بسبب الإضراب العام الذي يشنه الأعوان في قطاع البريد والذي تواصل إلى اليوم الرابع على التوالي شهد مقر معتمدية حاجب العيون يوم أمس وقفة احتجاجية قامت بها مجموعة من المواطنين خاصة منهم المسنين وضعاف الحال من الذين نفذ صبرهم والباحثين عن مخرج للقيام بعملياتهم المالية مع مكتب البريد . حيث عبّر المحتجون عن عظيم استيائهم من تواصل غلق مكتب البريد باعتباره واحدا من أهم المرافق العمومية وقد استنكر العديد منهم السكوت عن تواصل إضراب أعوان البريد حتى أن البعض هدد باقتحام مكتب البريد ولكن الأجهزة الأمنية تحرّكت بالتعاون مع رجالات الجيش لتطويق الأزمة وامتصاص غضب المحتجين الذين تعذر عليهم الاتصال بالأجهزة السياسية المسؤولة بالمنطقة لإبلاغ أصوات احتجاجاتهم. حيث لم يتسنّ تهدئة خواطرهم سوى بالوعد بفتح مكتب البريد في اليوم الموالي بعد أن يكون الأعوان قد نجحوا في شن إضرابهم الوطني والجماعي .. التونسية كانت حاضرة أمام مكتب البريد بحاجب العيون لمعاينة معاناة العديد من الحالات الاجتماعية الصعبة التي ضاعت مصالحها بين مطالب البريديين وسلطة الإشراف حيث لاحظنا العشرات من النسوة وهن يفترشن الأرض منذ الصباح الباكر تحت أشعة الشمس الحارقة في محاولة للظفر بخدمات مكتب البريد ولكن لا حياة لمن تنادي. والحال أن أغلبهم تعوزه الإمكانيات المادية للتنقل حتى أن البعض منهم أتى من جهات مجاورة وقد اكترى وسيلة نقل خاصة بهدف الوصول إلى مكتب البريد ولكنه بقي عالقا في حاجب العيون ولم يسعفه الحظ بالعودة إلى جهته محملا بالرصيد المالي الموعود لولا تدخل احد مواطني الجهة الذي مكنه من معلوم العودة فارغ اليدين وهو يتحسر على قضاء يوم كامل في انتظار خدمات لم تتحقق . حول المعاناة اليومية للكبار من المتمتعين بجرايات المسنين تحدث إلى التونسية كل من السيدة سعاد الشورابي أرملة أصيلة عمادة الغويبة التي ذكرت أنها لليوم الرابع على التوالي تقصد مكتب بريد حاجب العيون منذ الصباح الباكر على أمل الحصول على جرايتها الشهرية ولكنها اصطدمت كالعادة بالأبواب المغلقة . في حين تحدث السيد رابح السوداني أصيل منطقة السودان من عمادة السرجة بحاجب العيون فذكر انه منذ أربعة أيام وهو مواظب على الحضور في التوقيت الإداري لمكتب البريد ولكنه في كل مرة يفاجأ بغلق المؤسسة البريدية وتساءل كيف السبيل لمواجهة مصاريف عائلة وفيرة العدد تركتها تنتظر . وناشد أعوان مكاتب البريد بصفة عامة ضرورة مراعاة الحالات الاجتماعية لضعاف الحال . أما السيدة سالمة السوداني فقد ذكرت أنها أرملة تعول بدرجة أولى على منحة الشيخوخة والتي في غيابها تتوقف معها كل مصادر الحياة لذلك هي تقول « حرام عليهم لازم يخافوا ربي في الزواولة». هذا وتحدث السيد العيدي بن عمار الزائدي (83 سنة) أصيل عمادة الدغيمة فذكر أن معاناته مع مكتب البريد تواصلت إلى اليوم الرابع ولا مجيب. وختمت السيدة هنية السعيدي أصيلة عمادة القنطرة وهي معوقة لها من العمر 40 سنة حديثها بالقول أننا لليوم الرابع على التوالي نعاني من التهميش وعدم المبالاة فأنا معوقة أجد نفسي يوميا ومنذ الصباح الباكر مضطرة للتزاحم مع بقية حرفاء مكتب البريد ولكنني في النهاية أصطدم بغلق مؤسسة عمومية جعلت لتقريب الخدمات من عموم المواطنين وكان من المفروض أن تراعي حاجاتهم مثلما تراعي مصالحها الخاصة .