أعد الديوان الوطني للمناجم برنامجا علميا وعمليا يهدف للعناية بالتراث الجيولوجي في بلادنا ويشجع على الاستثمار في هذا المجال على اعتبار أن الثقافة العلمية والبيئية تلعب دورا كبيرا في دعم حركة التنمية المستديمة. وتنتظم هذه البادرة المتمثلة في الملتقى الوطني للتراث الجيولوجي في دورته الخامسة تحت شعار "الاستغوار: تثمين المواقع الطبيعية من أجل التنمية الجهوية" وذلك في إطار تواصل احتفال تونس بشهر التراث من ناحية والاستجابة للدعوات التي تنادي بضرورة صيانة التراث وتهيئة مثل هذه المواقع الجيولوجية من أجل تفادي الاستغلال العشوائي وتدعيم المنتوج السياحي التونسي. وتسجل هذه الدورة مشاركة مجموعة من المختصين في عديد المجالات ذات العلاقة بالتراث الجيوليوجي من تونس ومن بلدان عربية وأوروبية وافريقية على غرار السعودية وإيطاليا وفرنسا والنمسا والكوت دي فوار. سيشاركون في الندوات العلمية التي تنتظم في إطار هذه التظاهرة التي تمتد من 7 إلى9 من الشهر الجاري. يتوزع هذا الملتقى بين الطرح النظري والعلمي لمسألة التراث الجوليوجي والثقافة البيئية وبين الزيارات الميدانية والرّحلات السياحية العلمية إلى عديد المواقع المتميزة في ولايتي القيروان وسليانة على غرار قصر لمسة وعين بوسعدية وكسرى وحمام طرزة وحمام سيدي معمر وغيرها من المناطق الأخرى فضلا عن تنظيم زيارة استطلاعية لمغارة المنجم بجبل السرج والتي أعطيت فيها أولوية المشاركة للمختصين والمهتمين بميدان الاستغوار وللراغبين في بعث مشاريع استثمارية في المجال. وتجدر الاشارة إلى أن الديوان الوطني للمناجم يضطلع بدور كبير في العناية بالتراث الجيولوجي ويعمل على توظيف هذا النوع من التراث الطبيعي في بعث مشاريع تنموية جهوية تهدف بدورها إلى اثراء الانشطة الثقافية وتنويع المنتوج السياحي التونسي. وفى هذا الصدد تمت برمجة مجموعة من الأنشطة من بينها احصاء وتقييم مواقع مميزة للتراث الجيولوجي في تونس وتخزينها في بنك معلومات وتهيئة وصيانة المواقع المهددة لحفظها من الاندثار والتلاشي الى جانب انجاز خرائط جيوسياحية لهذه المواقع وربطها بمسارات علمية ثقافية وبيئية. كما يوجد بالديوان الوطني الجيولوجي متحف جيولوجي يحتوي على مجموعة هامة من الأحافير التي وقع جمعها منذ بداية القرن الماضي اثر الاستكشافات الجيولوجية الأولية. وتعد هذه العينات ذات قيمة علمية كبيرة إذ تعتمد كمرجع في علوم المستحثات poleotologie وكشواهد لمعرفة تاريخ تطور الأرض والحياة.