شهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية هذه الأيام حركة احتجاجية تمثلت في مظاهرات سلمية حاشدة تطالب بالقضاء على الفساد و الجشع ، في شكل ثورة تدعو إلى الإصلاح الاجتماعي و كذلك الاقتصادي .... والجدير بالذكر أن المحتجين أعلنوا أنهم سيجعلون من شارع " وول ستريت " نموذجاً آخر للقصبة في تونس و ميدان التحرير في مصر ، وقد حاول المتظاهرون الاعتصام في " وول ستريت " المنطقة المالية وسط نيويورك ،لكن قوات الأمن منعتهم ، حيث تم اعتقال ما يقرب عن 100 متظاهر أغلبهم من العمال المناهضين للاحتكار الرأسمالي. موجة الاحتجاجات هذه ، انطلقت منذ السابع عشر من سبتمبر الماضي و تعززت عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي " الفايس بوك " و " التويتر" ، حيث طالب الشباب في شكل دعوات مكافحة الفساد و إيجاد حل للبطالة المتفشية و طالبوا أيضا بتنظيم ثورة سلمية قد تقترن بأعمال شغب واسعة النطاق واعتصامات وانتفاضات ضد الضرائب والبطالة والجوع. كل الشرائح الاجتماعية تجاوبت مع نداءات و دعوات الشباب في الولاياتالمتحدةالأمريكية و أعلنوا عن تضامنهم مع التظاهرات السلمية مؤكدين أن العالم يتجه لمزيد من التحرر من الإقطاع والاحتكار على غرار ربيع الثورات العربية و ما حدث في تونس و مصر . تعتبر هذه الاحتجاجات إنذار مبكر لإدارة أوباما التي تكاثرت مشاكلها و خاصة النفقات العسكرية الغير مبررة التي أثقلت كاهل ميزانية الدولة . باراك أوباما فشل حتى الآن في تحسين اقتصاد بلاده و ارتفعت معدلات البطالة بنسبة تزيد على 9% بين الشباب. و المتوقع أن تزداد ظاهرة الاحتجاجات الشعبية في صورة اقتناع الرأي العام الأمريكي بجدواها و إحداث التغيير الذي ينشده كل الشباب العاطل عن العمل و المجتمع الأمريكي الذي يرغب في تحسين ظروفه الحياتية .. ترى هل بعد الغضب الشعبي العربي في ربيع الثورات العربية، سيشهد العالم غضب من نوع آخر في خريف ثورة أمريكية يطالب أصحابها بالحرية و الكرامة الإنسانية و تدعو إلى المساواة و تحسين الظروف الحياتية و المعيشية ؟ ثم هل بعد ربيع الثورات العربية سيأتي زمن خريف الثورة الأمريكية..و هل تتحقق ؟ هذا ما ستكفله لنا الأيام ..... رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار إعلامي لوكالة إخبارية دولية بالأردن الشقيق