« قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا « مريم: 8، عاد مِن صدمة البشارة التي تلقاها وما رافق ذلك من فرح في النفس وبهجة عارمة ليسأل سؤال مستعلم مستوضح - وهو يعلم أن الله لا (...)
« قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا « مريم: 8، عاد مِن صدمة البشارة التي تلقاها وما رافق ذلك من فرح في النفس وبهجة عارمة ليسأل سؤال مستعلم مستوضح - وهو يعلم أن الله لا (...)
كان دعاءَ يشخِّص حالته وما وصل إليه، وهذا ما جعله يخفي الدعاء ويُسرُّه، يشكو مما وصل إليه من أنه تقدم في العمر؛ فقد رق جلده ووهن عزمه ودق عظمه واشتعل شيب رأسه بياضًا، وهذا دليل كِبَر السن، ثم يتبع شكواه بحسن ظنه بالله وتعوده على كرم الله ومنِّه عليه (...)
ذكر الله زكريا في أول سورة مريم وفي سورة آل عمران، ومن الجمع بين السورتين سنكوِّن فكرة عن زكريا وابنه يحيى؛ قال الله تعالى» كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا «مريم: 1، 2، في الآية الكريمة: وجهان، وكلاهما جيد: إما أن يكون « رَحْمَتِ (...)
- فإن قيل: ما المراد باستفهام زكريا في قوله: «قال رب أنى يكون لي غلام» آل عمران:40، مع علمه بقدرة الله على شيء؟ فالجواب: أن استفهامه إنما هو على سبيل الاستعلام والاستخبار؛ لأنه لم يكن يعلم أن الله سيرزقه ب يحيى عن طريق زوجته العاقر، أو عن طريق (...)
أظهر زكريا في دعائه أسمى ألوان الأدب مع خالقه، حيث توسل إليه سبحانه بضعف بدنه، وبتقدم سنه، وبما عوده إياه من إجابة دعائه في الماضي. وكان زكريا أكرم على الله من أن يَرُدَّ دعوته، وأعز عليه من أن يخيب رجاءه، كيف لا وهو القائل: «وقال ربكم ادعوني أستجب (...)
من هو زكرياء ؟ ينتهي نسب النبي زكريا عليه السلام إلى يعقوب بن إسحاق عليهما السلام. وكان عهد النبي زكريا قريب بعهد النبي عيسى عليه السلام؛ يدل على ذلك قوله عز وجل في قصة مريم أم عيسى عليهما السلام: «وكفلها زكريا»آل عمران:37. وقد ورد اسم النبي زكريا (...)
يبين لنا القرآن أن سليمان عليه الصلاة والسلام تبسم ضاحكاً لقول النملة، ليس من باب السخرية والامتهان، إنما تبسمه كان للنعمة التي أنعمها عليه خالقه ومولاه سبحانه وتعالى أن ألهمه سماع قولها، وكذلك لغيرة واهتمام وإخلاص تلك النملة لشعبها النمل، وبعد هذه (...)
رُوي أنه لما عاد إلى سليمان ملكُه بعد أربعين يومًا من سلبِه الملكَ من قِبل الشيطان «صخر» الذي احتال على أخذ الخاتم، قرر سليمان عليه السلام أن يبني المسجد الأقصى، وكان مكانه قد حدده داود عليه السلام؛ وذلك أن الناس في زمانه قد أصابهم طاعون جارف، فخرج (...)
غاية القوة أن يعطى إنسان قدرات هائلة يمنحها الله له بتسخير قوى ظاهرة من البشر وأخرى خفية من الجن ووسيلة نقل خيالية لم ينتج البشر مثلها أو قريبًا منها إلا في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، حيث الطائرة «إيرباص»، وهي طائرة ضخمة قد (...)
قال الله تعالى» وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ «ص: 34، وكان أشقَّ امتحان خضع له سليمان، وقد رُوي أنه غزا عدوًّا في إحدى جزائر البحر، فقتل ذلك الملك، وأسر منهم أسرى، وكان من بين الأسرى ابنة ذلك (...)
