أكد المؤتمر الدولي حول الإرهاب في ختام أعماله أمس في تونس على ضرورة فهم الإرهاب في سياقه السياسي والديني والتاريخي والثقافي الخاص وعلى الحاجة الملحة لدى جميع دول العالم الى الوقاية من الجرائم الإرهابية والقضاء عليها ومعالجة الظروف المساعدة على تفشي الإرهاب في كل بلد على حدة. وبعد أن أشار البيان الختامي الى المحاور التي ركز عليها المؤتمر وخاصة الظروف المساعدة على تفشي الإرهاب والتصدي للصور النمطية وتعزيز الحوار بين الأديان والتربية من اجل الوقاية من الإرهاب والحوار بين الثقافات والحضارات ودورهما في مكافحة الإرهاب ودور المؤسسات الدولية والمختصة في مكافحة الإرهاب لاحظ ان الاقتصار على الحلول الجزائية لن يجدي في مواجهة مخاطر الإرهاب المتنوعة وأن هناك حاجة الى مقاربة شاملة وجماعية تشترك في بلورتها جميع الحكومات وتدعو بشكل ملح الى تضافر الجهود الرامية الى معالجة الظروف المساعدة على تفشي ظاهرة الإرهاب. ورأى البيان الختامي ان هناك حاجة الى مزيد من الاهتمام بالتصدي للحملات التشهيرية التي تسعى إلى استعداء حضارة ما ضد حضارة أخرى بما يؤجج بواعث العنف والكراهية والتطرف ويؤدي بالتالي الى الإرهاب. وفي ظل النزاعات الاقليمية وأنه يستفيد من ضعف قدرة الدول على إنفاذ القانون وحفظ النظام بما يؤدي إلى استغلال الإرهابيين لمواطن الضعف هذه لتجنيد مزيد من الأفراد وتبرير العنف. ورحب المؤتمر في ختام أعماله أمس بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى انشاء مركز دولي متخصص في مكافحة الإرهاب. كما رحب بدعوة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأممالمتحدة لوضع إستراتيجية دولية لمكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه وإعداد مدونة سلوك في هذا المجال.وفي هذا السياق أقر المؤتمرون بان الإرهاب الدولي قد مس بسمعة المسلمين رغم ان عددا من دول العالم الإسلامي تعد من ضحاياه. كما رفض البيان الختامي للمؤتمر ربط الراديكالية السياسية والتطرف بأي دين من الأديان مشددا على ان الاسلام أو أي دين من الأديان لا يتسبب في الإرهاب. وقال في هذا الصدد: (ان جماعات مختلفة في عدد من بقاع العالم تستخدم اساليب إرهابية في سعيها لتحقيق اهداف مختلفة لا علاقة لها بالصورة الحقيقية للاسلام أو أي ديانة أخرى) مقترحا معالجة البواعث التي تهيئ البيئة المنتجة للإرهاب عن طريق ايجاد حلول محلية لتشمل الفئات الشعبية ايضا. وجاء في البيان الختامي ان تنامي هذه الظاهرة تجلى في انتشار التصورات المغلوطة والمعلومات الخاطئة عن الاسلام من جهة وإلى عدم التسامح والتمييز ضد المسلمين من جهة أخرى.وطالب المؤتمر المجتمع الدولي بمناهضة الحملات التشهيرية ضد الإسلام والمسلمين لتفادي انتشار ظاهرة الخوف من الإسلام التي تسعى إلى التفرقة بين الحضارات. كما أقر المشاركون بضرورة التخلي عن الصورة النمطية والتعميمات والافكار المسبقة والعمل على الا تؤدي الجرائم التي يرتكبها افراد أو جماعات صغيرة الى تعميم هذه الصورة على شعب أو منطقة أو دين. وبين المؤتمر ان الحوار بين الحضارات يجب ان يقوم على أساس الاحترام المتبادل والتفاهم والتكافؤ بين الأمم والشعوب باعتبار ذلك شرطا أساسيا للعيش في عالم يسوده التسامح والتعاون والسلام والثقة بين الأمم. وكان المؤتمر الدولي للإرهاب قد بدأ أعماله في تونس يوم الخميس الماضي حيث افتتح أعمال المؤتمر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي فيما رأس وفد المملكة وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي كما حضرها عدد من كبار المسؤولين في الدول المختلفة ووفود الدول المشاركة في المؤتمر الى جانب حضور حشد من الشخصيات والمؤسسات والهيئات الدولية ذات العلاقة بموضوع المؤتمر.