تنشيط الاحياء من العادات الثقافية الحميدة التي ثبتت فاعليتها في مصالحة سكان المدينة مع العمل والنشاط الثقافي خصوصا في بعض الاحياء التي تعرف بانغلاقها على نفسها لعدة أسباب اجتماعية. وسهرة يوم الاربعاء 25 أوت للانشاد الصوفي، التي احتضنها فضاء سيدي عمر عبادة بالقيروان وتحديدا الساحة الخلفية المشتركة بين مقام عمر عبادة والحي، تدور في ذلك الفلك التواصلي، وتأتي السهرة الصوفية ضمن فعاليات مهرجان مدينة القيروان في شراكة مع جمعية صيانة المدينة. حميمية... عائلية حفل للانشاد الديني أحيته فرقة الشيخ محمد البقلوطي وحضرها جمهور الحي بمختلف فئاته من رجال ونسوة وأطفال الذين عبروا بحضورهم عن الاعتزاز بمقام الوليّ الصالح سيدي عمر عبادة والعناية الفائقة التي لحقته في اطار تنفيذ مشروع التنمية المندمجة للحي الواقع ضمن ارباض المدينة العتيقة. وقد كانت السهرة حميمية تشبه حفلات الاعراس التي يقيمها سكان الحي خاصة وأنه تخللت السهرة توزيع الحلويات والمشروبات على الحاضرين كما علت الزغاريد في أرجاء الحي. وغير بعيد عن الجو العائلي فإن فرقة السيد محمد البقلوطي هي عبارة عن افراد عائلة تتكون من الأب والابناء والاحفاد انشدوا عدة أغاني صوفية ومدحيات وأذكار وقصائد مدحية في مقام الحسين تليق بمقام السهرة الرمضانية. عودة الدر الى المعدن تقريب النشاط الثقافي من سكان حي عمر عبادة وتنشيطه من شأنه مصالحة شباب وكهول الحي مع النشاط الثقافي الذي يشكو من غياب الجمهور. وقد نجحت لجنة الاشراف على التوظيف الثقافي للمقام، وقد بين السيد العلاني المشرف على مشروع التنمية بالحي في اطار الشراكة مع الجانب الايطالي، بيّن أن المقام في حقيقة الامر ينضح ثقافة منذ بنائه ولكن لم يتم الانتباه إليه ويرى ان العودة الثقافية الى هذا المعلم هو عود على الأصل ففضاء سيدي عمر عبادة كان قديما يحتضن نشاطا ثقافيا وانشادا دينيا ينفتح على الحي وأهله وبالتالي فهذه العودة الثقافية طبيعية... ليعود الدر الى معدنه. مهرجان المدينة ذهب الى أرباض المدينة وساحاتها ليقيم فيها بعض عروضه فمهرجان المدينة هذه السنة امتد اشعاعه الى المدينة ومفاصلها مقيما تزاوجا ممتعا بين فضاءات المدينة الثقافية وأنشطتها (المهرجان) ونجح الى حد كبير في ارضاء الجماهير ببعض العروض الممتعة في هذا الشهر الكريم والتي ينتظر ان تبلغ ذروتها في مسك الختام مع تعطيرات فوزي بن قمرة.