بقلم: شكري بن عيسى (*) البارحة الورتاني نوفل في 'لاباس" يستقبل ممثلة دور المرأة اليهودية "المضطهدة" مريم بن حسين،.. ويحاول ان يوجه نقدا لمسلسل "حكايات تونسية".. ونقل وجهات النظر الرافضة والناقدة للمسلسل.. وطبعا الورتاني رئيس تحرير القناة وهو يدفع بالممثلة لنقد المسلسل وهي تتملص.. رئيس التحرير ليس اعتباطا يقوم بهذا بالامر.. المسلسل هجره ابرز المستشهرين واولهم المدب مالك ديليس دانون،، ما كبد القناة خسائر جمة.. والورتاني واضح يريد ان يحقق هدفين مزدوجين.. محاولة النزول الى امتعاض الشارع لامتصاصه.. ولما لا استعادة بالنتيجة بعض المستشهرين.. فلا تظنون ان رئيس تحرير القناة ينتقد خيارات القناة وخاصة منتج مسلسلاتها الفهري.. طبعا المسلسل يعطي دور البطولة لبن حسين لابراز وضعية اليهود الذين يعتبرهم مضطهدين.. في تونس.. طبعا اليهود التوانسة المحميين من اللوبي اليهودي في العالم في امريكا وبريطانيا وفرنسا و"اسرائيل" وهولاندا وغيرهم من قوى الضغط.. والتطبيع هنا واضح لخلق تعاطف مع اليهود الذين في اغلبهم مرتبطين بالكيان الصهيوني اكثر من وطنهم.. في مسلسل اعدم كل القيم والمبادىء الاخلاقية.. وامعن في تخريب الشخصية العربية التونسية المسلمة.. ندافع عن حقوق اليهود.. ونعتبرهم "اقلية مضطهدة".. في الوقت الذي يضطهد فيه التونسي المسلم صباحا مساء.. وبعد المساء.. ويوم الاحد.. في عهد اللوبيات المالية والجهوية والحزبية والنقابية والجمعياتية.. والسكتارية.. اذا لم تكن من حزب حاكم.. او من عائلة اصحاب الاموال الكثيرة.. او من قيادات الاتحاد وتوابعه الاساسيين.. او من منتسبي نقابة الصحفيين.. او جمعية القضاة.. او عمادة المحامين.. او بعض الجهات المحضية.. فانت لا حق لك في الشغل.. ولا في الترقية.. ولا في ابسط الحقوق.. ولا تحلم اصلا بالمناصب العليا.. ولا بالظهور الاعلامي.. تعاني التهميش والتمييز.. فئات كاملة بأنصاف حقوق.. واقل.. جهات كاملة بانصاف حقوق.. واقل.. انصاف مواطنين.. او ادنى.. مُثبّتين في وضعيتهم.. انتقلنا من عهد الدكتاتورية الى عهد "السكتارية" مع ترسيخ الجهوية.. فئات محضية تتمتع بالامتيازات والحقوق.. وتلقى الدعم والحماية حتى في الجرائم.. وانت تدفع ضريبتك في القيمة المضافة.. وفي الاداء على الدخل.. وفي التسجيل.. وفي الاداء البلدي.. وبقية الاداءات والمعاليم المتناثرة.. وتدافع عن الوطن.. ولكنك لا تتمتع الا بأقل من نصف حقوقك.. انصاف مواطنين.. او اقل.. بالملايين.. لم يتحدث عنهم الدستور.. ولا القوانين.. فقط يتسابقون نحوهم في "الاوديمات" لجلب المستشهرين.. وفي المواعيد الانتخابية.. رصيد انتخابي لا يقدر بثمن.. يتحوّل الى صفر بالأحمر.. بمجرد صدور النتائج!!