صباح الياسمين التونسي الفريد من نوعه .. إنها لحظة تاريخية عظيمة سجلها شعب تونس الأبي بأحرف من نور في سجله الذهبي .. مر عام على ذلك وكأنه لحظة لما حفل به من مفاخر متتالية متصلة مستمرة لا تعرف الانقطاع وتونس الخضراء تتفنن يوما بعد آخر في تسجيل عبقري لنظريتها المبتدعة في الثورة على الاستبداد وفنيات تطبيقها ميدانيا, ولعظمتها راحت شعوب العالم كلها وهي منبهرة بها تطبقها أو تحاول ذلك لاسترجاع حقوقها بما في ذلك في البلدان التي تعتبر نفسها من أعرق الديمقراطيات .. في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث اندلعت حركة شعبية تطالب بالتحرر من الاستغلال على الطريقة التونسية المجيدة ولا زالت تواصل ذلك منذ مدة ليست بالقصيرة كما وقع نفس الشيء في أكثر من بلد أوروبي وعلى الأخص ألمانيا وقامت حركات مماثلة ولا زالت تتواصل في الصين وكما نسمع يوميا فإن المنهج الثوري التونسي الحكيم يطبق في احتجاجات كثيرة عبر العالم وفي مختلف القارات .. أما على الساحة العربية فحدث ولا حرج .. لكن لا أحد لحد الآن استطاع أن يبلغ ما بلغته تونس من نتائج باهرة خلال عام واحد, حيث نصبت المؤسسات الكبرى الأساسية للحكم الديمقراطي في جو من التوافق الوطني الرائع .. يكفي شعب تونس العظيم أنه سجل بفخر واعتزاز وعبقرية إبداع نظرية سياسية في التغيير الديمقراطي وأساليب تطبيقها العملي أثارت إعجاب شعوب الأرض جميعا وتابعتها بانبهار منقطع النظير .. بل وراحت تقلدها في تحقيق مطالبها الخاصة في بلدانها .. في سنة واحدة استطاعت تونس الخضراء أن تقع قدمها على درب الديمقراطية وهي سائرة فيه بكل ثقة وثبات وكبرياء وفخر واعتزاز .. ولن يمضي وقت طويل حتى نرى النتائج الباهرة تبرز في شتى المجالات من حرية وعدالة وكرامة وازدهار وتقدم باهر .. مبروك لتونس ثورتها المفخرة وعيد أول سعيد لاندلاعها المبارك .. ومستقبل زاهر ننتظره واثقين لشعب تونس العظيم.