التونسية (القصرين) مرة اخرى يتأكد ان حراس الغابات بجبال القصرين هم جهاز الانذار المبكر لرصد الارهابيين والابلاغ عن تحركاتهم وانهم «عيون لا تنام» في مرتفعات الشعانبي وسمّامة وهم معرضون بحكم مهامهم الى الاحتكاك قبل غيرهم بالمسلحين المتحصنين هناك. وما حصل لأربعة منهم اول امس دليل آخر على قيمة هؤلاء في الحرب الجارية على الارهاب. وحسب تسريبات اولية بدأت في الانتشار منذ مساء أول أمس وأكدتها لنا في ما بعد مصادر امنية تعرض 4 حراس غابات يعملون بجبل سمّامة الى « الاختطاف» والاحتجاز من طرف مجموعة مسلحة لم يحدد عدد عناصرها بكامل الدقة لمدة قاربت 8 ساعات قبل اطلاق سراحهم دون مسهم بأي سوء .. وللتاكد اكثر من الحادثة اتصلنا بمصادر من ادارة الغابات بالقصرين فافادتنا بان الواقعة صحيحة وأنها تمت اثناء قيام الحراس الاربعة بعملهم اليومي في مراقبة الجزء الغربي من جبل سمّامة فظهرت لهم مجموعة مسلحة تتكون من حوالي 10 عناصر ملثمين حاصروهم ثم اقتادوهم الى احدى الاماكن .. ووفق ما ادلى به الحراس الاربعة لاعوان الامن بعد اطلاق سراحهم فانهم لم يستطيعوا التعرف على الارهابيين وكل ما عرفوه ان اغلب من تحدثوا اليهم تونسيون وذلك من خلال لهجتهم. استهداف للجيش الحادثة ورغم انها مرت بسلام على حراس الغابات فانها جاءت لتؤكد ان عددا من ارهابيي الشعانبي نجحوا رغم القصف والتواجد الامني والعسكري المكثف حول الجبل في التسلل من المحمية حيث معاقلهم الاولى الى جبل سمّامة الذي يبعد عنها بعدة كيلومترات عبر وادي الحطب. ويرجح ان ذلك تم في الليل وهو ما يفسر ما افادنا به بعض متساكني قرية بولعابة حول سماعهم تبادلا لاطلاق النار ليلة اول امس باسفل الشعانبي وعلمهم في ما بعد بمطاردة الوحدات المتمركزة هناك لبعض المجهولين دون القبض عليهم .. والاخطر في حادثة احتجاز حراس الغابات انها كانت موجهة الى الجيش لان الارهابيين ظنوهم من خلال ازيائهم شبه العسكرية عناصر من القوات المسلحة يمثلون بالنسبة لهم صيدا ثمينا واسرى يمكن استعمالهم في ما بعد. لكن بعد التاكد من هوياتهم اعلموهم بانهم لا يريدون بهم سوءا بل انهم احسنوا معاملتهم واكرموا وفادتهم وقدموا لهم الطعام وهو عبارة عن قطع من «الكسرة» التي اتضح انها الغذاء الرئيسي للارهابيين في رحلة فرارهم من الشعانبي الى سمّامة. من الدفاع الى الهجوم الحادثة اشارت ايضا الى ان ارهابيي الشعانبي فضلا عن قدرتهم الكبيرة على التخفي والتحرك بين الجبلين فانهم مروا لاول مرة منذ مذبحة يوم 20 رمضان من الدفاع والاختباء من القصف المدفعي والجوي الى مرحلة الهجوم في محاولة لاختطاف بعض الاسرى وهو تطور خطير من شانه ان يدفع بالقيادات الامنية والعسكرية المشرفة على الحرب على الارهاب بجبال القصرين الى اتخاذ اجراءات اضافية تساعد على اخراج الارهابيين من جحورهم ودفعهم الى المواجهة المباشرة مع الوحدات الخاصة للجيش والحرس الوطنيين الجاهزة للقضاء عليهم باعتبار ان مواصلة اعتماد ما تبقى من العناصر الارهابية على اسلوب حرب العصابات سيطيل من آجال اجتثاثهم والتخلص منهم. تأخر التعزيزات اتاح لهم الفرار اشرنا في عدد أمس الى ان بعض متساكني قرية «خمودة» ابلغوا مساء اول امس عن مشاهدتهم بعض المسلحين في السفح الشمالي لجبل سمّامة وان وحدات امنية وعسكرية وصلت الى المنطقة وقامت بتمشيطها وحاولت التثبت من تواجد المجموعة الارهابية ومحاولة محاصرتها الا ان الامطار الغزيرة والظلام الحالك فضلا عن تاخر وصول التعزيزات سمح لعناصرها بالفرار واستغلال الظرف المناخي للافلات والى حد مساء أمس ما تزال جهود الوحدات الامنية والعسكرية متواصلة للبحث عن اماكن تحصنهم والايقاع بهم او قتلهم. تركيز على سمّامة ظهور الارهابيين لاول مرة بصفة علنية في مرتفعات سمّامة سيجعل من هذا الجبل محورا لعمليات عسكرية مكثفة خلال الايام القادمة واعادة نصب المدفعية الثقيلة التي سحبت في وقت سابق لتجديد قصف المغارات والدواميس التي يفترض ان المجموعة الارهابية تتحصن بها .. دون اغفال مسرح الشعانبي لان المجموعة المسلحة التي كانت به فرّقها القصف الجوي وشتت افرادها وفرض عليها التحرك نحو سفوح الجبل بعد ان كانت «تحتل» عمق المحمية .