التونسية (تونس) دعا امس «عبد الوهاب الهاني» رئيس حزب «المجد» إلى عقد «مؤتمر وطني حول الارهاب» قبل 24 جوان تاريخ الاحتفال بعيد الجيش الوطني التونسي، مؤكدا ان حزبه انطلق في تباحث المسألة مع عدد من الاحزاب الوطنية والنقابات والاجهزة الامنية... كما شدد «الهاني» على ما يقتضيه الوضع الامني الحالي من ضرورة ايجاد خطة واستراتيجية عملية وإرساء اجهزة مختصة قادرة على التصدي للإرهاب الذي وصفه ب«الظاهرة المعقدة والجريمة العابرة للقارات»، موضحا ان قدرات الاستخبار التونسية الحالية في هذا المجال ضعيفة جدا «خاصة وان البوليس السياسي لم يتعود الا على مراقبة السياسيين والمعارضين لا للارهابيين وهو ما يتطلب ارساء وكالة خاصة بالامن الاستراتيجي» على حدّ قوله. وعن قلة الحضور للندوة الصحفية، قال «عبد الوهاب الهاني»: «لقد توجهنا للجميع بالدعوة لحضور هذه الندوة التي تعنى بأهم الملفات الحارقة التي باتت تهدد امننا الوطني وسلمنا الاجتماعي في الاونة الاخيرة.. لكن يبدو أن هذا الموضوع مازال لا يحظى بأهمية كبيرة لدى الرأي العام التونسي». وقال عبد الوهاب الهاني: «اننا في امس الحاجة الى خطة واستراتيجية عملية تنبثق عن هذا المؤتمر اذ لم يعد الحل يقتصر على دراسة الظاهرة والتوعية والتحسيس بمخاطرها.. ان ظاهرة الارهاب ظاهرة معقدة تتطلب تكاتف كل الجهود من داخل الوطن ومن خارجه لأن الجريمة الارهابية هي جريمة عابرة للقارات وليس بالضرورة ان تكون شأنا محليا فحسب». وعن الاهداف المرجو تحقيقها، اكد «الهاني» ان المؤتمر يهدف الى دعم قدرات الدولة في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة القضايا التي قد تؤدي اليه وإرساء علاقات تعاون وثيقة بين الدول في هذا المجال «من دون المساس بأهم المبادئ التي تنص عليها منظومة حقوق الانسان من منع تعذيب الارهابيين وتوفير محاكمة عادلة لهؤلاء... فقد يولّد الجور والظلم ارهابا» -على حد تعبيره-. كيف العمل في «قانون الارهاب»؟ وأوضح «الهاني» ان تفعيل «قانون الارهاب» من عدمه بات يمثل احد معوقات التصدي للارهاب، مطالبا بضرورة مراجعة هذا القانون مراعاة لمصلحة الوطن والمواطن، بالاضافة الى وضع مؤسسات جدية للتفكير في المسألة الارهابية والاستعداد لكل ما قد تتسبب فيه. كما طالب «الهاني» بضرورة عمل الوحدات الامنية على اتخاذ مواقف عملية حينية من شأنها ان تضعف من معنويات الارهابيين وان تثبث عزائمهم، علاوة على القضاء على بؤر التوتر على المستوى الداخلي والخارجي ودفع مستوى التنمية والاحاطة بالاطفال وبالشباب درءا لكل محاولات التجييش التي قد تؤثر فيهم من خلال العالم الافتراضي «الانترنات».