في البداية أريد أن أسجل التحية والتقدير للشاب التونسي محمد البوعزيزي مفجر ثورات الربيع العربي بمناسبة الذكري الثانية للثورة التونسية والتي كانت فاتحة خير لكل ثورات الربيع العربي وبعد لا شك أن موضوع الدستور هو عامل مشترك بين كل الدول التي مر عليها الربيع العربي وأزال عروش الطغاة فيها والبقية تنتظر والدستور الجديد بعد الثورة هو العقد الجديد بين الحكام والشعوب وبعد هذه المقدمة الواجبة إليك عزيزي القارئ الكريم ماكتبت البعض يري أن نهاية المطاف هو تمرير الدستور بموافقة أغلبية الشعب بغض النظر عن نوع هذه الأغلبية هل هي خمسين بالمائة زائد واحد أم أغلبية الثلثين؟ وهذا البعض ربما يكون من اليمين الإسلامي أو من اليسار العلماني فبعض أفراد التيارالإسلامي يري أن تمرير الدستور يمثل نهاية المطاف في الفوضي والهجمات الشرسة للفلول سواء علي الأرض عن طريق البلطجية أو في الفضائيات عن طريق أشباه الإعلاميين والأرجوزات الذين لايجيدون سوا التسخين والتهيج وإشعال الأزمات وترويج الشائعات وتضخيم الهفوات والدعوة المباشرة والصريحة إلي تأجيج الفتنة التي كانت نائمة والبعض العلماني يري أن تمرير الدستور هو أيضا نهاية المطاف وربما نهاية العالم بالنسبة له وبالنسبة لمصر لأن التيار الإسلامي حسب زعمه سيطبق الحدود والنقاب ويمنع الخمر والربا وشواطئ العراة وسيحظر الفن والإبداع والسينما وغير ذلك من الأوهام التي تعشش في عقولهم فقط وأقول ذلك ليس لقوة في التيار الإسلامي تمكنه من فعل ذلك أولضعف في التيار العلماني تجعله يستسلم وسيلم الراية ويهاجر إلي كندا أوأمريكا أو أستراليا فكلا الطرفين نسيا أوتناسيا الطرف الأهم في معادلة الصراع الوجودي بينهما كما يروجون لنا وأعني بالطرف الأهم :الشعب المصري الأصيل بتاريخه الضارب في أعماق الزمن وجغرافيته المنفتحة بطبعها علي البحرين المتوسط والأحمر ونهر النيل ثم سبيكة الناس التي تكونت عبر آلاف السنين رغم تنوع عناصرها إلا أنها منسجمة ومتناغمة كل ماسبق سيبقي دوما مصر وسطية لاتجر إلي يمين متشدد أو يسار متطرف لكن ماهي المشكلة ؟ المشكلة الأكبركما يقول الأستاذ فهمي هويدي الآن بين تيارات المجتمع التي توزعت في الوقت الراهن على معسكرين، شاع وصفهما بالقوى الدينية والمدنية. وهو وصف غير صائب، لأنه يضع الطرفين على النقيض من بعضهما البعض، وذلك غير صحيح، في حين أن الوصف الأدق أنه بين قوى إسلامية وعلمانية بالأساس، على هوامشها مؤيدون للرئيس مرسي ومعارضون له، لأسباب سياسية لا تتعلق بالهوية الدينية أو المدنية والحل بسيط. كما يذكر الشاعر عبدالرحمن يوسف وهو أن يعرف الجميع أن مصر ليست شكلا واحدا من الناس، وليست وجهة نظر واحدة فى الفكر، وليس مطلوبا منها أن تكون كذلك! حفظ الله مصروشعبها من كل مكر ومكروه وسوء وحفظ علينا تنوعنا ووسطيتنا بعيد عن تشدد اليمين وتطرف اليسار