ما إن أعلن تنظيم «أنصار الشريعة» عن اعتزامه عقد الملتقى السنوي الثالث لانصار الشريعة في ولاية القيروان يوم 19 ماي 2013 حتى ضجّت الساحات الواقعية والافتراضية بالخبر وكُتبت مئات التعليقات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية على غرار «الفايسبوك» خاصة الصفحات المحسوبة على التنظيم التي استبشرت بالنبإ ودافعت بكل شراسة عنه, وتعهدت بفعل المستحيل لانجاح هذه التظاهرة. و قد سخّر شباب «أنصار الشريعة» مواقع التواصل الاجتماعي لاطلاق حملات اشهارية وترويجية لهذه التظاهرة مستعينين بالمعلقات والشعارات لحث الناس على المشاركة بقوة و«وضع شريعة الله نصب أعينهم». كما عملت الجماعة على بعث رسائل طمانة الى التونسيين مقتبسة من أحاديث زعيمهم «أبو عياض» الذي نشر على صفحة «جربة المسلمة» يقول فيه: «شعبنا ان انصار الشريعة لا يمكن ابدا ان يرسلوا اليكم الا رسائل المحبة ورسائل الاخوة, رسائل باذن الله سترضيكم, فان هذا الشعب الذي اخرج شبابنا من السجون لا يمكن ان يقابل شباب الاسلام صنيع هذا الشعب ويده الجميلة عليه الا بالجميل ...» اضافة الى بعض التعاليق التي تكشف عن مدى تمسك انصار الشريعة بعقد المؤتمر على غرار: «المؤتمر سينعقد رغم انف الداخلية ...». تحدّ وفي هذا الإطار أكد «سامي الصيد» القيادي في انصار الشريعة في تصريح خص به «التونسية» ان جماعته ستعقد الملتقى السنوي الثالث لانصار الشريعة في ولاية القيروان يوم الأحد القادم تحت أي ظرف من الظروف, مقللا من شأن التكهنات القائلة بأن وزارة الداخلية ستمنع عقد هذا الملتقى, قائلا: «الدعوة الى الله لا تستوجب التاشيرة...». وأوضح الصيد ان اشغال الملتقى ستنطلق في الزمان والمكان المحدّدين ورأى أنه لا يوجد أي مبرر او سبب في الوقت الراهن ترتكز عليه وزارة الداخلية لمنعه او الغائه, خاصة ان المؤتمر سيحضره مشائخ من تونس في حين تم الاستغناء عن دعوة اخرين من الخارج. نخشى اغتيال «أبو عياض» وكشف الصيد ان الملتقى لن يشهد مشاركة زعيم «أنصار الشريعة» أبو عياض المتواري عن الانظار منذ مدة, مشيرا الى ان هذا الاخير خير التغيب حتى لا تحدث أية بلبلة نظرا لطبيعة العلاقة التي تجمعه بوزارة الداخلية, قائلا: «انه شيخ مسالم ويحب الخير, وربّي يحفظه, همه الوحيد حب وخدمة تونس لكن «النهضة» خانته, انها حكومة ... الله مستعان واكهو ...», مضيفا: «وزير الداخلية عندو مشكلة معانا لكن نحن ليس لنا أية علاقة به ...». كما عبّر الصيد عن خشيته من حدوث مكروه لشيخهم , قائلا: «أبو عياض ليس غبيا حتى يأتي الى الملتقى, يحتمل ان يغتال نظرا لوجود فرق أمنية قادرة على قنصه حتى من بعيد, المسلمون خائفون عليه, ثم اننا لا نعلم مكانه اليوم ...». وأشار الصيد الى ان الاستعدادات حثيثة لانجاح المؤتمر لكنه توقع حدوث بعض الصعوبات والعراقيل على غرار ايقاف الحافلات المقلة لانصار الشريعة من مختلف الولاية باتجاه القيروان لكنه استطرد: «بإذن الله لباس ولا اظن ان الحكومة ستصد عن الاسلام ...». واستنكر الصيد السياسة التي تنتهجها وزارة الداخلية في تعاملها مع «أنصار الشريعة» على خلفية منعها للخيام الدعوية والقوافل الخيرية والمدارس القرآنية قائلا: «كل وزير يريد ان يكسب الشهرة ويذيع صيته عن طريق ضرب المسلمين , لا مكان في تونس لمن يعارض الاسلام والشريعة السمحة ...». وأعلن الصيد أن الملتقى السنوي الثالث لأنصار الشريعة سينعقد بالولاية المذكورة وتحديدا أمام جامع عقبة ابن نافع وسيكون على امتداد ساعة ونصف أو أكثر بحضور أكثر من 35 الف مدعو, مضيفا انه سيتم وضع حافلات على ذمة المشاركين في الملتقى تنطلق من عدة نقاط بالجمهورية. هل يكتب للمؤتمر النجاح؟ وبمجرد الاعلان عن عقد الملتقى الثالث لانصار الشريعة تضاربت المعلومات حول موقف وزارة الداخلية من الحدث, وذهبت وسائل اعلامية الى ان الوزارة بصدد دراسة مطلب يتعلق بعقد الاجتماع. كما قالت مواقع اخبارية اخرى ان الداخلية ستمنع هذه التظاهرة بقرار من الوزير وستجند وحدات من الجيش الوطني وفرق خاصة في مدينة القيروان لتنفيذ قرار المنع.