جلس السبسي على الكرسي ...أقال الفوضى ...نصب هيبة الدولة ...و طفق يجمع الفلس تلو الفلس ...أين التشغيل يا هيبة الدولة ...أين التشغيل ...صدقت الهيئة مرسوم الإنتخاب ...جاء السبسي فقال ...هذا كلام يعاب ...ثلاث و عشرون سنة إجحاف ...فلنجعلها عشرا خفاف ...أين الإنصاف يا هيبة الدولة ...أين الإنصاف ...زاد لهيب الأسعار ...و جن جنون التجار ...جاء السبسي فقال ...نحن ساعون ...لتعديل الأوتار ...أين القانون يا هيبة الدولة ...أين القانون ...إشتعلت مواد البناء ...شحت المؤونة و الغذاء ...أما الماء و الدواء ...فوجودهم مجرد إستحياء ...نشكوك للسماء يا هيبة الدولة ...نشكوك للسماء ...فر المساجين ...إعتصم الكل في الميادين ...قطعت الطرق حينا بعد حين ...فزاد على الطين طين ...فإلى متى ...سنبقى للفرج منتظرين ...أين الحلول يا هيبة الدولة ...أين الحلول ...كثرت القروض ...فأنتعشت خزينة الدولة ...بالسنن و الفروض ...فهل تتحق لنا الأمال ...أم سنسمع نفس الموال ...أين الأموال يا هيبة الدولة ...أين الأموال ...لم تأت المعونات ...رغم التملق و الإهانات ...العابرة للقارات ...و كذلك للمحيطات ...أين المخططات يا هيبة الدولة ...أين المخططات ...تكلم حضرة الوزير ...و إعتقل سمير ...بعد أن قالا كلاما خطير ...عن مخطط يحاك ...للصغير قبل الكبير ...أكان خادما أم أمير ...لا للتزوير يا هيبة الدولة ...لا للتزوير ...شعب على الطغيان ثار ....فأسقط دكتاتورا جبار ...و أحتكم إلى الصندوق ليختار ...فلسنا المغول و لا التتار نحن ثوار يا هيبة الدولة... ...نحن ثوار ...مجلس تأسيسي ينتخب ...شعب فرح بما أوتي ...و البقايا تنتحب ...لضياع فرصة ثمينة ...دون الحصول على جزء من الغنيمة ...يا للعجب يا هيبة الدولة ...يا للعجب ...في النهاية رحل السبسي ...فبكى لفقده الكرسي ...واعدا إياه بأن يبقى ...عينه الساهرة ...على أمل اللقاء قريبا ...في الأخرة