التونسية (تونس) يبدو أن حزب «التكتل» الذي أعلن في بيان رسمي له مساندة فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية تحظى بدعم وموافقة جميع الأحزاب السياسية سيضغط في هذا الاتجاه حيث لا يستبعد حسب مصادر مقربة من الحزب أن يلوّح بن جعفر بالانسحاب من «الترويكا» في صورة إصرار حركة «النهضة» على الإبقاء على حكومة العريض أو في أقصى الحالات توسيع الائتلاف الحاكم . مصادر «التونسية» لم تستبعد كذلك أن يعلن بن جعفر عن تعليق أشغال المجلس الوطني التأسيسي إلى حين إيجاد حل توافقي يسمح بعودة النواب المنسحبين إلى المجلس وذلك درءا لكل المزايدات وما قد يسمح بتمرير قوانين أو قرارات بتصويت أحادي الجانب أي في غياب أغلب نواب كتل المعارضة . ويعتبر تلويح حزب «التكتل» بالانسحاب من «الترويكا» والوقوف صفا واحدا مع اتحادي الشغل والصناعة والتجارة من «أشجع» المواقف التي اتخذها الحزب وذلك منذ التحاقه بالترويكا الحاكمة حيث غالبا ما كانت مواقفه ملازمة لمواقف الحزب الحاكم ولا سيما إذا تعلق الأمر بالأزمات الكبرى التي مرت بها الحكومة أو المجلس التأسيسي. لماذا الآن ؟ يأتي تلويح حزب «التكتل من أجل العمل والحريات» بالانسحاب من الائتلاف الحاكم في هذا الظرف بالذات لعدة اعتبارات أهمها ضغط القواعد على قياديي الحزب للخروج من الصورة التي ارتسمت للحزب بعد انتمائه للترويكا على أنه حزب مذيل السلطة وفرض مواقفه كحزب وسطي ديمقراطي يحاول ايجاد الحلول للخروج بالبلاد من حالة الاختناق التي آلت إليها بعد اغتيال الشهيد البراهمي وارتفاع وتيرة العمليات الارهابية بجبل الشعانبي . كما يأتي هذا الموقف التصعيدي من طرف حزب التكتل في إطار حسبة انتخابية يريد من خلالها إعلان خروجه من بيت طاعة النهضة واسترجاع ثقة أنصاره والمقربين منه خاصة أن الكثير ممن انتخبوا التكتل في انتخابات 23 أكتوبر 2011 أصبحوا يشعرون بنوع من الاحباط وهو ما أدى إلى موجة من الاستقالات في صفوف الحزب في أكثر من مناسبة. هذا إلى جانب تأكيد القواعد خلال المؤتمر الأخير على ضرورة التعبئة الحزبية استعدادا للاستحقاقات السياسية القادمة التي لا يمكن أن تكون ناجعة إلا عبر المواقف التي يمكن أن يعرب من خلالها الحزب على إعلاء المصلحة الوطنية على حساب المصالح الحزبية الضيقة فهل يفعلها بن جعفر و«يقلب الطاولة» على حلفائه في الأيام القريبة القادمة أم سيحافظ التكتل على موقعه في الائتلاف الحاكم حتى لو كان ذلك على حساب قناعات واختيارات قواعد الحزب؟. يشار إلى أن آخر بيان للحزب بتاريخ 30 جويلية الفارط أكد أنه من واجب جميع التونسيين على إختلافاتهم السياسية والمذهبية الوقوف صفا واحدا ضد الإرهاب لدعم الوحدة الوطنية وتقويتها مشيرا إلى أن الظروف الراهنة تحتم تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة.