بقلم الأستاذ بولبابه سالم الانتصار الذي حققته قوات الجيش و الامن الوطنيين على الدواعش في بن قردان بإسناد شعبي كبير من أهالي المنطقة سيكون له تداعياته على تونس و المنطقة . لأول مرة يتلقى تنظيم داعش الارهابي ضربة قاصمة و مدوية و هزيمة شنيعة في مواجهة مباشرة مع قواتنا المسلحة وهو ما لم يتعرض له في أي منطقة حتى أثناء مواجهته للقوات الغربية و الروسية في سوريا و العراق . لقد قاد أمير اللواء و قائد أركان جيش البر اسماعيل الفطحلي المعركة التي انتظرتها الدولة و جهازها الاستعلاماتي ، و شارك فيها أبرز قوات النخبة في مختلف التشكيلات الامنية و العسكرية لذلك كانت المواجهة حاسمة و مربكة للدواعش الذين انتحروا على أسوار بن قردان (أكثر من 50 قتيلا ) . الشراسة و الفداء للوطن و الرغبة في الثأر لزملائهم الذين تم اغتيالهم غدرا جعلت قواتنا الأمنية و العسكرية تخوض المعركة بروح قتالية عالية لتطهر المدينة و المناطق المجاورة لها من الارهابيين و تعتقل الكثيرين و يشكل هؤلاء كنزا ثمينا ساعد في اكتشاف العديد من مخازن السلاح . لقد أثبتت بن قردان و الجنوب أنه ليس حاضنة للارهابيين حيث تم التصدي لهم بشجاعة ، و على الطبقة السياسية أن تعي أن التونسيين يرفضوا التطرف بنوعيه الديني و العلماني . و لأن عملية الفرز متواصلة فإن التغطية الاعلامية لمعركة بن قردان كشفت عن طابور خامس لا يقل خطرا عن الدواعش لأنهم يحققون ما عجز عنه الارهابيون أثناء المعركة عبر بث الفتنة و الدفع نحو الحرب الاهلية و الاقتتال بين التونسيين . و لأن لكل حدث له ما بعده فأجزم أنه سيتم تحييد هؤلاء المرتزقة من ابواق النظام القديم تدريجيا ، و نتذكر جيدا كلمة رئيس الدولة اثر الاحتجاجات التي حصلت في القصرين و سيدي بوزيد عندما اتهم اطرافا اعلامية بمحاولة نشر الغوضى فتم ابعاد بعضهم بعد عودة الهدوء . الجنوب التونسي ليس حاضنة للارهاب مثلما ادعى بعض المتطرفين العلمانيبن و كانت معركة بن قردان دليلا على رفضهم للتطرف الديني ، و يعرف عن اهل الجنوب انهم محافظون لذلك انتخبوا الاحزاب المحافظة ، و هذا الالتحام بين اهالي بن قردان و القوات المسلحة كشفت ان الجنوب التونسي في قلب السياق الوطني . أن يرسل الرئيس الباجي قايد السبسي راشد الغنوشي للقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة و يحضر اللقاء اركان الحكومة الجزائرية من رئيس الوزراء الى وزيري الخارجية و التعاون الدولي و بتغطية لافتة من التلفزيون الرسمي الجزائري فهي رسالة من الباجي قابد السبسي الى شركاء الوطن و خاصة للقوى الاستئصالية المتطرفة في تونس بأن حركة النهضة هي شريك أساسي في الحكم خاصة ان الرئيس لم يعد يثق في بطانة سابقة صارت تهاجمه اليوم . على المستوى الخارجي ، كشفت معركة بن قردان على الكفاءة العالية للقوات المسلحة التونسية مما دفع بصحيفة لوموند مثلا الى السخرية من اوروبا التي تدفع اموالا طائلة الى دول اوروبا الشرقية و دعت الغرب الى مساعدة تونس اقتصاديا و عسكريا لأنها الجبهة الأساسية في التصدي للارهاب . في كلمة ، الدكتاتوريات توفر الحاضنة الشعبية للتطرف . كاتب و محلل سياسي Publié le: 2016-03-14 20:04:41