هو أصيل صفاقس ومن مواليدها في أفريل 1962، وفي معهد 9 أفريل تحصل على الباكالوريا ليواصل دراسته الجامعية بكلية الآداب بمنوبة في اختصاص الفلسفة قبل أن يغادر إلى المغرب باقتراح من العجمي الوريمي، ليواصل دراسته في المدرسة الوطنية للإدارة العمومية بالرباط وفي جامعة فاس حيث تحصل على شهادة الماجستير في الفلسفة. انخرط رضا إدريس مبكرا في النشاط الفكري الإسلامي وكان يعدّ من قيادات النشاط التلمذي لحركة الاتجاه الإسلامي، وانضم فعليا إلى الحركة سنة 1980 أشهرا قليلة قبل حادثة الانكشاف. شغل رضا إدريس أيام كان طالبا عضوية المكتب المسؤول عن النشاط الطلابي الإسلامي حين كان نور الدين البحيري(الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة حاليا) القائد الأول للفصيل الطلابي الإسلامي، ومن بين أبناء جيله الصحبي عتيق(رئيس كتلة حركة النهضة في المجلس التأسيسي) والعجمي الوريمي وعبد الحميد الجلاصي(نائب رئيس الحركة ومنسقها العام) وعبد الكريم الهاروني(وزير النقل) ثم عبد اللطيف المكي (وزير الصحة) والهاشمي الحامدي(مؤسس تيار المحبة) وجمال الطاهر(مستشار لرئيس الحكومة المؤقتة) وقد كان ضيفنا رضا إدريس ممثل الجناح الطلابي في مجلس شورى حركة النهضة(1984-1985) تولى رضا إدريس رئاسة المكتب السياسي ل «النهضة» في المهجر ورئاسة مجلس الشورى كما تولى خطة نائب رئيس الحركة(راشد الغنوشي)، ولكنه مع ذلك ظل بعيدا عن الواجهة الإعلامية منذ ارتقاء الحركة إلى سدة الحكم في 23 أكتوبر 2011... يقيم رضا إدريس بباريس حيث يعمل باعثا عقاريا فضلا عن نشاطه في جمعية «المبادرة والتغيير»(تهتم بالحوار الثقافي مع غير المسلمين) وهي جمعية عضو في المجلس الاجتماعي والاقتصادي بالأمم المتحدة. «التونسية» حاورته وفي ما يلي التفاصيل... k أعلن أحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب الجمهوري انه تقدم بمبادرة في ثلاث نقاط لرئيس حركة النهضة وأنه ينتظر ردكم عليها فهل نظر مجلس الشورى في هذه المبادرة وخاصة مسألة التحديد الزمني للمفاوضات؟ مجلس الشورى حدد إطارا سياسيا للقيادة التنفيذية للحركة وللفريق السياسي المفاوض فمجلس الشورى لصعوبة التئامه بكامل أعضائه المائة وخمسين في ظل تواتر الأحداث وتسارعها فوّض صلاحياته لعشرين عضوا تم انتخابهم زائد رئيس مجلس الشورى . k هل أنت من بين العشرين المنتخبين؟ نعم، أنا من بينهم k هل كان لديكم إطلاع مسبق على تصريحات راشد الغنوشي لقناة «نسمة» قبل أيام؟ لم نكن على إطلاع مسبق على كلّ ما ذكره الأستاذ راشد في حواره بقناة نسمة ولكن نعتبر أن ما عبر عنه في الإجمال هو التوجه العام الذي يحكم موقف مؤسسة مجلس الشورى في هذه المرحلة. k عبّر رئيس الحكومة عن مواقف تختلف عن الغنوشي( النقطة المتصلة بتاريخ حل الحكومة) وكذلك عبد اللطيف المكي والحبيب اللوز(خاصة في ما تعلق بقانون تحصين الثورة)؟ من الطبيعي لرئيس الحكومة أن تكون له مقاربته الخاصة، رئيس الحكومة ليس ملزما باتباع قرارات رئيس الحزب ولو كان هذا الحزب أغلبيا. k هناك من يرى أن علي العريض شق عصا الطاعة في وجه رئيس حزبه؟ لا أعتقد ذلك لأننا مازلنا في مرحلة الاقتراح. k هل هو تقاسم للأدوار؟ لا أعتقد ذلك والحقيقة أني لم أر تناقضا جوهريا بين ما عبر عنه الأستاذ راشد الغنوشي والسيد رئيس الحكومة. *وتحدي عبد اللطيف المكي المتصل بتمرير قانون تحصين الثورة خلافا لموقف الغنوشي؟ الأستاذ راشد رأى أن المنعطف الذي تمر به البلاد لا يحتاج إلى مزيد توتير الأجواء وإثارة قضايا خلافية في هذه المرحلة، وبالتالي هو يعتقد أن هذا القانون ليس في وقته وقد يطرح لاحقا *ما موقفك أنت من قانون تحصين الثورة؟ أنا أشاطر رأي الأستاذ راشد الغنوشي *و21 عضوا المفوض إليهم اتخاذ القرار بإسم مجلس الشورى. ما موقفهم؟ اظن بأن التقدير العام في الحركة يعتبران هذا القانون قد تجاوزته التطورات الخطيرة التي تمر بها البلاد الآن. k وعبد اللطيف المكي(صرّح :لن يمرّ قانون تحصين الثورة) هل هو عضو من بين 21؟ نعم k هل نظرتم في مبادرة أحمد نجيب الشابي؟ سننظر فيها اليوم(أجري الحوار يوم الأربعاء) مثل مبادرات أخرى مطروحة على الساحة (التحالف الديمقراطي، مصطفى بن جعفر، الاتحاد العام التونسي للشغل...) k هذه مبادرات مرّ عليها زمن، نجيب الشابي اقترح عليكم تشكيل حكومة تترأسها شخصية وطنية ويبدو أنكم لم توافقوا على مسألة ضبط المشاورات بأسبوع يجدد مرة واحدة؟ الأستاذ نجيب الشابي صديق وهو شخصية وطنية محترمة ونحن سندرس تفاصيل مبادرته لأننا متفقون على روحها ، تحفظنا على نقطتين، نحن نعتبر أن استقالة الحكومة الحالية تكون عند استكمال المسار التأسيسي(استكمال الدستور، تشكيل الهيئة الانتخابية وإعداد القانون الإنتخابي) k هي مهلة إضافية لمزيد التمكن من مفاصل الدولة كما يرى خصومكم؟ هذا كلام غير دقيق لأن المرحلة التأسيسية هي جوهر المرحلة الانتقالية k تعييناتكم في كل مفاصل الدولة لا تنتهي؟ غير صحيح والسيد علي العريض أعطى مثالا يتعلق بحضور وزراء «النهضة» في الحكومة، وتبين أن حضورها لا يتجاوز 26 بالمائة على مستوى الوزراء والعشرة بالمائة على مستوى كتاب الدولة (كاتب دولة وحيد هو حسين الجزيري) . k الولاة والمعتمدون والعمد جلهم موالون لكم؟ إن كان السؤال يتعلق بالتعيينات السياسية فهذا أمر مفهوم وطبيعي أن تعين الترويكا قريبين منها يتبنون رؤيتها السياسية . k حتى تعيينات الإدارة حولها لغط كبير؟ في الإدارة غير صحيح وفيه مبالغة ، المعيار هو قانون الإدارة من جهة والكفاءة كما أن هناك آليات داخل الترويكا لضبط التعيينات k "التكتل» شريككم في الحكم عبّر عن إستيائه من بعض التعيينات دون تشاور مسبق؟ قد يكون في الممارسة بعض الأخطاء، وفي بعض القرارات بعض الخلل وهذا يعالج بالحوار داخل الهيئة العليا للترويكا. k ما صحة ما يتردد من أخبار حول صحة راشد الغنوشي؟ صحته جيدة بعد أن مرّ قبل فترة بصعوبة صحية، أجرى عملية عادية جدا وقد تعافى والحمد لله. k هل مازالت صحته تسمح له بقيادة حركة النهضة؟ أكيد الرجل في كامل صحته وعافيته وهو يتحمل مسؤوليته. k ما حقيقة ما يتردد من بوادر انقلاب على الغنوشي داخل حركته؟ هذا كلام لا أساس له من الصحة وينبغي أن نميز بين أمرين، بين القول أن القرار في هذه الحركة يقوم على المؤسسات او هكذا نجتهد أي أن القرارات تتخذ بالتشاور ولا يوجد تفرد بالأمر، وبين تأويل هذه الممارسة الديمقراطية واختلاف المقاربات داخل الحركة على أنها انقلاب. k كيف ذلك و«النهضة» يمنع فيها الترشح لأي منصب بحجة أنكم لا تزكون أنفسكم؟ هذا تشخيص غير دقيق، نحن كثقافة وتربية داخل الحركة، الفرد لا يقدم نفسه ولكن كآليات عمل من حق الفرد ومن حق غيره أن يرشحه ولا يوجد مانع ديني ولا قانوني ولكن من الناحية المزاجية والتربوية لنا ميل لعدم الترشح لأي منصب ونترك إخواننا يرشحون أفضلنا. k ما طبيعة علاقتك براشد الغنوشي؟ علاقتي بالأستاذ طيبة، هو أستاذنا ونحن انتمينا إلى الحركة الإسلامية فكريا قبل أن ننتمي إليها تنظيميا والأستاذ راشد أسهم في المقاربات الفكرية التي تأثرنا بها في شبابنا والمراحل الأولى من تكويننا الفكري، كما اشتغلت بشكل مباشر معه كنائب لرئيس الحركة في المهجر لخمس سنوات كما توليت رئاسة مجلس الشورى لعشر سنوات كما كنت رئيسا للمكتب السياسي لسنوات طويلة في المهجر. k لك كل هذا الرصيد ولم تترشح في انتخابات 23 أكتوبر عن دائرة فرنسا(رئيس القائمة عامر العريض)؟ أولا، اختيار المترشحين لقائمات 23 أكتوبر 2011 تم عن طريق الانتخاب القاعدي في مناطق الحركة في الداخل والخارج، ثانيا وجود الشخص في موقع دون آخر ليس محددا لمدى قربه من قيادة الحركة أو بعده عنها كما الشأن بالنسبة إلى من هو داخل الوطن وخارجه. k هل صحيح أنه كان مطروحا عليك رئاسة حركة «النهضة» في مؤتمر 2007؟ لا أبدا لم يدر بخلدي ذلك، صحيح أن المؤتمر بعد أن عبر الأستاذ الغنوشي عن رغبته في التخلي عن رئاسة الحركة انتخب أربعة مترشحين لرئاسة الحركة ولكننا جميعا رفضنا تحمل المسؤولية لأن قيادة فعلية تشكلت في الداخل بقيادة الأستاذ حمادي الجبالي في تلك الفترة ولم نكن نرغب في تشتيت القيادة بين الأستاذ راشد باعتباره قيادة تاريخية وبين القيادة في الداخل التي تحملت مسؤوليتها في تلك الظروف العصيبة وكنا جميعا نشجع على أن يتحول القرار إلى هذه القيادة في الداخل وقيادة جديدة في المهجر. k أليس في تخليكم تلاعبا بإرادة الناخبين الذين اختاروكم لقيادة الحركة؟ الأستاذ راشد أراد أن يعطي فرصة لغيره لترؤس الحركة ولذلك سحب ترشحه، والأربعة الذين رشحوا امتنعوا عن قبول المنصب وكان الأمر واضحا أن أبناء الحركة عادوا لإقناع الأستاذ راشد لاستكمال تلك المرحلة المؤقتة التي كنا نعتقد أنها ستكون قصيرة جدا. k في تلك السنوات كنتم بصدد التفاوض مع بن علي وقبل بعضكم الحلول الفردية؟ لم يكن الموضوع مطروحا في تلك الفترة والذين قبلوا بالحلول الفردية هم الذين أخذوا مسافة عن التنظيم منذ مطلع التسعينات. k عامر العريض تفاوض مع نظام بن علي وأثمرت المفاوضات الإفراج عن شقيقه علي العريض؟ طبعا الحركة كمسؤولية سياسية لم تكن ممتنعة عن أي حل سياسي للبلاد عبر الحوار مع السلطة، نحن كنا دائما طلاب حوار على أرضية سياسية. أما الحلول الفردية فلم تقرها مؤسسات الحركة وإن كان للفرد الحق في أن يتخذ ما يشاء من خيارات في حياته ، على مستوى الحركة كنا نطالب بإصلاحات على مستوى البلاد ككل k كيف هي علاقتك اليوم بحمادي الجبالي أمين عام حركة «النهضة»؟ علاقة جيدة، مازلت مقيما بالخارج وكلما توفرت الفرصة للتلاقي نلتقي. k لماذا هو غائب عن واجهة المشاورات السياسية ؟ هو يسهم بمقترحاته وأفكاره داخل مؤسسات الحركة. k هو الرجل الثاني في الحركة ويكتفي بالإسهام كغيره؟ انا اعتبر ان السيد حمادي الجبالي مدعوّ إلى دور أكثر فاعلية نظرا إلى مكانته داخل الحركة ورصيده النضالي صلبها سنوات الجمر. k وعبد الفتاح مورو أين هو، لا يسمع له صوت؟ اعتقد ان هذه المرحلة تقتضي دورا مهما لمثل هذا الرجل لعلاقاته بالطبقة السياسية وقدرته التواصلية. k هل هو من بين مجموعة ال 21؟ هو لم يكن حاضرا عند انتخابهم، كان مسافرا وعدم وجوده بيننا لا يحول دون قيامه بدور مركزي. k بعض تدخلاته في مجلس الشورى قوبلت باستهجان بعض الأعضاء؟ لم أتغيب عن أية دورة لمجلس الشورى ولم ألحظ أن تدخلاته قوبلت بهكذا رد، ولكن مواقفه احيانا تحظى بالأغلبية واحيانا اخرى لا تحظى بالأغلبية وهذا طبيعي في الممارسة الديمقراطية k هل هناك موقف موحد في «النهضة» من الأزمة السياسية التي تمر بها تونس؟ اعتقد ان الموقف واضح ، نحن نقر أولا بوجود ازمة، نحن من جانبنا نتحمل مسؤوليتنا ونقرّ بأن لنا قدرا من المسؤولية في تأزم الوضع السياسي، الخروج من الأزمة يكون بقبول مبدإ الحوار بشكل معمق دون إقصاء ودون شروط مسبقة. k تدعون للحوار وكنتم تغيبتم سابقا عن حوار اتحاد الشغل؟ كان ذلك لأسباب فنية، نحن الآن ننظر إلى المستقبل ولا جدوى من العودة إلى الماضي الغياب عن هذا اللقاء كان موقفا سياسيا أفرزته ظروف اللحظة ولم يكن بسبب موقف مبدئي نحن لا نرفض الحوار مع أي طرف وطني هذا مبدأ وفضيلة ولا نستثني من الحوار أي طرف k الحوار في المطلق دون حد زمني؟ لا، عبّرنا عن رؤيتنا التي تتمثل في أن المجلس التأسيسي هو المرجعية التي ينبغي أن يتمسك بها التونسيون حتى استكمال دوره الأصيل في صياغة الدستور وتشكيل هيئة الانتخابات وإقرار قانون انتخابي وفق رزنامة مضبوطة، أما الحكومة فتطرح داخل الحوار الوطني وكل السيناريوهات ممكنة ولا يوجد فيتو مسبق إلا ضمان استكمال المرحلة التأسيسية. k هل يمكن حل الحكومة قبل استكمال الدستور؟ نعتبر انه من الخطر على تونس حل الحكومة قبل التوافق على المكونات التأسيسية كلها k وموعد الانتخابات؟ نتفق عليه في الحوار ونحن نأمل ان يكون ذلك سريعا . k هل كنتم في مجلس الشورى على علم بإعلان رئيس الحكومة تصنيف «أنصار الشريعة» تنظيما إرهابيا؟ لا... لم نكن نعلم بالقرار بشكل مسبق. k ما موقفكم من القرار؟ هو قرار حكومي نحترمه، لا شك انه قائم على معطيات دقيقة وتقدير للمصلحة العليا للبلاد وانا شخصيا اعتبر أنه من باب المسؤولية ان تسمي الحكومة الأشياء بمسمياتها بكل وضوح ودون تردد . k عندما انضممت إلى الإتجاه الإسلامي(النهضة حاليا) لمن أدّيت البيعة؟ (يفكر قليلا) لا أذكر. k أعرف أن سؤال البيعة يزعج بعض النهضويين؟ لا أبدا ما يقلقنيش. k هل مازال نظام البيعة قائما في حركة «النهضة»؟ لا، مصطلح البيعة قد يحدث التباسا ولكن المقصود به، قسم شرف يؤديه العضو يعبر من خلاله عن التزامه بالنظام الأساسي للحزب وإيمانه بخياراته الكبرى ويؤكد القسم حقوق المنخرط وواجباته. k وكأن الحزب تنظيم سري؟ وهو كذلك لأن الحركة كان محكوما عليها أن تنشط في السرية، صحيح أن شؤونها الداخلية ومؤسساتها سرية بحكم المخاطر الأمنية لكنّ أنشطتنا واقعيا كانت علنية سياسيا وإعلاميا. k هناك من يرى أن كثيرين في «النهضة» من القواعد والقيادات لم يتأقلموا بعد مع علنية الحركة ومازالت عقلية العمل السري تتحكم فيهم ويفضلون العمل «تحت الأرض»؟ لا لست معك ولكن الانتقال على مستوى الوعي والتأقلم مع الأوضاع الجديدة لم يتم بالشكل المطلوب والمسألة تتعلق بالوعي بأننا لم نعد في المعارضة بل حزبا شريكا في السلطة ولا يتعلق الأمر بتاتا بالخلط بين السرية والعلنية. ولكن الانتقال مطلوب في مستوى العقلية والتعامل مع الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني وحتى في العلاقات الخارجية وفي مستوى آليات التحليل السياسي، فعقلية المناضل المعارض مازالت موجودة ربما نحتاج شيئا من الوقت حتى يكتمل الانتقال في الوعي لدى كوادرنا وقواعدنا من عقل السياسي المناضل المعارض إلى عقل السياسي المسؤول في الدولة. k ألم تكن حاضرا عند تأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة؟ بلى ، كنت حاضرا ومساهما في بعث الإتحاد ولكني لم أترشح لأي موقع . أنا غادرت تونس في أكتوبر 1985 والإتحاد تأسس في مارس من العام نفسه. k هل صحيح أن تأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة كان بتزكية من السلطة آنذاك(الوزير الأول محمد مزالي)؟ أنا كنت من الفريق الذي ساهم في إعداد لوائح الإتحاد وقانونه الأساسي وشاركت في الحوارات الوطنية بين مختلف الفصائل الطلابية ومع بعض الأحزاب السياسية للوصول إلى وفاق طلابي وطني حول شكل المنظمة الطلابية، في حدود معلوماتي لم تكن هناك تزكية لهذه المنظمة من السلطة آنذاك ولكن لم تكن هناك سياسة قمع لضرب هذه الإرادة القوية من الطلبة k الهدف من بعث الإتحاد العام التونسي للطلبة كان ضرب الإتحاد العام لطلبة تونس الذي كان ينشط ضمن هياكل مؤقتة منذ مؤتمر قربة 1971؟ الإتحاد العام لطلبة تونس لم يكن موجودا على أرض الواقع بهذه التسمية وبهذا الشكل، كان هناك خلاف داخل العائلة اليسارية في ما يتعلق بالمؤتمر، بين من يقول باستمرار الهياكل النقابية المؤقتة وتعزيزها وبين من يدعو لمؤتمر 18خارق للعادة. وكانت هذه الفصائل تختلف على حساب قيام إطار طلابي شامل وعام فجاءت الفكرة من قبل الطلبة الإسلاميين في ذلك الوقت لتأسيس منظمة طلابية جديدة ولكن من المهم التأكيد أن جيلنا إقترح فكرة وسطية فكنا ندعو لمؤتمر عام شامل يفرز قيادة بطريقة ديمقراطية ويقرر المؤتمر هل المنظمة تكون جديدة أو هي استمرارا للمنظمة القديمة وقد كان المقترح من مناضل طلابي يساري يدعى «رضا لينين» كان مناضلا لامعا جدا في كلية الحقوق وكان ينشط ضمن التيار الوطني الديمقراطي(الوطد) ونحن كطلبة إسلاميين تبنينا هذا المقترح لأننا رأينا فيه مخرجا لأزمة الإتحاد واليوم أعتقد أن موقف تأسيس منظمة طلابية جديدة كان موقفا شبابيا ولم يكن على قدر من الدراسة. k لو عاد بك الزمن لرفضت تأسيس إتحاد طلابي إسلامي؟ أنا أقول لو وجدنا في رفاقنا من التيارات اليسارية في ذلك الوقت الاستعداد الأدنى لتكون المنظمة الطلابية القائمة عامة وشاملة لمختلف الطلبة لما لجأنا كإسلاميين لبعث منظمة طلابية جديدة موازية k اليوم تتهم «النهضة» بمساندة منظمة نقابية جديدة(المنظمة التونسية للشغل) لضرب الإتحاد العام التونسي للشغل؟ لا، قرار بعث هذه المنظمة لم يصدر عن الحركة، تأكدوا من ذلك kمؤسسو هذه المنظمة لا يخفون تعاطفهم مع «النهضة»؟ قد يكون لبعض مؤسسي هذه المنظمة تعاطف مع الحركة الإسلامية ولكن ذلك لا يعني بالمرة أن «النهضة» تقف وراء هذه المنظمة، بالعكس أعتقد أن الحركة في مؤسساتها ليست مع بعث منظمات شغيلة جديدة اعتقادنا أن الاتحاد العام التونسي للشغل هو المظلة الوارفة التي ينبغي أن تأوي كل النقابيين. k كيف تختم حوارنا؟ أدعو كل الفرقاء السياسيين إلى الحوار الجاد العميق تغليبا لمصلحة البلاد، والبحث عن النقطة الوسط التي على أساسها سنعبر إلى مرحلة البناء الديمقراطي، نحن نوشك على بلوغ لحظة ديمقراطية حقيقية تعطي نموذجا للعالم العربي والإسلامي. نوشك أن نبلغ هذه اللحظة فعلينا ألا نضيعها بأيدينا، لنا فرص كثيرة للنجاح وأنا متفائل ...