بقايا سيارة محروقة، رماد عجلات محترقة في الشارع الرئيسي... أكداس من الحجارة على جانبي الطريق أمام بعض الإدارات العمومية. هكذا بدا المشهد الصباح في مدينة سيدي بوزيد بعد ليلة رعب لم ينقطع فيها صوت الرصاص منذ الحادية العشرة ليلا إلى حدود الساعات الأولى من فجر يوم الاثنين زاده صوت محرك طائرة استكشافية كانت تحلق قريبا فوق المدينة هلعا ورعبا لملاحقة مجموعة من الأفراد يعتقد أنهم قاموا بعمليات النهب والاعتداء مما أدى إلى حصول مناوشات بين قوات الجيش وهؤلاء الشبان الذين تسلحوا بالحجارة لرشق سيارات الجيش فكانت الحصيلة ثقيلة قتيل حسب إحصائية أولى وجريحان في حالة خطرة والبعض يقول ثلاثة بجروح متفاوتة الخطورة وحرق لمنشئات عمومية... والحكاية بدأت عندما حاول مجموعة من الشباب رشق مقر الهيئة الجهوية المستقلة للانتخابات (مقر لجنة التنسيق التجمع الدستوري سابقا) بالحجارة وكذلك المبنى الفرعي الأصلي للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ومحاولة إحراقه بالكامل (وقد لاحظنا هذا الصباح شاحنة تابعة للحماية المدنية راسية أمام هذه الإدارة بصدد إطفاء بقايا حريق مشتعل داخل المبنى) ثم حاول المعتدون اقتحام مستودع الإدارة الجهوية للفلاحة والاستحواذ على مجموعة من السيارات من داخله منها سيارة (كل المسالك) أشعلوها بعد استعمالها في الطريق الرئيسي كما قاموا بحرق عدة عجلات مطاطية في الشوارع وخاصة الشارع الرئيسي أمام مبنى الفلاحة وعمارة السنيت، وهاجم المعتدون أيضا مستودع البلدية الكائن بشارع محمد الخامس، وقد تمت ملاحقة هذه العناصر من قبل قوات الجيش إلى ساعة متأخرة من الليل، في كل الأحياء ويقال أن أعنف المواجهات شهدها حي الورود حيث قتل أحد الشبان وهو شاب في مقتبل العمر وجرح آخران بإصابات بليغة أطلقها الجيش. متساكنو المدينة لم يغمض لهم جفن وادخل الرصاص المتواصل بلا انقطاع حالة من الفزع والهلع على الناس أحد المواطنين قال لي هذا الصباح إنها ليلة ليلاء لم تشهد سيدي بوزيد مثلها أبدا، كما لم تأت الطائرات إلى المدينة في أحلك الأوقات وجاءت البارحة وقال لي مواطن آخر لم ننم الليلة البارحة كنا نشعر جميعا بالخوف ونترقب ما الذي يحدق إنها حالة لم نعرفها في السابق أبدا. وفي الشارع الرئيسي يتوقف الناس هنا وهناك لمشاهدة بقايا السيارة المحترقة أو رماد العجلات المطاطية التي وقع إشعالها أو أكداس الحجارة التي ما زالت موجودة بعد ليلة سوق تبقى في تاريخ ذاكرة المدينة.