15 ماي 1948، الصهاينة يحتلّون 78 بالمائة من فلسطين التاريخية. هم يحتفلون اليوم بأرض افتكّوها ونحن بأرض أضعناها وبالخيانات بِعْناها..هم يُقيمون الأفراح والأيام الملاح ونحن نلْتحف الأتراح والبكاء حتى الصباح..هم يتمترسون خلف العلوم والتقنيات الحديثة لتأبيد هذا الواقع ونحن بتمنّي استرجاع البطولات الغابرة وبتفسير منافع بول البعير نعمل على تغيير الواقع!. هم يُقيمون الدنيا و(لا)يُقعدونها دفاعا عن حياة أحدهم في الأسر أو حتى لاسترجاع بقايا رفات ونحن نتقاتل على زعامة وهميّة ونمنع عن بعضنا الحق في الحياة. هم بقليل من الخطابة وكثير من التخطيط يستمرون في النجاح ونحن بخطابات نارية منذ عقود لم نحصد إلاّ النباح. لذلك لن يتغيّر شيء هذا اليوم، هم سيرقصون وربما سيعلنون عن اختراعات جديدة ونحن سنكتفي بالصراخ والنواح والتهديد بلا وعيد وهات ما شئتم من شعارات الحنين:«قادمون بالملايين لتحرير فلسطين» أو «القدس لنا» ولن نشبع من التصفيق. هم لا يهنؤون إلا بمزيد كسب ودّ عدوّهم قبل الصديق ونحن كل يوم على وقع خسارة المساندين نستفيق. إذا عرفنا السبب بطل العجب، فأغلب أنظمتنا الحاكمة تعلم أنّ انتصارها لاستقلالية القرار الوطني يعني خسارتها للكرسي، لذلك فكلامُ «لَيْلِها» عن فلسطين مدهون بالزبدة وفاخر ب«الطحين»! وإلاّ فما معنى الجهاد في سوريا بينما تبكي فلسطين؟ آخر الكلام: مُصابون ب«شِيزوفْرينْيا» الفصام يا ..لِئام!.