أبو مازن من يحفر لتونس هذه المطبات ويستدعي هذه الآفات، مالذي رماه علينا وجراحنا عميقة، نعمل رغم جراحنا و ونبحث عن الحقيقة. لا نعرف كيف نبكي على سياحة راكدة، و ارهاب ينكل بالجثث وهي ساجدة. ألا يعلم ما قاله هذا الساركو عن تونس ساعة الثورة، أ نسي وصايا وزيرته و هداياها لستر العورة. نظام المخلوع يتلقى مساعدات لشعب ثائر، قنابل وذخيرة تقتل أبرياء دون حائل. يومها لم يصدق ساركو هذا أن تونس مقدمة على التغيير، وأن هذه المرة سيجتيب القدر حسب ارادة القدير. هذا هرّ سوري ( سوري بمدلولها في اللهجة التونسية) حافي المخالب، لا يخشى من جبروته فهو مغلوب لا غالب. أزرق العينين كثيف الفرو و مبتور الذنب، ذاق الهزيمة في بلده فما العجب. هذا مسؤول حزبي في دولة صديقة، لم يفتح له بهو المطار و يرعى بحراسة لصيقة. لا مرحبا به قبل أن يقول ما يقول، ولكننا لما سمعناه عالجناه بالاشمئزاز و النفور. لقد جئت لتونس ضيفا فقبلناك، و نسينا ما اقترف لسانك و استضفناك، فأسأت المقولة والتصريح، فعجل الخطى وأطلق ساقيك للريح. الجزائر العظيمة "خيوتنا" مهما حصل، والليبيون أشقاء نصطلح يوما فنصبح سمنا على عسل، وانّ أمر حدودنا موكل لنا، وقد دفعنا مهرا كان غاليا. دماء لاخراج استعماركم في القدم، واليوم شبابنا الابطال ينزفون الدم. لن ينال الارهاب من تونس الأبية، وان قُتل بعضنا فصفوفٌ وراءهم تحمي هذه الأمّ الأبدية. لتونس رونق بأهلها و جيرانها، يسعون لها مواساة في أحزانها. فان كنت منهم فتكلم خيرا، و ان كنت غير ذلك ففارقنا سيرا. كنا وحدة قبل استعماركم فقسمتمونا، دولا هزيلة ثم تركتومنا، نواجه الفقر و التهميش و التبعية، وتنهبون خيراتنا بأسعار زهيدة : مجرد ملاليم نحاسية. قد يقال أتى دون استدعاء، كما قيل لنديمك ليفي حين حط بالخضراء. وجهان لفرنك واحد انقرض منذ سنوات، فلا خوف على تونس ولا عودة لما فات. لي نصيحة اقدمها قبل الختام، لضيف ثقيل الظل سبب لنا الآلام، اتخذ علكة كلما زرت هذه البلدان، فتمنعك من الكلام و تصغي لمضيفك بإذعان، وتجنب حزبك الهزيمة في قادم الأيام، فجاليتنا لها صوت يقدّره المترشح الهمام.