بالتوازي مع اصرار حركة النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية الى جانب حركة وفاء وكتلة الحرية والكرامة الذهاب في اتجاه تشكيل حكومة ائتلاف سياسي وطني فان رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي لا يزال ماضيا في مبادرته بشان تشكيل حكومة تكنوقراط وقد هدد امس في تصريح اعلامي بتقديم استقالته الى رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي في صورة تواصل الخلاف حول مبادرته. وامام اصرار الجانبين تتوسع دائرة الخلاف السياسي التي بلغت حدّ تهديد بعض الاطراف الحاكمة بالانسحاب من "التروكيا" فبعد المؤتمر الذي لوح بالانسحاب من الائتلاف الحاكم يخرج حزب التكتل من اجل العمل والحريات "عن صمته" ويؤكد دعمه لمبادرة رئيس الحكومة التي يراها الحل الوحيد لانقاذ البلاد بعد حادثة اغتيال المناضل والسياسي الشهيد شكري بلعيد. وفي ظلّ تصاعد التهديدات التي انطلقت مع مبادرة حكومة التكنوقراط انطلاقا من المؤتمر الذي تراجع عن الانسحاب وقرر الحفاظ على نصيبه في الحكم تبقى حركة النهضة التي لوحت هي الأخرى بالخروج من الحكم وحزب التكتل الذي رأى ان "الترويكا" الحاكمة انتهت بإعلان الجبالي خياره السياسي الجديد واليوم رئيس الحكومة نفسه يلوح بالاستقالة ان لم تقبل مبادرته. فهل ستسقط مبادرة الجبالي أقنعة بعض السياسيين؟ شركاء جدد بعد ان وصف قياديون من حركة النهضة مطالب شركائهم في الحكم ب"المشطة" في اشارة الى مقترح حكومة التكنوقراط بدات الحركة تبحث عن شركاء سياسيين جدد اذ اجتمعت اول امس النهضة والمؤتمر بحركة وفاء وكتلة الحرية والكرامة واصدرت هذه الاطراف بيانا مشتركا أكدوا فيه ان المرحلة الحالية تقتضي وجود حكومة ائتلاف سياسي وطني وقد تعجل هذه الشراكة السياسية بخروج الجبالي من الحكومة وحتى من الامانة العامة لحركة النهضة ويكسب الراي العام الذي كسبه خلال اقتراح مبادرته كمخرج لانقاذ البلاد اثر حادثة الاغتيال. وامام البحث عن مخارج حقيقية للازمة السياسية التي يعيشها الشركاء في الحكم فان مبادرة الجبالي قد تكون فاتورتها السياسية باهظة وهي خسارة بعض الشركاء للحكم مقابل كسب الراي العام. فمن سيكون بطل المرحلة القادمة؟ التكتل.. متشبث وبعد تشبث حزب التكتل بدعمه مبادرة رئيس الحكومة ودعم المؤتمر لرفض النهضة لمبادرة امينها العام اتصلت "الصباح" بعدد من القادة السياسيين من داخل "الترويكا". وكان موقف الناطق الرسمي لحزب التكتل محمد بالنور واضحا حول مبادرة الجبالي حيث اكد بالنور "ان أي اقتراح يشوش على مبادرة رئيس الحكومة لن نمضي فيه لانه من واجبنا كقوى وطنية تسعى الى المصلحة الوطنية الدفع نحو انجاح هذه المبادرة التي تمثل الامل بالنسبة للتونسيين بعد الحيرة واليأس الذي انتاب الشعب بعد حادثة اغتيال الشهيد شكري بلعيد". ورأى بالنور أن "اي تغيير او تحوير في مقترح رئيس الحكومة يجب ان يصدر عنه دون غيره مؤكدا الدعم الذي لقيه من الاحزاب ومن المنظمات والهيئات الوطنية واساسا من الاتحاد العام التونسي للشغل ومن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ومن هيئة المحامين ومن الراي العام ان أي طرف قادر على اسقاط هذه المبادرة وعلى من يتجرأ على ذلك ان يتحمل مسؤولية تاريخية لان المصلحة الوطنية تقتضي دعم الجبهة الداخلية وتوحيد الصفوف". وبشان انسحاب التكتل من "الترويكا" الحاكمة في حال لم تمض مبادرة رئيس الحكومة اعتبر الناطق الرسمي باسم التكتل ان "الترويكا" انتهت يوم إعلان الجبالي لمبادرته. المؤتمر.. المحافظة على مرجعية الشرعية وبعد ما اثارته المستجدات السياسية مؤخرا من انسحاب التكتل من الحكم وتشكيل جبهة حاكمة جديدة بين حركة النهضة والمؤتمر وحركة وفاء وكتلة الحرية والكرامة، أكد طارق الكحلاوي عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية ل"الصباح" على ضرورة المحافظة على مرجعية الشرعية في الحكومة الجديدة مع تطعيمها بكفاءات غير متحزبة. واعتبر ان البيان المشترك الاخير المنبثق عن الاجتماع هو "نواة اولية لتحالف جديد اوسع" مؤكدا ان الاحزاب التي اجتمعت لا تزال ترى حزب التكتل شريكا اساسيا في الحكم ولا تريد خسارته. واكد الكحلاوي ان "جميع الاطراف ستسعى الى اقناع التكتل بان المرحلة الحالية تقتضي وجود حكومة ائتلاف سياسي وطني منفتح على الشخصيات الحزبية والمستقلة تستند الى قاعدة نيابية وسياسية وشعبية واسعة". حركة وفاء.. ائتلاف حكومي جديد ونفس الموقف صدر عن ممثل حركة وفاء ازاد بادي الذي بين ل"الصباح" ان البيان المشترك نصّ صراحة على اعتبار التكتل شريكا اساسيا في مبادرة الاطراف السياسية المجتمعة اول امس. ولم يستبعد بادي تشكيل ائتلاف حكومي جديد اذا سقطت مبادرة رئيس الحكومة. وعن امكانية انصهار المؤتمر وحركة وفاء من جديد نفى محدثنا وجود أي نية في هذا الاتجاه مؤكدا ان التحالف الحكومي الجديد الذي قد يجمعهم مع المؤتمر هو ليس تحالفا انتخابيا بل هو جبهة فرضتها المستجدات السياسية. النهضة تواصل النقاش.. وفي تصريح ل"وات" قال عبد اللطيف المكي عضو المكتب السياسي لحركة النهضة ان "الوضع في تقدير الحركة يستوجب حكومة ائتلاف سياسي تضمّ سياسيين أكفاء من شأنهم الاسهام في رسم الخطّ السياسي في مختلف المجالات". واشار المكي الى ان النقاش صلب الحركة متواصل مع شركائها من المؤتمر وحركة وفاء وكتلة الحرية والكرامة ومع بعض المستقلين بالمجلس التاسيسي الى جانب التفاوض المستمر مع حزب التكتل لتقريب وجهات النظر.