تفكيك شبكة المتعاونين في انتظار الظفر بالمسلحين هل تعجّل التفككات الداخلية داخل كتيبة «عقبة ابن نافع» بنهاية سريعة للإرهابيين؟ في انتظار متابعتها المستمرة لجديد الحملة المستمرة منذ أشهر على الارهاب تفرد صحيفة «التونسية» قراءها الكرام في هذا العدد بمجموعة من المعطيات الحصرية حول آخر المعطيات التي حصلنا عليها من مصادر إعلامية وأمنية رفيعة المستوى. ففي هذا الملف تكشف «التونسية» عن وجود بوادر تفكك وصدام داخل المجموعات المكونة لكتيبة «عقبة ابن نافع» المتمركزة بسلسلة جبال «الشعانبي» علاوة على تقديم معطيات حصرية عن عملية امنية كبرى كانت وحداتنا الامنية والعسكرية تستعد لتنفيذها ليلة العيد في اطار ملاحقتها للمجموعات الإرهابية. كما نعود في هذا العدد الى خبر كانت «التونسية» انفردت بنشره منذ ايام حول وجود تهديدات جدية باستهداف مناطق حيوية بالجزائر خلال ايام العيد وهو ما تم فعلا حيث تمكنت الاجهزة الامنية الجزائرية من احباط مخطط دموي لخلية إرهابية كان سيستهدف مواقع حيوية بمدينة «تيزي وزو»شرق الجزائر مساء يوم العيد... لهذا تأجّل حسم معركة «الشعانبي» ليلة العيد... ذكرت مصادر أمنية مطلعة ل«التونسية» أن ليلة عيد الفطر المبارك كادت ان تكون ليلة نهاية الخلية الارهابية في جبل «الشعانبي». فوفق معطيات أمنية فائقة الدقة تم الاشتغال عليها من الطرفين التونسيوالجزائري كان لمختلف الوحدات العسكرية والامنية التي تطوق سلسلة جبال «الشعانبي» من الجانبين شبه اليقين بحسم آخر فصول المعركة مع الارهابيين ليلة العيد بعد ورود معلومات شبه مؤكدة عن اعتزام هذه المجموعة كسر الحصار والتسلل من الجبل عبر منافذ محددة الى كل من تونسوالجزائر. لذلك عززت الاجهزة الامنية التونسيةوالجزائرية من تواجدهما الامني بهذه المناطق ليلة العيد استعدادا لمواجهة محتملة مع الارهابيين ... لكن المواجهة الكبرى لم تحدث والسبب ان هذه الخلية لم تغادر مواقعها بعد أن فقدت الاتصال بالمستكشفين الذين سخّرتهم ليلتها على ما يبدو لكشف الطريق وتسهيل مرور عناصرها، وان كان اغلب عناصرهذه الخلية يعتزمون التسرب الى الاراضي الجزائرية فان مجموعة اخرى كانت تنوي التسلل على مايبدو الى التراب التونسي مرورا بالقرى الجبلية المتاخمة لسلسلة جبال «الشعانبي» والذي كشف التحقيق مع بعض الموقوفين احتواءها على عناصر تمول هذه الخلية الارهابية . وبالرجوع الى بعض المصادر المطلعة فان انكشاف أمر المستكشفين وقتل ثلاثة منهم عند أحد المنافذ الغربية لجبل الشعانبي من الجانب الجزائري وتفطن عناصر هذه الخلية الى التواجد الامني المكثف من الجانب التونسي علاوة على ايقاف احد عناصرها في مدينة فوسانة من قبل إحدى الوحدات الامنية المرابطة على مشارف هذه المنطقة جعلت هذه العناصر تؤجل امر هروبها الى موعد لاحق، وهو قرار نهائي على ما يبدو اتخذته هذه الخلية في ظل نجاح الخطة الامنية المعتمدة حاليا من الجانبين التونسيوالجزائري والمتمثلة بالأساس في قطع منابع التموين وعزل هذه العناصر عن محيطها الخارجي وقطع جسور التواصل بينها وبين المتعاونين معها أو الداعمين لها بالتوازي مع تواصل عمليات التمشيط والبحث عن أماكن اختباء هذه المجموعات... هل تعجل التفككات الداخلية بانتهاء المجموعات الإرهابية ؟ ذكرت مصادر اعلامية مطلعة ل«التونسية» ان ما وقع تقديمه من معطيات حول عدد العناصر المتحصنة بجبل الشعانبي والتي اشارت الى وجود حوالي 50 عنصرا يعتبر ضئيلا مقارنة بالواقع معتبرة ان العدد الجملي لهذه العناصر يتجاوز ال 100 فرد جلهم من جنسيات مغاربية خاصة من تونسوالجزائر وليبيا يعملون جميعا في شكل مجموعات صغرى يتراوح عدد افرادها بين 12 و22 عنصرا تحت قيادة امير جزائري الجنسية يدعى «أبو يحيى» وهو احد المقربين من «أمير» تنظيم القاعدة ببلاد المغرب وهو الجزائري عبد المالك درودكال والملقب ب«أبي مصعب عبد الودود» الصادر في حقه حكم غيابي بالاعدام من محكمة الجنايات بقضاء مدينة «تيزي وزو» (الواقعة على بعد 110 كلم شرقي العاصمة الجزائرية...). ورجحت مصادر أمنية وعسكرية مطلعة ان تكون هذه المجموعات قد حلت حديثا بسلسلة جبال «الشعانبي» لإعادة التمركز بهذه المنطقة الوعرة عقب عمليات التمشيط الكبيرة التي شهدتها هذه المنطقة الجبلية النائية في الاشهر الفارطة ظنا منها ان المنطقة اصبحت آمنة وأن الوحدات الامنية والعسكرية التونسية قد انسحبت من هذه المنطقة بعد تأكدها من خلو الجبل من اي تواجد لهذه العناصر. ورجحت مصادرنا ان تكون عملية قتل 8 من جنودنا البواسل عملا منفردا غير مدروس نفذته احدى المجموعات الارهابية دون الرجوع الى قيادتها الأم وإلى أمراء الحرب الذين يديرون شؤون هذه الخلايا بالمنطقة وجميعهم على يقين ان عملا بمثل هذه البشاعة سيزلزل الارض تحت اقدامهم وسيشعل فتيل حرب ضروس هم الآن في غنى عنها لا لشيء إلاّ لأنّ هذه المجموعات التي تعيش استراحة المحارب تحاول الآن نيل قسط من الراحة ترنو من خلاله الى اعادة بناء خطوطها الخلفية واستقطاب مجندين جدد بعدما انهكتها الحروب المتتالية وخاصة منها سلسلة الضربات الموجعة التي تلقتها خلايا التنظيم في شمال مالي وعند الحدود التونسيةالجزائرية نتيجة اختراقها من اجهزة استخباراتية غربية(جهاز الاستخبارات الفرنسي بالاساس) تمكنت من التلاعب بخيوطها زمن اشتداد المواجهة العسكرية بين الثوار والجيش النظامي الليبي زمن حكم القذافي وكشفت عن ابرز قياداتها ... ولم تستبعد مصادر اعلامية مطلعة حصول تفكك صلب هذه المجموعات بعد حادثة اغتيال الجنود التونسيين ووقوع انقسامات حادة داخلها قد تصل الى فك الارتباط وربما تقوض كيانها مما سيدفع بكل مجموعة الى البحث عن حلول منفردة للخروج من مأزق «الشعانبي» عبرالانسحاب من هذه المنطقة والفرار إلى أماكن مجاورة أوفر أمانا أو طرد العناصر المتسببة في هذه الازمة ليغادروا المكان فرادى ومجموعات. كما لم تستبعد مصادرنا كذلك ان تصل عقوبة هؤلاء المجرمين من قبل قياداتهم الى درجة اقامة الحد على منفذي تلك العملية النكراء ليس تعاطفا مع جنودنا وإنّما انتقاما من هذه العناصر