أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ "أميركا ستصطدم بما اصطدمت به في كل حروبها من فيتنام حتى الآن بالفشل" في معرض تعليقه على احتمالات توجيه واشنطن لضربة عسكرية للنظام، بعد أن استخدم الأخير، السلاح الكيمياوي في قصف الغوطتين، بريف دمشق، مشيرا إلى أن "الاتهامات باستخدام السلاح الكيمياوي، هي اتهامات مسيسة بالمطلق، وتأتي على خلفية التقدم الذي حققه جيشه في مواجهة الإرهابيين". وأوضح الأسد، في حوار مع صحيفة روسية، ونشرت وكالة الأنباء الرسمية سانا النص كاملا، اليوم، أن "الدول العظمى قادرة على شن الحروب"، متسائلا عن "قدرتها على الانتصار؟". وأضاف الأسد "إذا كان هناك من يحلم بأن سوريا ستكون دمية غربية، فهذا حلم لن يتحقق. نحن دولة مستقلة، سنحارب الإرهاب، وسنبني علاقاتنا مع الدول التي نريد بكل حرية وبما يحقق مصالح الشعب السوري". واعتبر الأسد أنه بإمكان الدول الغربية "بدء أي حرب، لكن لا يمكن أن يعرفوا إلى أين ستمتد، أو كيف لها أن تنتهي، وبالتالي وصلت لقناعة أن كل السيناريوهات التي وضعوها خرجت عن سيطرتهم في النهاية". وتترقب الأوساط الدولية نتائج الاتصالات الدبلوماسية بين الدول الغربية الكبرى، وهي أميركا وفرنسا وبريطانيا، حيث أعلنت هذه الدول تقاطع المعلومات عن استخدام النظام للسلاح الكيماوي ضد المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي، لتهدد بتوجيه ضربة عسكرية للنظام. وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن أعداد القتلى جراء استخدام النظام السوري تجاوزت 1700 شخص، فيما أصيب نحو 10 آلاف آخرين. وأضاف الأسد "هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها الخيار العسكري ضد سوريا، فمنذ البدايات سعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومعها فرنسا وبريطانيا إلى التدخل العسكري، ولسوء حظهم سارت الأمور باتجاه آخر، وجاء التوازن في مجلس الأمن في عكس مصلحتهم، وحاولوا كثيراً مساومة روسيا والصين على موقفهما ولم يتمكنوا من ذلك". وذهب الأسد إلى أن ما حدث في دول أخرى تبين فشل هذه الدول، حيث قال "نقطة لم تكن في مصلحتهم على الإطلاق، هي الحصاد المر والنتائج السلبية لما جرى في ليبيا ومصر، كل ذلك جعلهم غير قادرين على إقناع شعوبهم والعالم، أن ما قاموا به هناك كان سياسة حكيمة وناجعة، ما ظهر أيضاً هو أن الوضع في ليبيا يختلف عن مصر ويختلف عن تونس، وسوريا تختلف عن كل تلك الدول، ولم يعد من المقنع تطبيق السيناريو نفسه في كل الدول". وحول استخدام السلاح الكيمياوي في الغوطتين بريف دمشق، لفت الأسد إلى أن "المنطقة التي يتحدثون عنها الآن، بأنها تحت سيطرة المسلحين، وبأن الجيش النظامي استعمل فيها سلاحاً كيماوياً، هي منطقة تماس وتداخل بين الطرفين، فكيف يمكن لأي دولة أن تضرب مكاناً بسلاح كيمياوي، أو بأي سلاح دمار شامل في منطقة تقع على تماس، هذا يخالف العقل والمنطق، لذلك فإن هذه الاتهامات مسيسة بالمطلق، وتأتي على خلفية التقدم الذي حققه الجيش في مواجهة الإرهابيين". أما بالنسبة للجنة التحقيق الدولية فاعتبر الأسد أن "أول من طالب بلجنة تحقيق هو النظام نفسه، عندما قام الإرهابيون بإطلاق صاروخ فيه غازات سامة على ريف حلب شمال سوريا خلال الأسابيع الماضية". ومن المقرر أن تدخل لجنة تقصي الحقائق الأممية الدولية اليوم إلى الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد اتفاق توصلت إليها مع النظام السوري أمس. وكشف الاتئلاف السوري قبل يومين أن النظام أقدم على ضرب الغوطتين بريف دمشق، من اللواء 155 في منطقة القلمون شمال غرب دمشق، ومن مناطق أخرى، عقب استهداف موكب الرئيس الأسد في 8 أوت الماضي. وعن مهمة مؤتمر جنيف2، أفاد الأسد أنه "يدعم المسار والحل السياسي في سوريا، لكن لا يمكن البدء بالمسار السياسي قبل وقف دعم الإرهاب من الخارج، إذاً ما نتوقعه من جنيف هو أن يبدأ بممارسة الضغط على الدول التي تدعم الإرهاب في سوريا، من خلال وقف تهريب السلاح، ووقف إرسال الإرهابيين الأجانب، وعندما تتم هذه الخطوة، يصبح من السهل العمل على الخطوات السياسية". واتهم الأسد إسرائيل بالتعاون مع المسلحين، وتابع قائلا "إن من يقول عن التعاون بين إسرائيل والإرهابيين، هي إسرائيل نفسها وليس نحن، حيث أعلنت إسرائيل أكثر من مرة أنها تعالج العشرات من الإرهابيين، وإن كانت هذه المجموعات تكره إسرائيل، لماذا وعبر تاريخها حاربت هذه المجموعات الإرهابية ذات الفكر المتطرف، الاتحاد السوفييتي، وهي تحارب مصر وسوريا، بينما لم تقم على الإطلاق بعملية واحدة ضد إسرائيل،عبر ثلاثة عقود". وتساءل الأسد "من أوجد هذه المجموعات الإرهابية؟ هؤلاء الإرهابيون تم تجنيدهم ودعمهم من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب عموماً، بتمويل سعودي في بداية الثمانينيات، من أجل محاربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، فكيف يمكن لهذه المجموعات التي شكلها الغرب وأميركا أن تضرب إسرائيل". وأوصح الأسد أيضا "أن الإرهاب ليس ورقة رابحة تضعها في جيبك تخرجها متى وأينما تريد، وتعيدها مرة أخرى، الإرهاب كالعقرب، يلدغك في أي لحظة، وبالتالي لا يمكن لك أن تكون مع الإرهاب في سوريا وضده في مالي".