تعتبر معتمدية حاجب العيون من أهمّ المناطق الغنية بمائدتها المائية على مستوى ولاية القيروان حيث تحيط بها منابع المياه من عديد الجهات الشيء الذي جعل اقتصادها الأساسي يقوم بدرجة أولى على القطاع الفلاحي باعتباره العمود الفقري في تنمية المداخيل لدى مختلف الأفراد والعائلات . وتمتد على مرمى البصر الأراضي الفلاحية الشاسعة والتي اجتهد أصحابها رغم قلة ذات اليد في استصلاحها وزراعتها في محاولة منهم للنهوض بالقطاع الفلاحي. وتبعد منطقة الغويبة السوداء التابعة لمعتمدية حاجب العيون عن مركز المعتمدية قرابة ستة كيلومترات وهي منطقة فلاحية بعلية بالأساس تمتد مساحتها على ما يقارب 250 هكتارا جميعها مشجرة بالزياتين بدرجة أولى ولكنها في الوقت نفسه تشكو من العطش على امتداد فصول السنة وذلك لانعدام آبار المياه الجوفية بالجهة والتي أصبحت مصدر إزعاج وحيرة بالنسبة لمالكيها الذين استبشروا ذات مرة وتحديدا سنة 2011 حين فكرت وزارة الفلاحة في إحداث بئر استكشافية عميقة بها حيث كانت النتائج أكثر من ايجابية من خلال اكتشاف سعة دفع مياه قوية من شأنها أن تبعث المزيد من الطمأنينة في نفوس الفلاحين. ورغم ذلك ظلّ الفلاحون ينتظرون المزيد من الأخذ بأيديهم في محاولة لمجابهة مصاريف سقي غراساتهم التي طالها الجفاف خاصة أمام طول أزمة انحباس الأمطار التي أثرت بالسلب على الزرع والضرع معا. وقد كانت نتائجها أكثر من سلبية على الأشجار المثمرة خاصة من الزيتون واللوز إلى درجة أصبحت فيه مهددة بالتلف لذلك فإن أهالي وفلاحي منطقة الغويبة السوداء هم اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى يناشدون ويلتمسون من السيد وزير الفلاحة التدخل للنظر في إمكانية تجهيز البئر الاستكشافية المنجزة منذ مدة طويلة في أقرب الآجال حتى يتسنى لهم إنقاذ ما تبقى من أشجار الزياتين والحال أنّ هذه الفترة تتزامن مع إعلان مشروع السيد وزير الفلاحة والمتعلق بتنفيذ خطة وطنية لريّ الزياتين بالمناطق البعلية.