انتصرنا. مش قادرة أعبّر عن فرحتي الكبيرة فقد أسقطنا نظام الفساد، وفعلوها شباب مصر. لن ننسى وقفة شعوب الأمّة العربية معنا، ولن أنسى أن الشعب هو القادر على تغيير وجه التاريخ بالإرادة والتصميم والتضحية, وإن النصر آت لا محالة. لقد آن الأوان الآن أن نبدأ ثورة أخرى، امتداداً للثورة التي انتصرنا فيها على الخوف، وحققنا مع طليعة شباب مصر استعادة حقوقنا الوطنية، وكرامتنا، لنبدأ مسار الامتداد إلى ثورة أخرى مركزها في داخل كلّ شخص فينا.. علينا أن نتعلم كيف نكون قدوة حسنة للغير ونثبت للعالم أننا أصحاب رؤى ومبدأ وموقف. أن نخرج، أو نقتل كلّ السلبيات التي حملناها عبر ثلاثين سنة في داخلنا، ونبدأ في كتابة صفحة جديدة عنوانها الإيمان بالقيم النبيلة، والالتزام بكل ما هو لمصلحة مصر، كي نعيد لمصر مكانتها.. نرتقي بها فترتقي بنا. أن نقوم بمراجعة شاملة لسلوكياتنا، ننفض عن كواهلنا تهم "التكاسل، واللامبالاة، والتواكل"، وأن نتوكل على الله سبحانه وتعالى وحده، وعلى أنفسنا بالقيام بأعمالنا بكل دقة ابتغاء مرضاه الله. علينا أن نبدأ باحترام إشارات المرور، أن نرفض الرشوة، والتزوير، ونتخلّص من الأنانية، أن نتعلّم احترام الحوار، وتقبّل الرأي الآخر، أن نتعاطف، أن لا يتعرض الشباب للفتيات بالمعاكسات، أو التحرش. علينا أن نلغي من حياتنا كلمة "وانا مالي".. و "معلش " مصر تحتاج إلى عقولنا، وسواعدنا جميعاً، وقبل كل ذلك، إلى حبنا. عندما طالبنا بحقوقنا الطبيعية والإنسانية، وقفنا بصدق وتجرّد، فوقف الله معنا ونصرنا، وحمّلنا أمانة المضيّ في هذا الطريق حتى تحقيق كل أمنياتنا وأمانينا في وطن حرّ وجميل، وكريم. يفرض علينا الواجب الآن أن ننهض، ونصحو من غفوة طويلة، ننهض من سبات، ونبدأ بهمه عزم لإعادة بناء مصر، ومكانتها، وأصالتها. علينا أن نغلق أبواب مصر في وجه كل طامع بخيرها وأرضها وتاريخها وعقائدها، أن نحافظ على سلامة وأمان وأمن مصر، أن نحمي مصر بأرواحنا وفكرنا وأخلاقنا من الواقفين مشبوهين على أبوابها وكل أمنياتهم تحقيق أحلامهم الطامعة الرديئة. أن نواصل المضيّ في مشوار العزّة والكرامة، وحقيقة الانتماء إلى هذه الأمّة العربية، وشعوب الأمّة التي وقفت معنا في ساعات الشدّة، وآزرت نضالنا وشاركتنا فرحة الانتصار. إنها فرحة النصر، وحلاوة النصر، تضع على لساني، وفي ضميري، وضمير كل من شارك وناضل وتابع وصنع، ثم حقق الفرحة بالنصر أمنيات كثيرة كانت في غيب المستحيل، وأصبحت في اليد حقيقة وواقعاً يحرّض فينا كل مطلب وكل فعل ثوري يعبّر عن شخصيتنا وأصالتنا وقيمتنا. إن شعوب الهند وماليزيا والصين ليست أفضل منا، وقد بدؤوا ثوراتهم ونهضتهم من الصفر فما بالنا ونحن أصحاب حضارة عريقة.؟ لقد رابطنا في ميدان التحرير، وفي ميادين وشوارع مصر كلها، وعلّمنا العالم كيف يستطيع شعب أعزل متى ملك الإرادة، والقدرة على التضحية أن يصنع المعجزات، وقطفنا ثمار النصر. وسأبقى مرابطة في ميدان التحرير فبرنامجنا النهاردة تنظيف الميداااااااااااان، وحنمشى بعد ما مشي رأس الفساد ونظامه إلى غير رجعة، ومافيش تعليمات غير كده في الوقت ده. اشعر الآن بدماء جديدة شابّة تحتل شراييني، وأشعر بقيمتي وشخصيتي، أشعر بنسائم الحرية، وأشعر بمصر تتخلل كل حواسي، مصر الطيبة الحبيبة، الباقية كبيرة وناهضة وقويّة. مبروك لنا جميعاً، ونسأل الله أن تكمل فرحتنا عندما يعود شعب فلسطين إلى أرضه، وهذا إيماننا كلنا. ونسأل الله الرضا والتوفيق وسداد الرأي والخطوات.