إنتظمت حوالي الساعة العاشرة ونصف بمدينة قفصة ليلة الجمعة مسيرة دعت لها «الجبهة الشعبية» وأنصار «التيار الشعبي» وشارك فيها الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة وممثلو الاتلاف المدني والسياسي وجمع غفير من المواطنين.انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل لتجوب وسط مدينة قفصة ثم إنعرجت نحو مقر ولاية قفصة أين يتواجد حضور أمني من مختلف التشكيلات الأمنية من حرس وشرطة ووحدات النظام العام حيث نظم المشاركون في المسيرة وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية رافعين شعارات تطالب بإسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي ومع توجيه الاتهام إلى حركة «النهضة» في تسترها على عمليات إغتيال المرحوم محمد براهمي وأثناء قيام الأمين العام المساعد لحزب العمال عمار عمروسية بإلقاء كلمة للمحتجين يطالبهم فيها بمواصلة الإحتجاج في الشوارع يوميا حتى تسقط الحكومة قام أربعة شبان من المشاركين بالمسيرة برمي الحجارة على رجال الأمن المتواجدين أمام مقر الولاية وهو ما جعل رجال الأمن يردون الفعل بالغاز المسيل للدموع لتفريقهم ومطاردتهم أمام شارع الولاية وهو ما إنجرّ عنه سقوط أحد الشبان أثناء المطاردة على بعد أمتار من مقر الولاية حيث إلتحق به مجموعة من رفقائه لمعرفة سبب سقوطه على الأرض فوجدوا قرب رأسه بركة من الدماء وهي تسيل منه ويبدو أنه أصيب إصابة خطيرة على مستوى الرأس فتم حمله في سيارة إسعاف الى المستشفى الجهوي بقفصة حيث تم قبوله بالقسم الاستعجالي وإلتحق به عدد من المشاركين بالمسيرة . وذكر وائل بن بلقاسم المسؤول بقسم الاستعجالي أنه بعد معاينة المصاب من قبل طبيب الإستمرار الليلي تبين أنه قد أصيب بمادة صلبة على مستوى الراس مما أدى إلى وقوع شروخ في الجمجمة وما يعني أنه قد هلك ساعة الاصابة قرب مقر الإذاعة الجهوية بقفصة . و بوصول خبر وفاته إلى رفقائه أمام مقر المستشفى عمت حالة من الغضب في صفوفهم لتتواصل الاحتجاجات حتى ساعات متأخرة من الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت لم تنهيها إلا الساعات الاولى من السحور خاصة بعد بلوغ خبر وفاته إلى عائلته ليستمر البكاء والعويل هذا ويذكر أن المتوفي هو شاب مولود عام 1965 وقيادي بالجبهة الشعبية بقفصة وإطار بالادارة الجهوية لاتصالات تونس ويدعى محمد مفتي وبذلك تصبح الجنازة جنازتين في صفوف «الجبهة الشعبية» شهيد في تونس وشهيد في قفصة .