فأغضى سليمان الطرف، وبادر: « إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ «النمل: 44؛ أي: لا تخافي البلل، فهذا صرح أملس من الزجاج شفاف، وكان هذا أيضًا من الأمور المبهرة لبلقيس؛ لذلك لم تتمالك من شدة إعجابها ويقينها أنها بحضرة نبي مؤيد من الله إلا أنها (...)
وانطلقت إلى الأرض المقدسة تقابل سليمان الحكيم، ورصد سليمان قدومها وتتبع منازلها يومًا بيوم فكان الجن يأتونه بهذه الأخبار، حتى إذا اقتربت من بلاده، « قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (...)
مَن بدأ المهمة فعليه أن يكملها؛ لذلك اختاره سليمان ليكون سفيره إلى قوم سبأ، وأوصاه بأن يلقي إليهم كتابه ثم ينتظر رد فعلهم وتصرفهم إزاء هذا الكتاب، فألقاه إلى بلقيس والكتاب ممهور بالخاتم، وهو في فخامته ملوكي يستدعي النظر فيه والرد عليه، والتزم الهدهد (...)
نبي ملك، خلف والده في الملك وآتاه الله النبوة، وقد برز في حياة والده نابهًا ذكيًّا مؤيَّدًا من الله تعالى: « وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * (...)
نبي ملك، خلف والده في الملك وآتاه الله النبوة، وقد برز في حياة والده نابهًا ذكيًّا مؤيَّدًا من الله تعالى: « وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * (...)
إن الغرض من ذكر يونس هنا تسليةُ النبي صلى الله عليه وسلم فيما يلقاه من ثقل الرسالة؛ بأن ذلك قد أثقل الرسل من قبله، فظهرت مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم في صبره على ذلك وعدم تذمُّره، ولإعلام جميع الناس بأنه مأمور من الله تعالى بمداومة الدعوة للدين؛ (...)
وفي هذا إشارة مهمة لأصحاب الدعوات؛ فإن يونس عليه السلام استَعجل إيمان قومه، ولم يصبر على معاناة الدعوة معهم، وفي هذا توجيهٌ للدعاة أن يصبروا ولا يستعجلوا؛ فإن طريق الدعوة شاقٌّ ومرير، وإن نفوس أصحاب الدعوات لتحتاج إلى التوجيه الرباني بالصبر وعدم (...)
لعلَّ من خصوصيات الكرامة التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز - ما كان مِن قوم نِينَوَى؛ عندما دعاهم رسولهم يونس عليه السلام إلى الإيمان فأعرَضوا، فلمَّا توعدهم نبيُّهم بعذاب الله، آمَنوا وتابوا وأنابوا، فعفا الله عنهم؛ ولذا قال تعالى: « فَلَوْلَا (...)
وهو مليم: فقد أتى يونس أمرًا يلام عليه من حيث هروبه دون إذن من ربه، وربما هو قد لام نفسه ووبخها لما فعل، فلقي هذه المشقة وهذا المصير، ورُوي أن الله تعالى منع الحوت من أكله أو كسر عظمه، أوحى إليه - كما أوحى إلى النحل - أن هذا ليس ...
التفاصيل (...)
يونس نبي الله صاحب القصة الشهيرة التي جعلته يتفرد بها عن غيره، وصاحب القوم المتفردين عن بقية الأقوام، أليس كل قوم من السابقين قد تحدى تهديد نبيه بالعذاب، " قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا (...)
في ابتلاء أيوب - عليه السلام - فوائدُ وعِبَرٌ كثيرة، منها: أنَّ الصبر على البلاء من أخلاق الأنبياء والصالحين، وعاقِبتُه حَسَنة، وما أُعطي أحد عطاءً خيراً وأوسعَ من الصبر، وأنَّ الأنبياء هم أشد الناس ابتلاءً وصبراً على البلاء؛ ولذا أصبح أيوب - عليه (...)
لقد تعبَّدَنا الله تعالى إذ أمرنا بالدعاء ووعدنا بالاستجابة؛ لأنه أكبر دليل على الفقر والحاجة، والذل والعبودية لله رب العالمين. والعبد ما دام في دار الابتلاء لا بد أن يُصاب إما في بدنه أو ماله أو ولده؛ كما قال تعالى: « وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ (...)