نظم امس عدد من ممثلي مكونات المجتمع المدني الناطقة باسم الجهات الداخلية وقفة احتجاجية امام مبنى المجلس الوطني التاسيسي لمطالبة الحكومة بتنفيذ وعودها وتنمية المناطق المهمشة والجهات الداخلية وانهاء المرحلة الانتقالية لتتوّج بإجراء انتخابات رئاسية عاجلة, كما نادوا بمنح كتابة الدستور الجديد لخبراء ثقات معتبرين النسخة الجديدة بمثابة اختطاف للثورة من اصحابها وتقديمها على طبق من ذهب لمن لم يشاركوا فيها, على حدّ تعبيرهم. و حطت القافلة المتكونة من ممثلين عن المجتمع المدني قادمة من الولايات الداخلية ( القصرين, قفصة, سيدي بوزيد, جندوبة ...) الرحال امام مقر المجلس التاسيسي منتصف نهار أمس, رافعين شعارات قالوا انها تلخص مطالبهم التي قطعوا من اجلها مئات الكيلومترات لايصالها الى نواب الشعب «الذين تنكروا للذين أوصلوهم إلى كراسي التأسيسي وسدة الحكم» حسب تعبيرهم, على غرار: «أين الأمانة: الدستور, الأمن, الانتخابات؟» وصدحت حناجرهم: «خبز وماء والحقرة لا» و«مجلس بلا قرار يشد الدار» و«يا حكومة الالتفاف الشعب يعاني في الأرياف»... إنهاء المرحلة الانتقالية الهدّامة أكد الدكتور «محمد النوري الصغير» المتحدث باسم مبادرة «الخلاص الوطني» ان الوضع الذي تمر به بلادنا يستوجب انهاء المرحلة الانتقالية التي وصفها بالهدامة في اسرع الاجال لاخراج تونس من عنق الزجاجة, مشيرا الى انهم أتوا من الجهات الداخلية محملين بخطة للخروج من الازمة التي يرزح تحتها بلدنا, بغية تسليمها الى المجلس التأسيسي, مضيفا ان مبادرتهم مستقلة ولا تحمل طابعا حزبيا او عقائديا او ايديولوجيا ... وأبرز الصغير ان اهداف الثورة حادت عن مسارها فتحولت من شغل حرية كرامة وطنية الى مناقشة هوية الشعب ومسائل ثانوية لا تغني ولا تسمن من جوع , مضيفا ان الميزانية التي اقرتها الحكومة لا تخدم اهداف الثورة وتنكرت للجهات الداخلية التي قدمت عشرات الشهداء . الدستور اختطف الثورة وسلّمها إلى غير مستحقّيها ورأى الصغير ان أهداف الثورة وقع تغييبها في الدستور الجديد الذي لا يمثل ارادة الشعب , قائلا: «الدستور اختطف الثورة من اصحابها وقدمها لاشخاص لم يشاركوا فيها...» كما نادى بضرورة اعادة كتابة الدستور على أيدي خبراء ومختصين ثقات يجسد سيادة الشعب. واقترح المحتجون اجراء انتخابات رئاسية عاجلة تتلوها انتخابات برلمانية معتبرين ان الشعب في امس الحاجة الى طرف يكون ولاؤه الاول للشعب واخلاصه لاهداف الثورة واحساسه ودرايته بواقع البلاد ومعاناة العباد, تليها مرحلة تنظيم استفتاء شعبي عليه. من جهته دعا «عبد القادر بوبكر» منسق عام مركز الدراسات الاستراتيجية والتنمية الى التسريع في انجاز انتخابات رئاسية لتجاوز الركود الاقتصادي والاجتماعي, قائلا: «نحن لسنا مسيسين بل مجتمع مدني يريد النهوض ببلاده ...».