التقيت الفنان المصري حسن حسني أكثر من مرة في عواصم عربية كثيرة، وفي كل لقاء كلن يدور بيننا حديث في مسائل شتى، البعض منه نشر والبعض الآخر يبقى في السجلات... وذات مرة، وكان يحضر إحدى دورات مهرجان أيام قرطاج السينمائية بتونس... جمعنا حوار طويل سألته إلى أي حد تتماهى مع الشخصية التي تجسدها ؟ قال لي : الصدق هو أول شروط النجاح للفنان، لا بد أن يكون الفنان صادقا في أدائه حتى يقنع المشاهد. لا بد للفنان من دراسة الشخصية من جميع النواحي حتى ينجح في أداء الدور ويقنع المشاهد. قلت له : لماذا بقيت دائما في الصف الثاني ؟ قال لي : ما معنى فنان في الصف الثاني، الفنان فنان ولا وجود لصفوف في ترتيب الفنانين.. أنا فنان محترف، وأبذل قصارى جهدي لأنجح في القيام بالدور الذي أقوم به... ولا أعتبر نفسي أبدا فنانا من الصف الثاني أو الثالث أو الأول... مسألة الصفوف هذه مسألة كلية. ولكن أنت لست في شهرة عادل إمام، مثلا ؟ شعرت أنني استفزيت الرجل بهذا بهذا السؤال، وقال لي بشيء من الحدة... أنا فنان وأحترم نفسي ولي جمهور يحبني وأستطيع القول أنني نجحت في أداء الأدوار الصعبة والمركبة كما نجحت في أداء الأدوار الكوميدية، من قال لك أنني لست في شهرة عادل إمام أو غيره ؟ قلت له : ولكن الواقع يقول عكس هذا.. أنت لست في شهرة محمود عبدالعزيز مثلا أو حتى فاروق الفيشاوي ؟ أجابني : يا أخي لماذا هذه الأحكام... هناك أدوار يقوم بها الممثل تبقى علامة فارقة في سيرته.. محمود عبدالعزيز مدين بشهرته إلى مسلسل "رأفت الهجان" ولولا مسلسل رأفت الهجان لبقي محمود العزيز ممثلا عاديا. أحمد زكي مثلا (رحمه الله) يدين بشهرته إلى فيلم "ناصر 56" قلت له : وسعيد صالح. قال لي حتى من : هو صديق وننتمي إلى نفس الجبل ولكن لكل واحد منا اتجاهه.. هو فنان ناجح بلا شك، ولا أحد يقول غير هذا.. ولكن أنا أيضا قدمت أدوارا بقيت علامة في مسيرتي الفنية... لا بد من نص جيد لصناعة فنان جيد. قلت لحسن حسني : لماذا أنت بعيد عن السينما ؟ قال لي : لا لست بعيدا... وأنا أشارك في عديد الأفلام. قلت له : ولكنها أفلام مقاولات أو بوردورو أي لا قيمة لها ؟ قال غاضبا : لا... ليس صحيحا... قدمنا أفلاما ممتازة أحبها الجمهور. قلت لحسن حسني في نهاية اللقاء : هل كنت صريحا معي في إجاباتك ؟ قال لي : أنا رجل لا أغير أقوالي... وشرعتي هي الصراحة ولا أقول غير الصدق.