمهور معك ؟ ما يميزه هو كونه باللغة الفرنسية رغم انها ليست المرة الاولى التي اعتمد فيه هذه اللغة فقد سبق وان تحدثت بلغة " موليار " في احد عروض دار فرنسا ما يميزه كذلك هو وقوفي جنبا لجنب مع فرنسوا قرانج وهو ما اعتبره شرفا لي وعن تفاعل الجمهور فاعتقد انك لاحظت معي تفاعلا كبيرا وخاصة مع قصة "Danfoussa demoiselle Scarabée veut se marier" وقد يعود ذلك الى سهولة اللغة والافكار وما تتسم به من جانب مسل مع اسماء الحيوانات واصواتها ولكنك اليوم راوحت بين القراءة من الكتاب وبين القراءة عن ظهر قلب اي التقنيتين افضل ؟ ليست مسالة أفضل او اسوأ ولكن القراءة عن ظهر قلب وان كانت تفرض علي ان اكون متمكنة من النص فانها تفسح لي مجالا كبيرا للارتجال دون ان امس من تسلسل الاحداث على عكس القراءة من الكتاب التي تجعلني احيانا كثيرة سجينة له حسنا ما رايك لو نختم بمصير الحكاية والكتاب عموما في زمن الفايسبوك ؟ اولا من يقول حكاية يقول اساسا سهرة عائلية كانت تجمع في كثير من الاحيان اجيالا مختلفة يكون فيها الجد او الجدة النجم او القائد بما يرويه من حكايات تمس مختلف جوانب الحياة ولكن هذا الدور بدأ يتلاشى شيئا فشيئا مع ظهور الراديو فالتلفاز ثم الانترنات والفايسبوك حاليا وهو ما ادى الى نقص الاهتمام بالحكاية والكتاب وما نامله من خلال مثل هذه التظاهرات هو ان نرد الاعتبار لهما نحن نجتهد ونتمنى ان نصيب حتى نفوز بالاجرين وإلا يكفينا اجر الاجتهاد