حصلت مجلة العربي على جائزة التفوق العلمي التي تسندها مؤسسة سلطان العويس الثقافية تكريما لجهودها في مجال خدمة الثقافة العربية، ولقد تم تسليم الجائزة في احتفال ضخم أقيم في الآونة الاخيرة بمدينة دبي وحضره عدة شخصيات ثقافية وإعلامية عربية، مرآة الوسط التي كانت حاضرة في هذه الاحتفالية التقت الدكتور سليمان العسكري رئيس تحرير مجلة العربي، وكان لها معه حوار تناول جملة من المسائل المتصلة بمسيرة العربي ودورها في الثقافة العربية والتقارب العربي. أستاذ سليمان العسكري، أولا شكر وتنهئة باسم كل المثقفين التونسيين والعرب على التتويج العربي لمجلة العربي وسؤالي الأول هو ماذا يعني لكم هذا التتويج وهذا التكريم بالنسبة لمجلة عايشت أجيالا عديدة من المثقفين ؟ إن هذا التكريم لمجلة العربي هو بلا شك تكريم لكل من ساهم في تأسيس مجلة العربي، وكل من مول مجلة العربي وحماها ودعمها كل هذه الفترة في مسيرتها الطويلة، هو تكريم الدرجة لكل الأقلام من كتاب وشعراء الذي خاطبوا قراء العربي من خلال صفحات العربي طوال هذه المسيرة الطويلة التي امتدت قرابة خمسة وأربعين سنة، فهذا التكريم هو للجميع في الحقيقة وأنا أعتقد أنه لمحة ذكية جدا لكل من يعمل في قطاع الثقافة العربية، وكل من يدير مؤسسات ثقافية ناجحة، هي لمحة تقول لهم أن كل من يعمل بجد واجتهاد يستحق ان يكرم ويستحق ان يحصل على جوائز تقدير وتكريم. رفعتم منذ قدومكم إلى مجلة العربي شعار أن العربي هي بيت العرب، إلى أي حد تسهرون على تجسيم هذا الشعار على أرض الواقع ؟ الحقيقة إن مجلة العربي منذ أن أنشأت رسم لها إطار عرب واضح ومحدد وهي أن تكون للعرب جميعا وحتى الشعار الذي تحمله المجلة إلى اليوم هي أن العربي مجلة لكل القراء العرب، للقارئ العربي ولكل قراء العربية، فهي إذن مجلة لكل القراء بدرجة اولى وكل من أدار المجلة منذ عام 1958 إلى هذه اللحظة ونحن نحرص بشكل دقيق على ان تكون العربي ملتزمة بهذا الإطار الذي أنشئت من أجله وأن تسير بنفس الطريق الذي رسمه لها المؤسسون الأوائل وقادتها الذين قادوها خلال السنوات الطويلة. نلاحظ من خلال تتبعنا لمسيرة العربي منذ سنوات عديدة، أن هناك حضورا شبه قار وثابت لأقلام عربية معينة على حساب التفتح على ثقافات دول أخرى ؟ دعني أتحدث معك بصراحة، دائما يقال عن مجلة العربي لا يمنع أي مقال أو تعترض على نشر أي مساهمة تأتيها من مثقف عربي في مستوى العربي منذ تأسيسها محافظة على مستوى لا تتنازل عنه، ولا يوجد مجاملات في ما ينشر في مجلة العربي... لكن البعض يعيب على العربي تفتحها شبه المبالغ فيه على الأقلام المصرية مثلا ؟ هذا أيضا ادعاء غير صحيح، لأن مصر هي أكبر مركز ثقافي عربي منذ مئات السنين، وهي أكثر إنتاجا في كل فروع الثقافة، وهي أكبر منتج للثقافة العربية قديما وحديثا. ولذلك طبيعي جدا أن يكون هناك شبه حضور طاغ للأقلام المصرية التي تكتب في مجلة العربي بالمقارنة مع مساهمات مثقفي الدول الأخرى... وما يقال عن العربي، يقال أيضا عن القنوات الفضائية المقيمة والمهاجرة، انظر إلى حجم الإنتاج في القنوات، فهو إنتاج يصل إلى 50% من الإنتاج اليومي الذي تبثه الفضائيات وهذا يعني أن هناك إنتاجا وكثرة تفرض نفسها ولكنه لا يعني تفضيل للإنتاج المصري على حساب إنتاج الدول الأخرى. ومنذ قدومي إلى مجلة العربي، حرصت على أن يتواجد كل المثقفين العرب في العربي ووجهنا الدعوات إلى كل المثقفين العرب في كل الدول العربية للكتابة في العربي. كمثقف عربي مرموق منطلق رئاستكم لاهم دورية عربية، ما هو مفهومكم لموضوع الثقافة ووسائل التبليغ، ذكرتم منذ قليل الفضائيات وكذلك الصحافة المكتوبة، كيف تبدو لكم الصورة لكي نعرف بثقافتنا للآخر ؟ الأمر يختلف في رأيي بين أمرين وهما تقديم ثقافتنا بلغة الآخر أو تقديم ثقافتنا بلغتنا فإذا كنت تعني الأمر الثاني فثقافتنا مقدمة ويستطيع الآخر أن يطلع عليها ومثلما نسعى نحن إلى تعلم لغة، الآخر لنطلع على الثقافات الأجنبية على الآخر أيضا أن يسعى إلى تعلم لغتنا ليطلع على ثقافتنا. ولكن الغرب لا يعرفنا... بطريقة كافية ومنصفة لنا ولثقافتنا ؟ هنا أعتقد أن الأمر يتعلق بمسؤولية جمعيات ومؤسسات دولية وحكومية التي عليها أن تسعى إلى اختراق هذا الحاجز الموجود والنفاذ إلى المواطن الأجنبي للتعريف بثقافتنا، وهنا وسائل عديدة لبلوغ هذا الهدف مثل التبادل الثقافي ودور السفارات والملحقين الثقافيين الذين عليهم أن يقتحموا الطريق لأننا نحن أيضا في حاجة إلى أن نتعرف على ثقافة الآخر على ثقافتنا. إلى أي حد تسهرون أستاذ سليمان على أن يكون لمطبوعات العربي المرافقة يكون لها نفس الاشعاع والحضور بقوة لدى الشرائح المتجهة إليها ؟ نحن لنا الآن مطبوعتان مرافقتان وهما العربي الصغير المتجهة للصغار والتي نسعى باستمرار إلى تحسينها وتطويرها وأن نزيد من كمية المطبوع ونحن في مستوى التوزيع وقطعنا شوطا لا بأس به في هذا المجال، ولنا أيضا كتاب العربي وهو كتاب دوري يصدر أربع مرات في السنة ويبدو عليه طلب كبير وهو مرغوب فيه من قبل المثقفين، وحاليا نطبع منه 35 ألف نسخة وسنعلن على الزيادة في كمية السحب مسبقا حتى نلبي كل الطلبات رغم الكلفة الباهضة لإصدار هذه المطبوعات. سؤالي الأخير متى يقول سليمان العسكري ولمن يقولها، كفاني يا قلب ما أحمل ؟ مش حأقولها... لن أقولها أبدا لان ما أقوم به رسالة أنا مؤمن بها لست "ضجرانا منها". الدكتور سليمان العسكري رئيس التحرير لمجلة العربي في حديث خاص لزمن التونسي مجلة العربي بيت العربي الثقافي من تأسيسها إلى اليوم