إلى امرأة في أقاصي البلاد تعجن الصبر بالحب والأمنيات وتحلم بالبيدر العامر قبل حلول الحصاد وتكدح كدحا وتشقى وتتعب وحين يخيب رجاؤها تغضب ْ ككل النساء لكنها في دقائق تمضي.. تغني وتمرح ْ وتمدحُ حب الحياة وفي المعهد تصنع المعجزات لجيل سيأتي ويمحو عهود الفساد وفي المكتب تستحث الرفاق بعزم المثابر والاجتهاد وفي المصنع تهزم المستحيل وليست بعليسة َ أو شهرزاد ْ وفي الحقل تطوي سنابل عزّ ٍ وتنشد للطفل لحنها حتى ينام على ظهرها مطمئن الفؤاد ْ عزيزا سيكبر ْ سيشعل كل ربوع البلاد ْ نارا ونورا وزاد ْ من الجسم يشعل درب الخلاص بغير زناد ْ يروض نارا وخوفا وموتا يصير سلاما وبردا لكل العباد ْ فيحلو الربيع ْ ويولد بعد ذهاب الشهيد ألفُ رضيع ْ وألف سيأتي وآخرْ ... وآخر ْ سيولد بعدي مادمت أنت دليل البلاد ونجم َ الليالي يضيء إذا ما استبد السواد ْ ....... وقبل اكتمال الحداد على الشهداء تعود امرأة في ربوع البلاد إلى الحقل والشمس والمكتب البارد ْ وحتى المصانع ستقصدها جنبا لجنب ٍمع كل عائد ْ وفي المدرسة ... وبين المعاهد تشعل للبعيد الذي سوف يأتي شموع الأمل تعلمه شموخ الشموس وأن الكرامة َ حكر لحُر ّ النفوس إذا ما أراد بلوغ المراد ْ وقبل انتهاء الحداد ستلبس فستانها للمساء المطرز باللازورد وترنو إلى الأفق جذلى وتنضُوَ عنها بقايا السواد ْ مكي هلال لندن 13 -08-2011