التي ارتكبت جرما لا يغتفر في حق رفقائها فكشفت عبر هذا التحرك اللامدروس عودة هذا التنظيم مجددا الى التمركز بهذه السلسلة الجبلية وعرضت حياة عناصره لخطر كبير داهم بعدما نجحت قيادته في الفترة القريبة في تظليل اجهزة المخابرات المحلية والاقليمية واوهمت الجميع بمغادرتها سلسلة جبل الشعانبي دون رجعة... انكشف أمر المموّلين في انتظار الإيقاع بالمسلحين وفق ما اكدته مصادر امنية رفيعة بجهة القصرينل«التونسية» فان قادة خلية «عقبة ابن نافع» الارهابية المتمركزة في جبال ورغى استطاعوا في فترة وجيزة نسبيا تكوين شبكة من المتعاونين مع عناصرها وهو ما كشفته التحريات الاولية مع عدد من الموقوفين مؤخرا. فوفق مصادرنا فان قادة هذه الخلية استنفروا قدراتهم وخبراتهم في مجال تكوين شبكات الدعم والاسناد وقاموا بانتداب متعاونين جدد معهم اصيلي المناطق الجبلية المتاخمة لسلسلة جبل «الشعانبي» معتمدين الاسلوب ذاته الذي اعتمده تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي حينما نجح خلال السنوات الستة السابقة في كسب ود عائلات باكملها في شمال مالي وفي عدد من دول الساحل الصحراوي مقابل رواتب شهرية وعمولات تناهز ال300 دولار للعميل الواحد... ورغم ان الامر لم يبلغ الى مثل هذه الدرجة من الحدة في تونس فان عناصر كتيبة «عقبة ابن نافع» نجحوا في تكوين شبكة من المتعاونين بينت التحقيقات الاولية مع عدد من الموقوفين المكلفين بالتموين والاسناد ان جل المتعاونين تجمعهم علاقة قرابة دموية ومصاهرة بالارهابيين المتواجدين بالجبل. فأفراد هذه الخلية بادروا في البداية بالتعويل على اقاربهم لمدهم بالتموينات اللازمة قبل ان تتوسع القائمة لتشمل الاصدقاء المقربين من الثقاة العارفين بخصوصيات المناطق الجبلية ومسالكها الوعرة ... الجزائر تُفشل مخطّطا إرهابيا كبيرا أشارت «التونسية» في عدد سابق إلى أنّ أجهزة الاستخبارات الجزائرية تلقت معطيات مفادها اعتزام مجموعة ارهابية على صلة بتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب العربي» القيام بعمل ارهابي خطير داخل احدى المدن الجزائرية كرد من هذا التنظيم على استمرار الجزائر في دعم جارتها تونس في حربها على الارهاب .ورغم التعتيم الاعلامي الكبير على هذا الموضوع آنذاك فإن «التونسية» انفردت بتقديم هذا الخبر واكدت حينها ان اجهزة الاستخبارات الجزائرية مسكت الخيوط الرفيعة التي من شأنها ان تحبط هذه العملية التي اختارت لها هذه المجموعات يوم العيد موعدا وهي معلومات تأكد صدقها مساء يوم عيد الفطر حين تمكنت اجهزة الامن الجزائرية من احباط مخطط ارهابي دموي حاول 12 ارهابيا تنفيذه في مدينة «تيزي وزو» وسط الجزائر وتمثل في ادخال طنين من مادة «التي.ان تي» استعدادا لتفجير احد الفضاءات الكبرى وسط المدينة حيث تمكنت وحدات الدرك الجزائري من نصب كمين هائل للارهابين اسفر عن قتل 5 منهم وفرار 7 وحجز هذه الكمية الكبيرة من المواد المستعملة في صنع المتفجرات في حين قتل عسكري جزائري واصيب إثنان من زملائه ...