صباح الأول من أكتوبر 1985، قامت الطائرات العسكرية للكيان الصهيوني بمساعدة أوروبية وأطلسية بقصف الضاحية الجنوبية "حمام الشط"، فقتلت عدد من الفلسطينيين و أثناء الإنتفاضة (الأولى) فقد اغتالت أجهزة المخابرات الصهيونية، في تونس "أبو جهاد" ثم "أبو إياد"... وعوض البحث عن الخلل الذي جعل القصف ممكنا والاغتيالات تنفّذ، بدون عوائق، فإن السلطة منعت المواطنين من التعبير عن غضبهم... بعد اتفاقيات أوسلو، ربطت حكومة تونس علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، واستقبلت وفودا رسمية، وحطّت طائراتهم في مطارات تونس، رافعة علم الكيان الصهيوني إلى جانب العلم التونسي، وتستقبل البلاد سنويا آلاف اليهود من حاملي جوازات السفر "الإسرائيلية" يأتون للحج في "الغريبة" (جربة)، ونظمت مؤتمرات في تونس بمشاركة الصهاينة، المشاركين مباشرة في اغتصاب الأرض، مثل الأكاديميين والجغرافيين... وأثار استقبال وفد رسمي يقيادة وزير خارجية الكيان الصهيوني، أثناء انعقاد مؤتمر "مجتمع المعلومات"، عام 2005، وتنظيم جولة "شعبية" له، ردود فعل وإضرابات... أما غلاة الصهاينة في أوروبا، فإنهم من أكبر المدافعين عن النظام البائد لبن علي في تونس، رغم عدائهم الشديد للعرب والإسلام والمهاجرين، ودفاعهم عن احتلال العراق وأفغانستان الخ... تقول المصادر الصهيونية، ومنها "اتحاد الصناعيين "الإسرائيليين"، أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2008، بلغت قيمة الصادرات المباشرة للكيان الصهيوني نحو تونس 1،8 مليون دولار، وتصف السوق التونسية (والمغربية) بأنها واعدة، أما الصادرات غير المباشرة، أي التي تمر بطرف ثالث، أوروبي أو عربي (الأردن، مصر) فإنها تفوق ذلك بقليل؛ وهذا ليس حال تونس وحدها، وإنما تشمل القائمة كل الدول العربية وبعض الدول الإسلامية، مثل تركيا (التي لها علاقات عسكرية متينة بالجيش الصهيوني وصناعته العسكرية) وأندونيسيا وماليزيا والباكستان... ومن يقيم هذا النوع من العلاقات مع الصهاينة، لا يمكنه تعيير الآخرين بالعمالة للصهاينة...وقد فتحت دولة العدو مكتبا "لرعاية المصالح" في تونس في أبريل/نيسان 1996، وبعد ستة أسابيع(في أيار/مايو 1996) فتحت الدولة التونسية مكتبا مماثلا في فلسطينالمحتلة...الشعب التونسي لم يكن راضيا و قد خرج الى الشارع منددا في عديد المرات لكن قوبلت هذه الاحتجاجات بالقمع و تفريق المتظاهرين بالقوة في عهد الرئيس المخلوع " بن علي" و أخيرا و بعد ثورة 14 يناير 2011 ومع تغير الوضع و على خلفية الأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة ايلات و التي أوقعت 8 قتلى إسرائيليين وحوالى 30 مصابا. ، تظاهر مئات التونسيين في مسيرة ليلية، نظمتها جمعية تونسية " حرية و انصاف " منددين بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومتضامنين مع الشعب الفلسطيني لنيل حريته و استرداد أراضيه .المسيرة حيث شارك فيها السفير الفلسطيني لدى تونس و عدد من الشخصيات السياسية في السفارة . انطلقت المسيرة من ساحة 14 جانفي مروراً بشارع محمد الخامس وحتى ساحة حقوق الإنسان، حيث أحرق المتظاهرون العلم الاسرائلي ورفع المشاركون فيها الأعلام واللافتات ورددوا الشعارات الداعمة والمؤيدة لفلسطين. " غزة رمز العزة " و " الشعب يريد تحرير فلسطين " و " شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين " المتظاهرون نددوا بشدة ، من خلال هذه الشعارات والهتافات، بالعدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، وكذلك بحملة الاعتقالات التي تشنها سلطات الاحتلال بشكل يومي ومتصاعد ضد مناضلي أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. وطالبوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل المعنيين بالسلام والحرية بالضغط على إسرائيل لوقف العدوان بكل أشكاله، كما طالبوهم بالاعتراف بالخطوة والتحرك الفلسطينية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة التزاما بالقرارات الأممية الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. الجدير بالذكر أن اسرائيل شهدت مظاهرات احتجاجية على الأوضاع المعيشية و الاقتصادية و الاجتماعية، و طالب المتظاهرون بخفض أسعار الشقق السكنية ومحاربة غلاء المعيشة. أكثر من 10 آلاف شخص تجمعوا وسط تل أبيب تحدث فيه رئيس اتحاد الطلاب الجامعيين “إيتسيك شمولى” و”ناعوم شاليط” والد الجندى الأسير لدى حركة حماس “جلعاد شاليط”، حيث هاجموا رئيس الوزراء الإسرائيلى “بنيامين نتانياهو” بشدة. المظاهرات الإسرائيلية ضد غلاء المعيشة التي اندلعت منذ شهر تقريبا، توقفت لفترة بعد العمليات الأخيرة التى وقعت بالقرب من مدينة إيلات .. إن المسيرة التضامنية الشعبية التونسية مع أبناء الشعب الفلسطيني بعد ثورة 14 يناير 2011 هي الأولى من نوعها و التي لم تجابه بالقمع البوليسي مثلما حصل في الماضي أيام حكم المخلوع " بن علي " رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي لوكالة اخبارية دولية