(القصرين) عادت حياة متساكني القرى القريبة من الشعانبي الى طبيعتها بعد توقف القصف الجوي والمدفعي عنها وتقلص العمليات العسكرية الجارية داخله الى حد كبير واقتصارها خلال الايام الاخيرة على توغلات محدودة بالمدرعات تلتها امس طلعات لطائرة مروحية لاستطلاع مرتفعاته ومعاينة مخلفات قصف الاسبوعين الاخيرين والامطار الغزيرة ليومي الاحد والاثنين التي من المفترض ان تكون قد غمرت بسيولها الجارفة تحصينات الارهابيين واغرقت مخابئهم ومخازن مؤونتهم.. وفي ظل التوقف شبه الكلي للعمليات العسكرية بالشعانبي وتراجع اعداد الوحدات المتمركزة فيه وتحول اعداد منها لتمشيط مرتفعات فوسانة وبوشبكة تسربت انباء عن ابلاغ مواطنين بتسلل عدد من المسلحين ليلا نحو جبل سمامة شرقا والجبال القريبة من الحدود الجزائرية غربا. تركيز على سمامة انتقل ثقل العمليات العسكرية من قصف مدفعي ثقيل وتمشيط شامل وتواجد امني كثيف الى محيط جبل سمامة الذي اصبح ساحة حرب ثانية على الارهاب بعد الاشتباه في أن عددا من مسلّحي الشعانبي فروا إليه اثناء الامطار الغزيرة التي نزلت بين نهاية الاسبوع الفارط وبداية الاسبوع الحالي واصبحت القذائف المدفعية تدك مرتفعاته بوتيرة اكبر وخاصة المنطقة الممتدة من مقطع الحجارة الموجود جنوبه الى تخوم «كدية سيدي حراث» شرقا، وفق ما اكده لنا متساكنو المنطقة. متى تدخل الطائرات بلا طيار المعركة ضد الارهاب ؟ عدد من العسكريين المشاركين في عمليات التمشيط بسفوح جبل سمّامة اكدوا ان الالتجاء الى تقنيات عالية لكشف تحركات الارهابيين والاقتراب من تحصيناتهم المفترضة ومن بينها الطائرات بلا طيار اصبح امرا لا مفر منه بما ان القصف الجوي والمدفعي لم يحقق بعد كل اهدافه – في انتظار تقديم وزارة الدفاع لحصيلته – وحول امكانية الاستعانة بهذه الطائرات التي تفيد عديد المعطيات وصول اثنين منها الى تونس قالت لنا مصادر قريبة من القيادات الميدانية انها تنتظر بفارغ الصبر دخول مثل هذه الطائرات أجواء الشعانبي وسمامة والمرتفعات الغربية لأنها قادرة على حسم المعركة ضد الارهابيين وتحديد اماكن تواجدهم بكامل الدقة وقصفها والقضاء عليهم دون أيّة خسائر بشرية. ضرورة تفعيل وتأهيل مطار «تلابت» كثيرون لا يعلمون انه يوجد مطار عسكري لا يبعد عن الشعانبي سوى 20 كلم في احواز مدينة تلابت (على الطريق الوطنية عدد 15 في اتجاه فريانة جنوبا والطريق الحدودية الرابطة بين تلابت وبوشبكة غربا) وهو قريب من كل المرتفعات الغربية لولاية القصرين. وقد اثبتت حادثة بوشبكة ثم أحداث الشعانبي الاهمية الكبرى لهذا المطار العسكري وانه حان الوقت لتاهيله وتفعيل نشاطه وانجاز برج مراقبة خاص به ليكون قاعدة لوجوستية متقدمة للجيش الوطني في حربه على الارهاب. حملة وطنية لإعادة إعمار الشعانبي: انطلقت مجموعة من الجمعيات الناشطة بالقصرين في الاعداد لتظاهرة تحت عنوان «من أجل الشعانبي» يقول منظموها ان هدفها يتمثل في دعم مجهودات الجيش والأمن الوطنيين في حربهما على الارهاب والدعوة تنظيم حملة وطنية لاعادة اعمار الشعانبي وغراسة مليون شجرة في مرتفعاته ومساعدة سكان المناطق الغابية فيه والقرى المحيطة به على تعويض خسائرهم من مواشي وبيوت نحل وحقول تضررت من الاحداث الجارية والضغط للمحافظة على الثروات الطبيعية والبيئية والسياحية الموجودة بالشعانبي ووضع برنامج متكامل لمكافحة الارهاب وتسليط الاضواء على اسبابه الحقيقية والدوافع التي تؤدي للوقوع في براثنه والسعي الى معالجتها بمقاربة شاملة امنيا واجتماعيا واقتصاديا. الباشا