يستبد لي كل ما حولي ..تزداد في صدري الاختناق ..تطويني على تلا فيف أحشائي المعتصرة بألم إحارق تتلاطم خطواتي تتثاقل مع خفقات القلب المخلوع وضربات تقصم الظهر ويتطرق سؤال هارب من جو مظلم يتردد صداه... كيف تكون تلك القلوب التي تبعث الحياة إلى الجسد وتبعث الدفء في من حولها إن تكون مسلوبة تفقد من داخلها خاصيتها وتتحول من دفئ إلى جليد لاحياه فيه .. حساس شعرت به وانأ انظر إلى تلك النماذج من البشر إلى من كانوا شعلة نور وشمعة تضيء طريق الوجود لأبنائهم .. تساءلت بألم أيكون النكران هو رد الجميل ؟ رأيت أغلال عاشت جزئ من كيان يسكنه التمرد ويتمادى في لغط حممه الهادرة ..لم يعد لهم الدنيا مكان ..الخطوات المضطربة تدفعني ..تزج بي وسط أمواج الجحود الطاعنة. وانأ أتأملها تنظر في كل اتجاه تصفق وتصدر ضحكات هادرة تنطلق من داخلها مدويه لكنها تحرق الأعماق شعور مؤلم أن ترى تلك الفئة المسنة طحنتها الهموم وكل هذا الجحود . إحداهن قالت ذهب ضوء عيني من شدة البكاء ..لا أحد يسأل عني ولا يزورني ثمانية سنوات وأنا هنا لا يزورني احد...ولكني أريد أهلي .. لا أريد أن أموت هنا ولا احد يسأل عني ..! وإحداهن كانت تصافحني كل دقيقة تقبلني وهي في كامل الفرح والسعادة ..ولا تريد أن تنتهي تلك اللحظات..! وإحداهن قالت :أنا سعيدة لا تذهبوا وتتركوني ..! وأخرى كانت تمشي بصمت وتنظر إلينا بصمت وفي عينيها ألف سؤال ينتظر إجابة ..! وإحداهن تمشي ذاهبة وغادية لاتهتم بما حولها تهرب من واقع لا تريد تصديقه ..! والبعض الأحر يصفق ويصدر ضحكات وقهقهات تشعرك باحتقار لهذه الحياة في وجود جحود كهذا الجحود ! تسعى قدماي بخطوات ملسوبة تارة إلى اليمين وأخرى إلى الشمال ..وأنا أرقبها يبدو وجهها مشدود على قالب معوج تسفر شفتاها عن ابتسامة صفراء مذمومة تتخاطف عيناي نظرات إلى الخلف تلتقط المساحات الخالية عن اليمين وعن الشمال تناوشت نظرة ذعر متوثب تحفر لها مكاناً في قاع رأسي المعترك ..نظرات تائهة وهي تلوح بوجهها وتصدر شتائم لا تريد أن يقترب منها أحد أحسست برغبة جامحة في البكاء لكنى تماسكت حتى لاأزيد من همومهم .. وبعد عودتى فضلت الصمت عن الحديث وشعرت بعدم رغبتى في أي شيئ. علي أن أجلس لأكتب دون قيود .. كل ما يدور في ذهني ولا يهم نوعية تلك الكتابة ولا مستواها الآن..! المهم الكتابة في حد ذاتها كوسيلة تفريغ وترميم لما بداخلي .. أصالح ذاتي مع الأشياء .. مع العالم الذي تغير بنظري وتبدلت إيقاعاته أصبح لكل شيء ألف لون ..وألف وجه،أحاول ترميم تلك الشقوق التي أشعر بها اللحظة تتفطر وتنكئ جراحات غائرة حقا .. عندما يصادق الإنسان شيئ جميل مفرط في الجمال .. يرغب في البكاء ,وعندما يفاجئ بجحود ونكران كما أراه اللحظة يتلاشي كفقاعات الصابون ..! لذا سأكتب الليلة حتى تغرق الحروف كل أوراقي ..! ليست القضية في الغياب.... الجميع يذهب ... ويرحل .. ولكن ما اريد تأكيده ... أن القلوب الرقيقة تكون قد من صخر عندما تقابل حنان الأمومة وعاطفتها بهذا النكران القاتل وهذا الجحود الجارح .. الحزن يعتدي علي بطريقة متوحشة فا زمن الحنان مات ... ومواسم الذبول لم تكلف نفسها لحين جمع الحصاد ..! أحلم بأن ألبس هذه الفئة معطفا من الوفاء ..! كي أضمد بعض جراحاتها لكنني على يقين أنني لاأستطيع ..إلا أن أردد ... إلى متى ستقسو القلوب؟؟ *منسقة المحتوى العربي بالمدينة المنورة Fatimah_sam1_(at)_hotmail.com