تكبد الترجي الرياضي في الجولة الأخيرة من مرحلة ذهاب البلاي أوف هزيمة صعبة في الوقت بدل الضائع حرمته من نقطة ثمينة جدا كانت ستقربه بصفة كبيرة من اللقب، هذه الهزيمة لا تحجب بالمرة النجاح التكتيكي الذي ميز آداء أبناء ماهر الكنزاري في مواجهة تخلف عنها نصف الفريق الأساسي وأجبر خلالها الإطار الفني على إدخال تغييرات اضطرارية وتشريك بعض اللاعبين لأول مرة في التركيبة الأساسية وقد أبلى هؤلاء البلاء الحسن وأظهروا إيجابيات عديدة يمكن البناء عليها مستقبلا عند تأمين عملية نقل المشعل وإقحام عناصر شابة وفي هذا الصدد لا يفوتنا التنويه بمردود الشاب الواعد وسيم النغموشي الذي أكد كل الكلام الطيب الذي قيل في شأنه وبالتالي ثقة المدرب ماهر الكنزاري في إمكانياته وقدرته على القيام بالدور المطلوب من الناحية الدفاعية في خط الوسط . أنصاف مهاجمين مقابل النجاح التكتيكي الذي ميز آداء الترجيين في لقاء سوسة الأخير فقد افتقد الفريق للمهاجم الحقيقي القادر على اقتناص الكرات وإتمام الهجومات بنجاعة... صحيح أن السيطرة كانت محلية في هذه المباراة لكن الفرص الواضحة والسانحة للتهديف كانت من نصيب فريق باب سويقة وكان لزاما على المهاجمين استغلال ولو واحدة منها حتى يكونوا فعلا في مستوى وحجم طموحات النادي غير أنهم فشلوا في ذلك مؤكدين للمرة الألف محدودية إمكانياتهم وعدم قدرتهم على تقديم الإضافة لفريق يتنافس على الألقاب بل أكثر من ذلك بما أنهم عجزوا على القيام بأبسط مهامهم... لقد تأكد خلال هذا اللقاء افتقاد الترجي الرياضي لمهاجمين ممتازين يساعدون الفريق في تحقيق انتصاراته ويساهمون في نجاحاته واكتشفنا فعلا الأسباب التي كانت تجبر المدرب ماهر الكنزاري على التشبث بهيثم الجويني وعدم إعطاء الفرصة لغيره لمعرفته التامة بمحدودية مستواهم وهذا ما أكدته مباراة سوسة للعيان... صحيح أن إضاعة الفرص يدخل في قانون اللعبة وصحيح أيضا أن أبرز المهاجمين في العالم يهدرون كرات سهلة سانحة للتهديف لكن الثابت كذلك أن الفريق الذي يتطلع إلى الفوز بالألقاب واختطاف الإنتصارات لا بد أن يملك المهاجمين القناصين القادرين على استغلال أنصاف الفرص وتأمين الدور الأدنى المطلوب منهم. «حلال» على الترجيين ... «حرام» على البقية من بين أبرز النقاط السوداء في مرحلة البلاي أوف التي دخلت مرحلتها الحاسمة أصحاب الزي الأسود والسبب في ذلك يعود إلى سوء الإختيارات على مستوى التعيينات ويتحمل بالتالي هشام قيراط المسؤولية كاملة في الهفوات العديدة والقاتلة التي سجلناها في كل المقابلات دون استثناء... في هذا المجال ينطبق على الترجي الرياضي فعلا مثال « الحوت المتاكل والمذموم » وكأنه الفريق الذي يجب هضم حقه دون أن يحتج على ذلك بل إن الحكم الذي يخطئ في حق الترجي الرياضي يصبح بطل زمانه وتتهاطل عليه التهاني وكلمات الإكبار من كل حدب وصوب... في مباراة صفاقس الأولى في هذه المرحلة رفع الكردي شعار «ضربات الجزاء ممنوعة» على الأحمر والأصفر بحرمانه من واحدة جلية لا غبار عليها والإعلان عن أخرى خيالية ضده ومع ذلك سمح البعض لأنفسهم حق التشكي من التحكيم وكأن الأمر موضة أو بالأحرى طريقة للإنتفاع بالغلطات في قادم اللقاءات... ثم وفي مقابلتي الإفريقي والنجم كان شعار بن حمزة وبن غزيل « الإنذارات والإقصاءات حكر على الترجي الرياضي فقط» حيث لم يتردد أي منهما في إشهارها في وجه لاعبيه لأبسط وأقل التدخلات مقابل – وهذا هو الأمر الخطير – غض النظر عن التدخلات العنيفة للاعبي الفرق الأخرى رغم ضرورة العقوبة الإدارية فيها ، وقد مرت كل هذه القرارات مر الكرام وكأن هضم حق الترجي الرياضي أمر عادي جدا في حين كانت الدنيا ستقوم ولن تقعد لو حصل العكس. استغلال العقوبة لنيل الراحة الصيفية انتهت مرحلة البلاي أوف مبكرا بالنسبة لمتوسط ميدان الترجي الرياضي مجدي تراوي بسبب الإقصاء الذي تعرض له في مباراة الدربي والعقوبة التي سلطت عليه على ضوئه بأربعة لقاءات وهذا ما جعل الإطار الفني يشير عليه بالركون إلى الراحة لمدة عشرة أيام لتجنب الإرهاق وبالتالي العودة بعد ذلك إلى النشاط سيما وأن الإلتزامات لن تنتهي للترجي الرياضي الذي يخوض بعد انتهاء البطولة مقابلات الكأس ثم يدخل مغامرة كأس رابطة الأبطال الإفريقية في دور المجموعات خلال شهر جويلية المقبل ... هذه الراحة الإختيارية التي منحت لمجدي تراوي قابلتها راحة مماثلة لخالد المولهي لكنها اضطرارية بحكم التمطط العضلي الذي تعرض له وأجبره على التخلف عن مباراة سوسة أمس وسيسعى هذا اللاعب خلال هذه الفترة إلى تدارك الإرهاق كذلك والإستعداد لقادم المنافسات بالتوازي طبعا مع الخضوع إلى العلاج اللازم للتخلص من الإصابة. آفول وتراوي خارج قائمة العقود المنتهية تروج هنا وهناك أخبار مفادها انتهاء عقدي هاريسون آفول ومجدي تراوي في موفى هذا الموسم أي يوم 30 جوان وبالتالي حشرهما في قائمة اللاعبين الذين ينتهي ارتباطهم مع الترجي الرياضي في أواخر الشهر القادم والتي تضم وجدي بوعزي ووليد الهيشري وخليل شمام وخالد المولهي فقط لا غير الشيء الذي طرح تساؤلات عديدة في الأوساط الترجية عن أسباب الزج بهذا الثنائي في القائمة ، فهل إن الأمر تم عن جهل بالمدة الحقيقية لعقود اللاعبين أم لتضخيم موضوع انتهاء العقود بحشر أكثر من اسم وإعطائه حجما كبيرا يصل إلى حد المشكل داخل الفريق ؟