تونس الصباح اهتمام كبير بدأ يظهر لدى تلاميذ الباكالوريا هذه الايام بدروس المراجعة التي توفرها بعض المواقع الالكترونية الخاصة ومع تزايد الضغط على تلاميذ الباكالوريا اقبلوا على هذه المواقع العلمية لتحقيق التميز. فالى اي مدى تساهم هذه المواقع فعليا في تحقيق اضافة للتلميذ تمكنه من الاستغناء عن الدروس الخصوصية. تعد هذه المواقع في مجملها مجانية وغير خاضعة لاشراف وزارة التربية والتكوين في حين يقف على محتواها اطار تربوي من اساتذة ومربين ولرصد ارائهم حول هذه المواقع تحدثت «الصباح» الى عدد من التلاميذ والمربين. لم يخف بعض التلاميذ تحمسهم لهذه المواقع ولئن اختلفت اسباب ذلك وتعددت فالغاية واحدة وتتمثل تحقيق الاضافة واكتشاف ما تحتويه هذه المواقع. وفي هذا الصدد تقول هيبة (علوم تجريبية) انها دأبت على زيارة هذه المواقع للاطلاع على محتوى البرامج خاصة فيما يتعلق بالمواد الاساسية كالفيزياء والرياضيات. مضيفة انها تحرص خاصة على تفحص التمارين التطبيقية وتؤيدها زميلتها ايمان مؤكدة ان هذه المواقع فرصة لتحقيق الاضافة وتدارك بعض النقائص. بادراج الملخصات واصلاحات التمارين.. لا تعوض الاستاذ وبين شق مؤيد واخر معارض تتباين الاراء وتختلف فالتلميذة سلوى (بكالوريا اقتصاد وتصرف) لا ترى فائدة في هذه المواقع باعتبارها لا تحقق الاضافة فنفس الدروس التي تتلقاها في القسم تقع اعادتها بصياغة مختلفة وحتى نصوص الامتحانات مكررة ومعروفة. ويعتبر ايمن (بكالوريا رياضيات) من جهته ان هذه المواقع التعليمية المخصصة لمساعدة التلميذ لا تعوض درس الاستاذ وهي توفر كما من المعلومات والتمارين ولا توفر طريقة شرح الاستاذ وتبسيطه للمعلومة. لكن ذلك لم يمنع ايمن من الاطلاع عليها ل«مجرد الفضول» كما يقول.. الاطار التربوي ولئن تباينت اراء التلاميذ واختلفت فان الاطار التربوي له رؤيته التقييمية الخاصة لهذه المسألة. فالاستاذة حياة العبيدي (اختصاص انقليزية) تبين ان بعض التلاميذ اليوم ينشدون الامتياز، لذا تراهم يقبلون على هذه المواقع بحثا عن المعلومات الاضافية او لاكتشاف نوعية المواضيع والفروض المقترحة. وفسرت المربية ان هذه المواقع هي وسيلة لاثراء المعلومات لا غير وليس لاكتسابها. فمن وجهة نظرها يبقى حضور التلميذ في القسم الجانب الاكبر في تدعيم العملية التربوية التي ترتكز اساسا على مدى قدرة التلميذ على الاستيعاب. وفي نفس السياق تبين الاستاذة سعاد خليفة (استاذة علوم فيزيائية) ان هذه المواقع في طريقة طرحها لمختلف البرامج التعليمية تبقى محبذة في بعض المواد. وترى انها تسهم في تقديم دروس تتعلق دون اشكالية نظرا لطبيعة هذه المواد التي لا تفرض الشرح المعمق. في حين ان بعض المواد الاخرى كالفيزياء والرياضيات لا يستطيع التلميذ وحده فهم دروسها وحل تمارينها ان لم يستوعب الدرس جيدا في القسم. وتضيف قولها ان مثل هذه المواقع «تشرع لظاهرة الكسل الفكري» لدى التلميذ داخل القسم فهو لا يبذل كل ما في وسعه لاستيعاب الدرس داخل القسم نظرا لانه يعول على هذه المواقع التي يخيل اليه انها ستقدم له شرحا كافيا. الدروس الخصوصية قد يعتقد البعض ان مثل هذه المواقع التعليمية المخصصة للمراجعة تسهم فعليا في التخلص او ربما الاستغناء تدريجيا عن شغف التلاميذ بالدروس الخصوصية الا ان الواقع لا يعكس ذلك فبعض الاولياء يعتبرون هذه المواقع المخصصة للمراجعة تساعد على اثراء الزاد المعرفي ولجمع عدد مهم من التمارين التطبيقية خاصة في المواد العلمية. السيدة نجلاء الخليفي (موظفة) لها ابنة في الباكالوريا، تقول انه لا يمكن اعتماد هذه المواقع كمقياس اساسي للمراجعة بل تمثل فرصة للاطلاع على اشياء اضافية قد يكون اهملها الاستاذ. وفي نفس الاتجاه يبين السيد محسن (موظف) أن الدروس الخصوصية تبقى اليوم ضرورة تربوية ورغم بروز هذه المواقع فانها تبقى اضافية لا غير.