واشنطن (وكالات) يدرس الكونغرس الأمريكي الأسبوع القادم مشروع قانون لإمداد بعض جماعات المعارضة السورية بالسلاح بشكل انتقائي و بعد عملية تدقيق تتعلق بالجهة التي يفترض أن يتم تسليحها و ذلك من أجل ضمان عدم وصول الأسلحة إلى الجماعات الإسلامية المتشددة. و تتحفظ واشنطن و دول أوروبية على تسليح المعارضة السورية خشية وصول الأسلحة إلى جماعات تصنف أمريكيا و أوروبيا ضمن الجماعات «الإرهابية». وتقدم أول أمس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي روبرت مننديز بمشروع قانون يسمح ب«إمداد بعض جماعات مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح بعد أن تجتاز عملية تدقيق». ويستثني المشروع الذي ستبدأ لجنة بالكونغرس مناقشته مبيعات صواريخ أرض جو التي تطلق من على الكتف والمعروفة باسم «مانباد». ويبدو أن دافع هذا الاستثناء هو الخبرة التي اكتسبتها الإدارة الأمريكية من تجربتها في تسليح المجاهدين الأفغان فترة التدخل السوفياتي في أفغانستان. فبعد أن غزا الاتحاد السوفياتي (سابقا) أفغانستان عام 1979 قدمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بدعم سعودي صواريخ متطورة تطلق من على الكتف من نوع «ستينغر» إلى المجاهدين الأفغان في ذلك الوقت بغية طرد القوات السوفياتية. ولعبت تلك الصواريخ دورا مهما في هزيمة السوفيات في نهاية المطاف بأفغانستان، لكنها أصبحت أيضا مصدر إزعاج كبير لوكالات مكافحة «الإرهاب» الأمريكية والغربية عندما تحول المقاتلون المناهضون للسوفيات إلى جماعات مناهضة للغرب .