«سيدي بوزيد كانت في طليعة من ضحى في سبيل هذا الوطن وعزته وكرامته وحريته على مر السنين ولعبت دورا في تفجير ثورة 17 ديسمبر غير أنها قوبلت بمزيد من التهميش والوعود الزائفة والحرمان بالقدر الذي يتسبب في معضلة كبرى ومرض مزمن قد يستحيل على الإنسان الشفاء منه لكن بفضل المطالبة والإصرار والعزيمة ثمة قابلية لتجاوز الجانب المسيء جدا للجهة على المستوى الأدبي وعلى مستوى كرامته ما دام شعار هذه الثورة أساسا هو حرية الإنسان وكرامته»، هكذا افتتح الأستاذ الجيلاني ممثل الهيئة الوطنية للمحامين بسيدي بوزيد الندوة الصحفية التي انعقدت أمس بفضاء مكتب المحامين بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد للتذكير بجميع التحركات الاحتجاجية السليمة التي خاضها المحامون في الجهة للمطالبة بإحداث محكمة استئناف بعد أن تقرر إحداث محكمة استئناف بجهة القصرين وجعلها مرجع نظرهم لتزيد في تعميق أزمة المتقاضين والمحامين ومعاناتهم رغم ما يتوفر من أرضية ملائمة من بناءات وإحصائيات وملفات وموارد بشرية عالقة بالشأن القضائي وبضرورة التسريع بإحداث محكمة استئناف دون التفكير في أرباع وأنصاف الحلول على حد تعبير المحامين وممثلي المجتمع المدني بسيدي بوزيد وكذلك للإعلان عن الإجراءات والقرارات التي سيتوخاها المحامون المحتجون خلال قادم الأيام. لا نقبل بالعودة إلى قفصة ولا الذهاب إلى القصرين وعبر عدد من المحامين الذين حضروا الندوة الصحفية عن عميق استيائهم وتذمرهم من الصمت عن مطلبهم الرئيسي المتمثل في ضرورة إحداث محكمة استئناف وعبروا عن رفضهم المطلق للعودة إلى محكمة استئناف قفصة مرجع نظرهم في السابق والذهاب إلى استئناف القصرين التي أعلن عن إحداثها مؤخرا مهنئين متساكني القصرين بهذا الإنجاز كما رفضوا الدخول في انتخابات 28 جويلية الجاري بقفصة. فليتذكر «البحيري» وتساءل المحامون عمّن حدد موعد اللقاء مع البحيري إن لم يكن هو شخصيا من حدد ذلك ؟ وما الذي قاله في اجتماعه بالوفد الذي زاره في مكتبه ؟ وما الذي يقصده في الحوار الذي أجراه مؤخرا مع الزميل محمد بوغلاب وصدر أمس بجريدة «التونسية» حول الملف الخاص بمطلب إحداث محكمة استئناف بسيدي بوزيد حتى يزوغ عما وقع تناوله مع الوفد وعبر عنه شخصيا مؤكدين أن ما جاء في جريدة «التونسية» أمس يعبر عن مراوغة البحيري لمحاميي سيدي بوزيد الذين استبشروا بوعوده واستأنسوا برأيه وارتاحوا لمساندته إياهم أمس لكنهم استاءوا من تصريحاته اليوم. تعطيل المرفق القضائي ليس غاية وأعلن المحامون في الندوة الصحفية عن إمكانية التصعيد في تحركاتهم الاحتجاجية حد تعطيل المرفق القضائي (المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد) وان ذلك يعد شكلا من الأشكال النضالية حتى يتحقق مطلبهم الرئيسي المتمثل في إحداث محكمة استئناف بالجهة لتقريب الخدمات من المواطنين من جهة وتعزيز التنمية الجهوية بسيدي بوزيد من جهة ثانية.