الفن التونسي ممكن الانتشار عربيا كانت «الأسبوعي» قد اعلنت عن نية تحويل مهرجان صليحة إلى مهرجان مغاربي (انظر عدد 24 نوفمبر 2008) ليأتي التأكيد بعد ثلاثة أيام من وزير الثقافة السيد عبد الرؤوف الباسطي في افتتاح مهرجان صليحة الذي تنظمه المندوبية الجهوية للثقافة بالكاف. وهو من المهرجانات الموسيقية الهامة في بلادنا والتي يلتقي فيها الفنان الهاوي بالآخر المحترف. على خلاف البعد الوطني سابقا والمغاربي الآن لمهرجان صليحة سجلت هذه الدورة الاستثنائية على اعتبارها دوره الخمسينية حضور فنان عربي لا ينتمي جغرافيا للمهرجان لكنه تجنّس فنيا حتى يكون لحضوره شرعية ويقدم حفلا تونسيا من الألف إلى الياء جله أغاني للراحلة صليحة وبعضه أغاني للهادي الجويني وعلي الرياحي.. إنه الفنان المصري وائل سامي الذي كان لنا معه لقاء على هامش المهرجان. والفنان وائل سامي يعرفه الجمهور التونسي كسوليست (صوت فردي) مع الفرق المصرية المرجعية مثل فرقة أم كلثوم التي أصبحت تعرف بفرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية ومجموعة الحفني للموسيقى العربية ومجموعة أساتذة الطرب... كان ذلك في مهرجانات المدينة وقرطاج والحمامات وغيرها. وفي كل العروض التي قدمها في تونس كان الفنان وائل سامي حريصا على تقديم أغنية على الأقل في البرنامج المصري التي تقترحه هذه الفرق المصرية. وعلى خلاف أشقائنا العرب فان وائل سامي يعتبر أن اللهجة التونسية ليست مستحيلة وإنما هي مسألة تعود ومسألة إعلام وتقبل.وقد أخبرنا وائل سامي أن علاقته بالأغنية التونسية تعود إلى فترة الصغر من خلال أشرطة تونسية أهداها له والده الموسيقي والذي كانت له زيارات لتونس... ولم تنحصر هذه العلاقة بالأغنية في مستوى ترديد الأغاني القديمة بل لوائل سامي إنتاجه التونسي الخاص من خلال أغنية لحنها له الفنان التونسي وعازف الناي صلاح المانع والد نوفل المانع المتحصل على الجائزة الأولى في مهرجان الموسيقى التونسية. ومن الذكريات التي يعيش على وقعها وائل سامي اللقاء بعبد الوهاب على هامش عيد ميلاد دار الأوبرا عندما غنى له «يا وبور ألي رايح على فين» وعمره 11 سنة ساعتها سأله عبد الوهاب عن سر الطريقة التي حفظ بها الأغنية وفي المقابل نصحه بالابتعاد على الغناء إلى حد مرور فترة المراهقة حتى لا يتأثر صوته بعامل السن خاصة في مستوى الخانة. وفي سنة 1991 لما عادت الجيوش المصرية من حرب الخليج لم يستطع وائل سامي الصمود أمام العرض المغري لبليغ حمدي والمتمثل في المشاركة في أوبريت «أنا من البلد دي». وذكر وائل سامي أن هذا العمل لم يكن فقط احتفالا بعودة الجيوش المصرية بل كان أيضا احتفالا بإنهاء المهزلة وبغسل العار الذي لحق الشعب المصري خاصة وأن مصر لها دور عربي قومي ريادي منذ 67 و73 ولما علم عبد الوهاب بمشاركة وائل مع بليغ حمدي غضب منه لم يعمل بنصيحته فأراد إقناعه بأنها فرصة مع بليغ لا يمكن أن تعوض. فأجابه موسيقار الأجيال «عبد الوهاب لما يقول لك اسكت أم بليغ لما يقول لك غن». وذكر وائل انه ابتعد بالفعل عن الغناء بعد ذلك إلى حد سن 22 سنة من عمره. وخلال هذه الفترة كان لوائل مشاركات أخرى في المسرح مع مسرح الهناجر والدراما التلفزيونية مع فاتن حمامة في «ضمير أبلة حكمت» وفي الفوازير مع عبد المنعم المدبولي.. وهي فنون تعلم منها الكثير على حد ما أخبرنا به. حاليا يعد وائل سامي بسويسرا دكتورا دولة في الموسيقى حول التأليف الموسيقي المعاصر والجاز وفنون الميديا. وهو أيضا خريج المعهد العالي للموسيقى العربية في القاهرة قسم تأليف وقيادة... ورغم هذه المعرفة العلمية والعلاقات الفنية سألنا وائل سامي لماذا ظل اسما محدودا بالرغم من توفر بعض الصفات الأخرى مثل الوسامة... فأجاب «حتى تصبح نجما في الوطن العربي لا بد أن تولد صدفة في برنامج تلفزي ولابد أن تكون جاهلا ولا تعرف الموسيقى. كما عليك أن تتنازل على عدة مقومات مثل الكرامة والحقوق الشخصية». وحيد للتعليق على هذا الموضوع: