(تونس) أكد الكاتب والصحفي محمد حسنين هيكل أن الضربة العسكرية الأمريكية الغربية الواردة لسوريا لن تكون محدودة ولن تكون واسعة بل هي حرب تبدأ بصاروخ وتنتهي بما لا يقل عن تغير الشرق الأوسط إن لم يكن النظام العالمي. وقال هيكل في مقال نشره أمس موقع «العربي الناصري الإخباري» بعنوان «سيناريو الحرب على سوريا وأهدافها»: « إن الكل يتوقع ضربة أمريكية غربية لسوريا والكل في انتظار الوقت المعلوم والجميع يعرف أن سوريا أضحت هدفا أمام العدوان الأمريكي الغربي المتجدد على المنطقة بعد أفغانستان طالبان وعراق صدام حسين واليوم سوريا المقاومة والممانعة ولا يفهم من الكلام أن إفغانستان كانت تختصر بطالبان ولا العراق بصدام لكن القوة التي كانت هدفا معلنا للعدوان كانت طالبان وكذلك صدام أما سوريا اليوم فهي سوريا المحور سوريا المقاومة وقلب التحالف الكبير ضد قوى الشر. وأضاف هيكل إن للعدوان هدفا معلنا يمنع نظر المتبصرين عن الالتفات الى الاهداف الحقيقية وحتما لا يمكن لعاقل أن يقول إن الحمية الأمريكية التي كانت سببا في قتل مئات الآلاف إن لم يكن أكثر من البشر على مدى سنوات ثارت ثائرتها اليوم بسبب هجوم كيميائي زعمت أن الحكومة في سوريا تسببت به وهي التي كانت تحطم التواجد القوي للحركات التكفيرية والمجموعات المسلحة الإرهابية المسيرة من أمريكا ومحورها الشيطاني وهي التي كادت تضعضع وتدمر هذه المجموعات التي لجأت الى استخدام الكيميائي فرمت به ناحية الجيش السوري الذي كان قد توغل داخل الاحياء التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين لذلك وقع هذا العدد الكبير من المدنيين وتوقف التقدم الكبير للجيش. ولفت هيكل إلى الدور الكبير الذي لعبته قوة المقاومة في تغيير مجريات الامور ليس فقط في معركة «القصير» وانما ما حصل من قبل ومن بعد معارك كبرى غيرت موازين القوى بشكل كبير منها الصمود الاسطوري بمطار منغ الى المحافظة على احياء ومناطق مهمة في حلب وصولا الى دورها في معارك ريف اللاذقية وصولا إلى أهم من كل ذلك معركة درع العاصمة التي تؤدي إلى استعادة كامل المناطق المحيطة بالعاصمة في الغوطتين الشرقية والغربية بما لا يترك وجودا استراتيجيا للمجموعات الارهابية المسلحة إلا في حلب وبعض المناطق الاخرى في حين تكون العاصمة قلب الوطن وعماده في مأمن. وقال هيكل.. الأعجب من ذلك أن عملية ضخمة كتلك العملية وتعتبر اهم من عملية «القصير» تمت بسرية كاملة قبل التنفيذ ولم تأخذ الحيز الاعلامي الذي اخذته «القصير» وكان ذلك سبب نجاح وتقدم الجيش السوري ومباغتته للمسلحين فكان لا بد من اللجوء إلى السيناريو الذي شاهدناه .. قصف كيميائي ضحيته الاطفال والنساء والمتهم حكومة بموضع قوة لا تحيجه الى استخدام أسلوب مماثل. ولفت هيكل إلى السعي لتدمير قوة «حزب الله» وقوى الممانعة التي توحدت اليوم كي لا يبقى لسوريا سند مشيرا الى انه لا يستبعد إذا امتدت الحرب أن تطال لبنان وإيران والعراق وكل الشرق الاوسط وربما بعد ذلك حرب عالمية ضروس. واعتبر هيكل أن إسرائيل اليوم مهددة وأنه لا يزال يتم اكتشاف النفط بكميات كبيرة في المنطقة ولاسيما في المناطق البحرية المقابلة لفلسطين ولبنان وصولا إلى اللاذقية وقال .. إنها أمور بحسب العقلية الرأسمالية تستدعي وصول المدمرات والبوارج وحاملات الطائرات والغواصات لتعج في البحر المتوسط ولتنطلق شرارة الحرب الكبرى التي بدأت بفتنة الشام والتي لن تنتهي ولا يمكن ان تنتهي الا بحرب كبرى مدمرة ستدفع البشرية ثمنا باهظا لها. وأضاف: إن حتمية الحرب محسومة لا محالة.. نعم التوقيت غير معلوم وهو امر طبيعي.. فمحور المقاومة لا يمكن ان يتبلغ تهديدا كالذي ابلغه بوش الابن لصدام حسين قبل يومين من العدوان على العراق إذ أن محور المقاومة القوي والقوي جدا يتطلب المباغتة والخدعة والتجييش وغزارة النيران. وحذر هيكل من ان الحرب ستبدأ بشكل مباغت وان ما يقوله أوباما عن مواعيد افتراضية أو انتظار رأي الكونغرس او الرأي العام الأمريكي هو خدعة وتمويه عن تحديد تاريخ الضربة لان القوات المعتدية بحاجة الى الوقت ليس من اجل تغيير الرأي العام الذي لا وزن له في معادلة مماثلة وانما لاجل تمركز القوات بشكل صحيح وعندها تبدأ ساعة الصفر ويبدأ الهجوم.