أبو مازن، جامعي اختتم بالأمس المعرض الجامعي بصفاقس الذي أقيم ببهو معرض صفاقس الدولي من السابع الى التاسع من شهر جويلية الحالي. هذا المعرض الذي دأبت جامعة صفاقس منذ سبعة عشر عاما على اقامته آخر السنة الجامعية ليكون فرصة للوافدين الجدد على الجامعة للتعرف على مختلف الشعب والاختصاصات وفرصة للمتخرجين الذين أنهوا دراستهم للتعرف على كبريات الشركات التونسية التي قلّما غابت عن هذا المعرض فيفحصون اعلانات العرض والطلب و يستعدون لولوج باب التشغيل. النسخة السابعة عشر من المعرض الجامعي لم تختلف على سابقاتها من حيث المحتوى الدسم و الفضاءات الموفرة لعرض مشاريع ختم الدروس أين اصطفت عديد الآلات المصنعة و علقت الملصقات الحائطية التي تختصر مجمل البحوث المقدمة هذه السنة. انه بحق عرس معرفي تسعد الجهة والوطن بأسره باقامته قد افتتحه السيد رئيس الجامعة والسيد والي الجهة مع ثلة من المديرين والعمداء لمختلف المؤسسات الجامعية، لولا أن غياب سلطة الاشراف المركزية ضايق الحاضرين فطرحوا عديد الأسئلة التي تنتظر الاجابة. لقد دأبت الوزارة منذ انبعاث هذا المعرض على افتتاحه و المساهمة الفعالة فيه، فلقد دشن وزراء التعليم العالي للعهد القديم مجمل المعارض المقامة في تلك الفترة و سار على هذا المنوال حكومات الثورة. زد على ذلك غياب نواب صفاقس بدائرتيها عن هذا التدشين والحال أن ما يقدم مفخرة للجهة ومدعاة للمطالبة في برلمان نواب الشعب بمزيد الاعتمادات و سن القوانين التي حتما ستنهض بقطاع التعليم العالي الحيوي لهذه المدينة ولكافة معتمديتها وامتداداتها في الجنوب التونسي. ان معرضا كهذا أين تطرح بحوث في غاية الأهمية تهم التصنيع والبيئة والتلوث والتقنيات الرقمية والطب و بحوث مختلف العلوم الانسانية مدعاة لحفل تدشين وختام يحضره عدة وزراء ورجالات أعمال لاسيما وأنه تقريبا المتفرد في هذا الشكل اذا استثنينا بعض التظاهرات المشابهة الغير دورية التي تبرمج من حين لآخر بالعاصمة أو كبريات المدن التونسية. يحق لأهل الجهة أن يسعدوا بهذا الانتاج المعرفي الذي اعتادوا الوفود عليه لتوجيه أبنائهم الناجحين والتعرف على آخر مستجدات الشعب المفتوحة و طريقة احتساب المجموع والدروس المنتظرة في الاختصاص المزمع اتباعه وغيرها من المشاغل التي تؤرق التلميذ الناجح الذي أضحى طالبا جديدا. في مثل هذا المجال يجتهد الأساتذة بالنصح والتوجيه ورفع اللبس الذي قد يخيم على مستقبل اختصاص ما كلما استمعوا الى اسئلة الطلبة الجدد و شرحوا لهم الشرح المستفيض لما سيقدمون عليه فتعم الطمأنينة و تعزز الثقة بالنفس. هذا معرض يحتذى وهذه جهة تعمل لأجل تونس كغيرها من الجهات ولكنها تكد وتكتم الألم و تنهض كلما عثرت، فرغم حرمانها من المتوسط ومائه ومتعة الاصطياف و رغم التلوث الذي كاد أن يقضي على أهلها ورغم حرمانها من المحولات والطرق السيارة الواسعة ورغم نسيانها في سجلات التنمية وتذكرها في الجباية والتصدير الا أنها تواصل الطريق كما عهدناها وتتناقل المعرفة والاتقان من الجد الى الأب الى الابن في فرص كهذه وغيرها من الفرص.