اتصل بنا الفنان صلاح مصباح يوم الثلاثاء 16جويلية وكان في غاية الاستياء، وبسؤالنا عن السبب، سرد علينا «القمر الأسمر» –وهو اللقب الذي أطلقه عليه الموسيقار حسن أبو السعود – القصة قائلا« كما تعلمون، بعد الإعلان عن برامج مختلف المهرجانات في تونس من الشمال إلى الجنوب تبيّن أني كالعادة منذ سنوات غير مبرمج في أي تظاهرة لا محلية ولا جهوية ولا وطنية ولا دولية، وبما اني تقدمت بملف لمهرجان قرطاج بعنوان«خطوات النار من عليسة للبوعزيزي» وآخر لمهرجان الحمامات بتاريخ 31جانفي 2013 تحت عدد 3369 بمكتب الضبط المركزي بوزارة الثقافة، وبما اني لم أتلق أي رد لا بالسلب ولا بالإيجاب ، اتصلت صباح اليوم بمدير مهرجان قرطاج السيد مراد الصكلي الذي استقبلني بعد انتظار طويل وبتشنج غير مبرر ، سألته ما سبب رفض ملفي فأجابني بأنه لم يشأ إحراجي في الندوة الصحافية«ما حبيتش نهنتلك»لأنك لم تقدم أي ملف لمهرجان قرطاج وإستظهر بدفتر يتضمن الملفات الفنية التي وصلته من وزارة الثقافة وأضاف« أنت قدمت ملفا بعنوان ذاكرة النسيان لمهرجان الحمامات وليس لقرطاج» فأوضحت له ان هذا الملف قدمته السنة الماضية للحمامات ولكن مدير المهرجان الفنان فتحي الهداوي قال لي بأنه لم يصله وقدم لي وثيقة رسمية في الغرض فكيف يظهر الملف بعد أن إختفى لأكثر من سنة كاملة؟ المهم ان السيد مراد الصكلي سلمني وثيقة رسمية بأنه لم يصل إدارة مهرجان قرطاج أي ملف من صلاح مصباح، مشددا على أنه لا يخضع لسلطة الوزارة . سألت صلاح لماذا لم تتصل بوزارة الثقافة لتوضيح الصورة؟ رد، « بالفعل لقد ذهبت إلى السيد فتحي العجمي مدير إدارة الموسيقى الذي أكد وصول ملفي الحمامات وقرطاج لهذه السنة » . سألنا صلاح مصباح لماذا لم تتصل بوزير الثقافة فهو رجل منصف، رد على سؤالنا« لقد اتصلت بالسيد مهدي مبروك السنة الماضية وعبرت له عن رغبتي في المشاركة في حفل مائوية علي الرياحي وانتم تعرفون النتيجة ، في النهاية تم تقديم عربون إستفادت منه أطراف لا تخفى عن أحد، ثم عبرت عن رغبتي في المساهمة في الذكرى الثانية للثورة وقدمت ملفا لرئيس ديوان الوزير والنتيجة انه جاءتني دعوة من السيد علي اللواتي لحضور عرض الزيتونة لمراد الصقلي ؟ لماذا إذن سأطلب مقابلة الوزير؟ أكيد أن وقته ثمين يمكن أن يصرفه في أمور أكثر أهمية من النظر في مظلمة متواصلة منذ سنوات على صلاح مصباح» . سألنا صلاح من يقف وراء إقصائه؟ أجاب« وماذا ينفعني أن اعرف أو أن أقول لك من هم؟ النتيجة أني لم أغن في قرطاج منذ 2001 أما مهرجان الحمامات فطيلة مسيرتي الفنية لم أغن فيه سوى مرتين سنتي2010 و2011 بعد «يعلم ربي كيفاش تبرمجت» وانا اسال وزير الثقافة ومن حوله والأشباح التي تتحكم في البرمجة الثقافية إن لم يكن إقصائي بهذا الشكل الممنهج ممارسة عنصرية فما هي العنصرية بربّكم؟ يذكر أن صلاح مصباح عانى طويلا في السنوات الماضية من الإقصاء ولم يكن ينظر إليه بعين الرضى من طرف متنفذين في السلطة القائمة، وكان من أبرز الفنانين الذين شاركوا في مظاهرة 14جانفي 2011 وتم إيقافه عشية ذاك اليوم وتعرض للاعتداء بالعنف، ولكن يبدو أنّ ذاكرة البعض من مسؤولينا قصيرة ؟