التونسية أتابع منذ فترة وتحديدا منذ التحاق نجمي كرة القدم الجزائرية عبد المؤمن جابو ويوسف البلايلي بالبطولة التونسية ما تحبره بعض الأقلام الجزائرية الوفية للملاعب التونسية ورغم انّ العناوين كثيرا ما كانت مجانبة للحقيقة والصواب خاصة في ما يتعلّق برقم المعاملات و كواليس الصفقات التي تبرم هنا و هناك فانّ ما يحسب للجزائريين وأعني بطبيعة الحال روّاد القلم هناك في الجزائر هو سرعة البديهة وحرصهم على تعقّب آثار الخبر من مصدره إلى عنوانه ممّا يدفعهم في بعض الأحيان إلى صناعته ومن ثمّ تقديسه وكأنّ شيئا لم يكن... تلك هي النواميس والأعراف ولا حرج في ذلك لكن ما جرّنا للخوض في هذا الموضوع و في هذا التوقيت بالذات هو ما أحدثته تصريحات مهاجم الترجي التونسي يوسف البلايلي من ردود فعل واسعة بعد ادعائه ان نبيل معلول طلب تجنيسه كي يتقمّص زيّ المنتخب التونسي ... ادعاءات أثارت حفيظة بعض الأشقاء الجزائريين تماما كما هو الحال لدى بعض التونسيين خاصة ان الأمر فاجأ الجميع بمن فيهم والد البلايلي نفسه... الضجّة الاعلامية المفتعلة نشبت في الجزائر لعدّة اعتبارات فالبلايلي فنّد في مرحلة أولى هذه الادعاءات بعد ان شعر بأنّ رجّاتها كانت عكسية ولم تخدم مصلحته الشخصية وهو الطامح الى لفت نظر المدرّب البوسني حليلوزيتش و إجباره على تغيير معادلاته بضمّه إلى منتخب محاربي الصحراء قبل هروبه الى الحضن التونسي لكن هذا لم يحصل بما أنّ الإعلاميين الجزائريين تهافتوا على تشريح الخبر وتفكيك محتوياته من خلال التشكيك أوّلا في مصداقية الصحفي صاحب الخبر الذي هو بالمناسبة صديق شخصي واسمه «نجم الدين سيدي عثمان» ومن ثمّة المرور إلى مرحلة التعليق الحرّ استنادا إلى عودة «شاهد العقل» الى البلايلي الذي نفى جملة وتفصيلا مزاعم صحفي جريدة «الهدّاف» وأكّد ان العنوان كان مفتعلا وان معلول لم يطلب تجنيسه كما انّه لن يغيّر قميص الجزائر حتى لو اكتفى طيلة مسيرته الرياضية بالعدو على حافة الميدان... من جانبنا تحدّثنا الى البلايلي وكذلك إلى الطاقم الفنيّ للمنتخب التونسي وما يمكن التأكيد عليه بخصوص هذا الموضوع هو انّ يوسف البلايلي حاول صنع فرقعة إعلامية لصالحه على أمل النفاذ خلسة الى تربّص الخضر والتجأ متعمّدا إلى ورقة المنتخب التونسي لاثارة كبرياء الجزائريين متناسيا ان المنتخب التونسي ليس عجلة احتياطية أوّلا ومتجاهلا ثانيا ان معلول يلفظه منذ كان مدرّبا في الترجي لذلك لم تنطل حيلته سوى على جليسه الذي هرول باتجاه السبق وهذا من حقّه... المنتخب التونسي ليس في حاجة إلى أقدام البلايلي لكتابة حروف تاريخه ودرس يوسف المساكني في ال«كان» الأخيرة مازال في البال كما أنّ من شكر وذمّ فقد كذب مرّتين و البلايلي خادع الجميع بمن فيهم ذويه وراقص الأقلام الجزائرية كما اشتهى وأراد مرّة بالنفي ومرارا بالتأكيد ما دفع والده إلى الدخول على سير الأحداث وانتهاج أسلوب المناورة لامتصاص الضغط على ابنه و إبعاد شبهة الادعاء الكاذب عنه من خلال التعلّل بحجم الضغوطات الكبيرة التي كانت مسلطة عليه والتي دفعته إلى تكذيب خبر محاولة تجنيسه وكأنّ السعي الى تجنيسه ثابت فعلا... كان على البلايلي أن يعي جيّدا أنّ طريق المنتخب مازالت طويلة أمامه وان هذا الشرف يتطلب تضحيات كبيرة تقدّم فقط على الميدان وما عدى ذلك لن يجدي نفعا...هو نسي أو تناسى أنّ تونسوالجزائر امتداد لجسد واحد وما يحبر هناك يسيل هنا والعكس صحيح لذلك لم تنطل الحيلة هذه المرّة وبان بالكاشف أنّ نجم الترجي مخادع ماهر تماما كمراوغاته الساحرة...