منجي باكير عروس الصّحراء ، إذاعة تطاوين هي قامة انتصبت في ربوع جنوبنا الرّائع و منارة تستجلب الزّمن الجميل ، تضيء الحاضر و تستشرف القادم في أمل ... إذاعة تطاوين تميّزت على مثيلاتها في المشهد الإعلامي السّمعي بأنّها صوت يحكي بلهجة بلاده ، صوتٌ يحكي ((بالتّونسي الأصيل )) بعيدا عن لهجة التغريب و الرّطانة الماسخة و أيضا بعيدا عن لغة الإسفاف و عن السّقوط الفاضح في منادب العار والعرعور التي أصبحت تعنْون كثيرا من حوانيت إعلام الفساد و الإفساد و تحتلّ جلّ مساحات بثّها .. هذا الصّرح الإعلامي ، برغم قلّة الإمكانيات البشريّة و اللّوجستيّة و ضعف التّغطية الهرتيزيّة و غيرها من متطلّبات العمل الإذاعي فإنّها صمدت و شمخت كما نخيل الجنوب ، و تميّزت بخطّ تحريري قويم و بطاقم عمل يؤمن بالأصالة و الإنفتاح السّليم ، أيضا هي تمتاز بثراء و تنوّع برامجي و فسيفسائيّة متجانسة في الموادّ الإذاعيّة و خصوصا بذوق رفيع – جدّا – في الإختيارات الفنيّة نوعيّة ، ماهيّةَ و توقيتا . هذه الإذاعة الأصيلة تستحقّ كلّ الشكر و كذلك الإعتناء بها و الشدّ على أيادي شاغليها و القائمين عليها لما تضطلع به من نشر للقيم السّمحة القويمة والعادات و التقاليد العربيّة / التونسيّة الخالصة من كلّ نفسِ دخيل أو انفلات تغريبي و لمحافظتها على الهويّة في جماليّة و تواصل . Publié le: 2016-03-29 21:31:21