تعتبر معتمدية حاجب العيون من المناطق المتميزة بالبلاد التونسية, التي تتكاثر فيها العيون الجارية والعذبة, والتي تحيط بها من محتلف الجهات فهي عيون تتنوّع بين معدنية عذبة على غرار عين سلطان والجديعات وأولاد بن حسين ,وكذلك عيون استشفائية تقليدية مثال ذلك حمّام سيدي معمّر و عين الأمّيلحة, التي سُميت كذلك لملوحة مياهها المتدفقة من صخور الأودية , وهي المتواجدة على بعد قرابة الأربع كيلومترات من مركز المعتمدية , وتعتبر هذه العين من المحطات الاستشفائية التقليدية الهامّة في ربوع القيروان, الى جانب حمّام طرزة بمعتمدية حفوز ومحطة سيدي ابراهيم الزهّار بمنطقة عين جلولة التابعة لمعتمدية الوسلاتية. وقد اشتهرت عين الأمّيلحة «منذ القديم بمياهها السّاخنة والتي تحتوي على نسبة كبيرة من «الكبريت» وتعتبر عين «أمّيلحة» محطة استشفائية متميزة خاصّة في مداواة الأمراض الجلدية, وقد أصبحت قبلة للعديد من المواطنين الذين يقصدونها من داخل وخارج البلاد التونسية بهدف الاستحمام وطلبا للشفاء, من الأمراض الجلدية بجميع أنواعها وكذلك من داء المفاصل, وقد أثبتت التجارب بشهادة الزائرين أهمّية هذه العين التقليدية في التخفيف من وطأة هذه الأمراض والقضاء عليها نهائيا , وقد تنشط الزيارات في هذه الفترة الصيفية, سيما وأنّ هذه المحطة قد بقيت لزمن طويل تقليدية بالنسبة إلى سكّان مدن وقرى الوسط التونسي, وقد أصبحت المصلحة العامّة تقتضي الإسراع بادخال هذه العين الاستشفائية التقليدية ضمن منظومة المسلك السّياحي ,حيث بإمكان زائر معتمدية حاجب العيون أن تكون له مصافحة على جنبات الطريق الوطنية عدد3 حيث تعترضه الشواهد الحية لقصر سويسين التي تروي تاريخ المدينة ثم مواصلة المسلك باتجاه كل من حمام سيدي معمّر ومعاينة أحواض الفسيفساء بقصر الكبريت بمنطقة أولاد نصر, مع زيارة الحمّام التقليدي لعين الأمّيلحة والتوقّف عند أطلال «مكّودة» وتكون الخاتمة بزيارة الحمّام الرّوماني الموشح بالفسيفساء بعين سلطان ... هذا المشروع لن يتحقّق ذلك إلاّ بدعم المستثمرين, والذي من المؤكد أنه يدخل في منظومة مزيد التشجيع على الاستثمار, ولعلّ البداية تكون بتهيئة الطريق المؤدية الى هذه العين التقليدية مع ادخال مزيد التحسينات عليها خاصة على مستوى تقوية ضخّ المياه, والعمل على كيفية مزيد استغلالها وهي التي تشقّ طريقها باتجاه مسالك وادي زرود والزرقة. وكان من الأجدر استغلال هذه المياه بطريقة علمية أفضل , ربما تكون على شاكلة أدواش أو أحواض للمستحمّين حتى نتجنب الطريقة الحالية التي تعتمد الاستحمام بالتناوب بين الجنسين, الذين هم اليوم في حاجة ماسّة لبناء مساكن لحمايتهم وهو ما من شأنه أن يحسن الخدمات ويشجع عموم المواطنين على الإقبال بكثافة على هذه المحطة الاستشفائية التقليدية , التي ينادي الجميع بالعمل على تحويلها الى مركّب استشفائي متكامل، تُقدم فيه أفضل الخدمات ممّا ينشط الحركة الاقتصادية والسياحية بالجهة، التي تنتظر اعطاءها المزيد من فرص الاستثمار في مختلف مجالات الحياة اليومية من بينها الاستثمار في القطاع الصحّي والسّياحي .